العراق.. الحق "المسلوب"

العراق.. الحق "المسلوب"

19 مارس 2022
منتخب العراق يأمل بحصد بطاقة الملحق (الاتحاد العراقي لكرة القدم)
+ الخط -

بعد 2003، لم يكن واقع كرة القدم مغايرا كثيرا لما عاشه العراق من تغيير جذري طاول كل مرافق حياته، لتتطور الأحداث، ولينعكس الواقع الأمني المتردي على كرة القدم، وليبدأ مسلسل اللعب خارج الديار.

في العديد من السنوات، كان حتى أنصار "أسود الرافدين" والمسؤولون عن قيادة الساحرة المستديرة هناك، على يقين بأن بلادهم لن تنجح في استضافة حتى لقاء ودي، باستثناء أربيل، التي كانت محطة لخوض بعض اللقاءات، حينما كان فيفا يمنح الضوء الأخضر بذلك.

تسارعت الأحداث، ونجح العراق في كسب الصراع وتحقيق إنجاز من رحم المعاناة من خلال حصد لقب بطولة آسيا 2007، في عام ربما غير بوصلة كرة القدم في هذا البلد، حيث كانت هذه اللعبة المتنفس الوحيد لشعب كان يعيش حربا طاحنة، خصوصا في هذا التاريخ، ليتغير بعدها سقف الطموحات، وأحدها كان رؤية "الأسود" تلعب على أرضها.

فرص منحت للعراق من خلال استضافة مباريات على مستوى بطولات آسيا للأندية، ومن بعدها منافسات غرب آسيا للمنتخبات، فنجح في بعض منها وأخفق بشكل جزئي بأخرى، لكن بقي أنصار منتخب العراق يرون أنهم في صراع مع حق شرعي، بدأ يُسلب منهم لأبسط الأعذار.

قدوم عدنان درجال، نجم منتخب العراق السابق، لمنصب وزارة الشباب والرياضة، ومن بعدها فوزه بانتخابات اتحاد الكرة، وليرافقه يونس محمود كنائب ثانٍ، أمور غيرت كثيرا من واقع كرة القدم في البلاد، خصوصا على الجانب الإداري والتنظيمي، الذي كان أكبر النقاط السلبية التي تعاني منها كرة العراق في الحقب الفائتة.

تنظيم مباريات ودية مع منتخبات أفريقية في بغداد، والعمل على الضغط على الاتحاد الآسيوي ومن بعده الدولي، من أجل إعادة الحق لصاحبه، واستضافة بغداد لمواجهات منتخب العراق، أمر تحقق قبل فترة وجيزة، بعد إشعار يحمل توقيع إنفانتينو، يسمح لـ"أسود الرافدين" بخوض لقاء تصفيات مونديال قطر 2022 ضد الإمارات على ملعب المدينة، لكن هذا الأمر لم يدم طويلا.

قصف على أربيل، حرم بغداد من احتضان "أسودها" من جديد، قرار جاء من السلطة العليا، بنقل المواجهة إلى ملعب محايد، حدد بعدها في السعودية، ليُسلب الحقق مجددا، لكن العراق قرر اللجوء إلى "كاس" على أمل  استعادة حقه، في أمر يبدو صعب المنال، فلا تفصلنا على اللقاء إلا أيام قلائل، وبالتالي، حلقة جديدة من مسلسل "الحق المسلوب".

المساهمون