استمع إلى الملخص
- يعاني اللاعبون من أصحاب البشرة السوداء والآسيويين من الإساءات المتكررة، كما حدث مع فينيسيوس جونيور ومايك مينيان، مما يبرز التأثير النفسي العميق لهذه الإساءات.
- رغم الجهود المبذولة لمكافحة العنصرية، يطالب اللاعبون والجماهير باتخاذ إجراءات أكثر حزمًا لضمان أن تبقى الملاعب مكانًا للتنافس النزيه.
تعيش الدوريات الأوروبية الكبرى على وقع أزمة متزايدة مع انتشار الهتافات العنصرية التي باتت تطاول اللاعبين من مختلف الجنسيات والأعراق، وآخر هذه الحوادث شهدها الدوري الإسباني، حين تعرّض لاعب نادي ريال سوسيداد، الياباني تاكيفوسا كوبو (23 عاماً)، لإهانات عنصرية من جماهير ملعب ميستايا التي هتفت قائلة: "تشينو، افتح عينيك"، في إشارة تحمل طابعاً عنصرياً واضحاً، ولم يتوقف الأمر عند كوبو، بل شملت الإساءة زميله الإسباني أندير بارينيتشيا، الذي تلقى عبارة هو الآخر "سيضعون قنبلة عليك لينفجر رأسك".
وتُعد العنصرية إحدى أبرز التحدّيات التي تواجه كرة القدم، ويتقدم أصحاب البشرة السوداء قائمة ضحايا هذه الظاهرة، إذ تعرّض العديد من النجوم لإساءات عنصرية في السنوات الأخيرة، وعلى رأسهم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي عاش لحظات صعبة في الدوري الإسباني، خاصة مع تكرار الحوادث في ملاعب مختلفة.
وبالإضافة إلى الدوري الإسباني، تعاني الملاعب الإيطالية أيضاً من هذه الظاهرة، ففي الكالتشيو، تلقى حارس مرمى ميلان، الفرنسي مايك مينيان (29 عاماً)، عبارات عنصرية أثناء مباراة فريقه ضد نادي هيلاس فيرونا في وقتٍ سابق، ما دفعه للتوجه إلى الحكم في نهاية اللقاء للتعبير عن غضبه، كما قال مهاجم يوفنتوس تيموثي ويا (24 عاماً)، في تصريحات صحافية، إن العنصرية في الدوري الإيطالي مستفحلة وتتجاوز تلك الموجودة في فرنسا.
وفي فرنسا أيضاً، عاش لاعب موناكو ويلفريد سونغو، موجة من الإساءات العنصرية عقب مباراة فريقه ضد نادي باريس سان جيرمان، بعدما تسبب في إصابة الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، حرمته من إكمال اللقاء، أما في الدوري الألماني، فقد تعرّض اللاعب الإنكليزي دابو أفولايان، لحظات عصيبة بسبب هجمات عنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع ناديه سان باولي للتضامن معه علناً.
ولم يسلم لاعبو شرق آسيا من الإساءة العنصرية، كما تؤكد الحادثة الأخيرة مع كوبو، وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان مواقف مشابهة، مثلما تعرض نجم نادي توتنهام، الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، لإساءات من زميله السابق، الأوروغواياني رودريغو بينتانكور، الذي عُوقب لاحقاً من الاتحاد الإنكليزي. وتُستخدم الهتافات العنصرية من بعض الجماهير وسيلةً لاستفزاز اللاعبين وإضعاف تركيزهم أثناء المباريات، ومع ذلك، فإن تأثيرها يتجاوز حدود الملعب، إذ تترك آثاراً نفسية عميقة لدى الضحايا، ويُعد فينيسيوس جونيور مثالاً بارزاً على تأثير العنصرية في الأداء، إذ تحوّل من لاعب ممتع يسعى لتحقيق الألقاب مع ريال مدريد إلى لاعب يعيش تحت ضغط كبير بسبب الهجمات العنصرية المتكررة، هذا الوضع أثّر على مستواه الفني وعلى أداء فريقه عموماً.