الصحافة العالمية ترفع القبعة ليامين يامال: "كائن فضائي" بعد ميسي
استمع إلى الملخص
- وصفت الصحف العالمية مثل بيلد الألمانية وأبولا البرتغالية أداء يامال بـ"السوبر"، مشيرة إلى تأثيره الحاسم في المباراة، بينما أثنت ذا تايمز البريطانية على نضجه وثقته.
- تفاعل المدربون واللاعبون السابقون مع أداء يامال، حيث وصفه مدرب برشلونة بـ"العبقري"، وأشاد نجوم كرة القدم السابقون بموهبته الفائقة.
تفاعلت الصحافة العالمية بشكل لافت مع تألق الموهبة الإسبانية، لامين يامال (17 عاماً)، خلال مشاركته في لقاء فريقه برشلونة الإسباني أمام ضيفه إنتر ميلانو الإيطالي، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، أمس الأربعاء، والذي انتهى بنتيجة التعادل الإيجابي (3-3) على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي في مونتجويك، إذ كان له دور محوري في عودة فريقه خلال المواجهة، وهو الأمر الذي أشادت به وسائل الإعلام ووصفته بالمذهل، مشيرةً إلى موهبة يامال الفائقة وإمكاناته، التي تضعه في مصاف أفضل لاعبي العالم، رغم صغر سنه.
ووصفت صحيفة آس الإسبانية المواجهة بين برشلونة وإنتر ميلانو بأنها كانت من أفضل المباريات في تاريخ دوري أبطال أوروبا، إذ شهدت تألقاً نادراً لخريج أكاديمية لاماسيا الشهيرة، لامين يامال، لافتة إلى أنّ اللاعب الشاب أنقذ برشلونة بأداء مذهل واستثنائي لا يُنسى، ليذكّر الجميع بأعظم لاعبي كرة القدم السابقين، حتى إنه أدهش الظهير الأيسر للفريق الإيطالي، فيديريكو ديماركو (27 عاماً)، الذي عانى كثيراً، بسبب توهّج اللاعب، الذي يصغره بعشر سنوات كاملة.
ومن جانبها، أشادت صحيفة بيلد الألمانية بأداء لامين يامال، واصفةً إياه بـ"السوبر"، الذي أنقذ برشلونة من الخسارة أمام إنتر ميلانو، ورغم اضطراره لإيقاف عملية الإحماء قبل انطلاق المباراة بسبب مشاكل جسدية، عاد يامال ليُقدّم أداءً استثنائياً فوق أرض الملعب. وذكرت الصحيفة أن اللاعب البالغ من العمر 17 عاماً لم يتوقف عن الحركة، وكان بمثابة المحرّك الأساسي لهجمات النادي الكتالوني، إذ أعاد الفريق إلى أجواء اللقاء، بفضل لمساته المؤثرة وثقته العالية.
أما صحيفة أبولا البرتغالية فقد سلّطت الضوء على تأثير يامال في اللحظات الحاسمة، مشيرة إلى أنّ هدفه كان نقطة التحول في المواجهة، وقالت الصحيفة: إنّ "اللاعب، الذي خاض مباراته رقم 100 بقميص برشلونة، جسّد شخصية القائد، حين حمل الفريق على ظهره، وأشعل المباراة بهدفه، قبل أن يواصل تهديده للمرمى بتسديدة ارتطمت بالعارضة، وكان يامال حاضراً في كل هجمة مؤثرة، وكأن وجوده أصبح ضرورة في كتيبة البلاوغرانا، حتى في أصعب اللحظات أمام منافس منظم مثل إنتر ميلانو".
ومن جهتها، أثنت صحيفة ذا تايمز البريطانية على نضج يامال، رغم حداثة سنه، مشيرةً إلى أنه قاد نادي برشلونة للعودة في المباراة بروح ملهمة. واللافت في إشادة الصحيفة أنه سجل هدفه بالتزامن مع الذكرى الثانية لأول ظهور له مع الفريق الأول، وهو ما جعل الحدث أكثر رمزية، ووصفته بأنه سيطر على الموقف بثقة مذهلة في لقاء حاسم، وأمام منافس قوي مثل تشكيلة "النيراتزوري"، معتبرةً أن ما قدّمه لا يتكرر كثيراً في لاعبين بهذه السن.
ولم تتأخر صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية في الانضمام إلى طابور المادحين، إذ وصفت يامال بـ"الكائن الفضائي"، على غرار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سبق وأن وُصف بذلك، وأشادت بطريقة لعبه الطبيعية التي تشبه "اللعب في الحديقة مع الأصدقاء". وأضافت أنه يملك هدوء القادة، ويبعث برسائل طمأنينة لزملائه عبر حركات جسده، ووصفته بأنه "أطلس مونتجويك"، الذي يحمل برشلونة على كتفيه، مؤكدةً أن ما فعله خلال الدقائق الأخيرة من المباراة، بما في ذلك تسديدته التي ارتطمت بالعارضة، "يُظهر لاعباً لا حدود لما يمكن أن يقدمه في السنوات المقبلة".
وفي المقابل، ركّزت صحيفة ذا غارديان البريطانية على الخلفية النفسية للاعب، مذكّرةً بتصريحاته السابقة عن تخليه عن الخوف في طفولته، وأشارت إلى أنه لم يظهر عليه أي توتر في أول نصف نهائي لدوري الأبطال يخوضه، رغم تقدم إنتر المبكر والحاجة الماسة للتسجيل. وقالت الصحيفة إن يامال لم يستسلم أبداً، وكان رمزاً للعزيمة داخل الملعب، وأنه أظهر روحاً قتالية نادراً ما تُرى في لاعبين بهذا العمر، مما يجعل مستقبله واعداً بشكل استثنائي.
أما صحيفة ذا صن البريطانية، فقد عنونت تغطيتها بـ"مباراة الموسم.. لامين يفرض هيمنته"، معتبرةً أن ما فعله يامال أمام كتيبة المدرب الإيطالي، سيموني إنزاغي (49 عاماً)، يستحق مقارنته بأسطورة النادي السابق الأرجنتيني، ليونيل ميسي (37 عاماً). وأوردت أن اللاعب أنقذ برشلونة من كارثة كانت تلوح في الأفق، بعدما تدخّل في لحظة مفصلية بتسجيل الهدف الأول، ثم عبر مراوغة ساحرة مهّدت الطريق لصاروخ البرازيلي رافينيا، الذي أكمل الانتفاضة، مشيرةً إلى أن يامال بات "الرقم الصعب" في الهجوم الكتالوني.
وأما صحيفة ليكيب الفرنسية، فقد وصفت اللقاء بأنه مليء بالأهداف والمهارات العالية، مع إشادة واضحة بـ"لامين يامال". ورغم اختيار الهولندي دينزل دومفريس أفضل لاعب في المباراة، فقد رأت الصحيفة أن يامال كان جديراً بالجائزة ذاتها، بالنظر إلى مساهمته الكبيرة، ولفتت إلى أن ما قدّمه اللاعب الشاب يعكس نضجاً فنياً غير مسبوق في هذه المرحلة العمرية، متوقعةً أن يكون الإياب المرتقب يوم الثلاثاء المقبل مليئاً بالحماسة نفسها، التي صنعها هذا اللاعب المذهل.
وفي أميركا الجنوبية، وصفت صحيفة أوليه الأرجنتينية يامال بـ"الشيطان الذي لا يمكن ترويضه"، مشيرةً إلى أنه خرق كل الخطط الدفاعية، وأربك حسابات إنتر ميلانو بلمساته ومراوغاته. وقالت الصحيفة إن مباراته رقم 100 كانت بمثابة إعلان نهائي أن هذا الشاب أثبت مجدداً أن الظروف لا تؤثر فيه، وقادر على تخطي أي خصم يقف أمامه، خلال المباريات التي لعبها حتى الآن.
وشهد شاهد من أهله وخصومه: يامال "لاعب عبقري"
وسلّطت صحيفة ماركا الإسبانية الضوء على تفاعل المدربين واللاعبين السابقين مع أداء يامال، إذ أشاد المدير الفني لبرشلونة، الألماني هانسي فليك (60 عاماً)، بقدرات لاعبه، واصفاً إياه بأنه "لاعب عبقري"، بينما قال مدرب إنتر ميلانو، الإيطالي سيموني إنزاغي، إنّ يامال من اللاعبين الذين يولدون مرة واحدة كل 50 عاماً، مضيفاً: "لم أكن قد رأيته من قبل بشكل مباشر، لم أشاهد لاعباً مثله في السنوات الثماني أو التسع الأخيرة، اضطررنا لتكثيف الرقابة عليه بثلاثة لاعبين، وبهذا فتحنا مساحات في مناطق أخرى".
وأثنى المدافع الإيطالي، أليساندرو باستوني (26 عاماً)، هو الآخر على موهبة "لاماسيا"، قائلاً إنه لا يمكن إيقافه بسهولة، أما زميله الأرميني هنريخ مخيتاريان (36 عاماً)، فقال: "رأى الجميع أي نوع من اللاعبين هو، حاولنا إيقافه، لكن الأمر لم يكن سهلاً، لأنه يملك موهبة عظيمة، آمل ألّا نترك له المساحة في مباراة الإياب".
ووصفه النجم الإنكليزي السابق، ريو فرديناند (46 عاماً)، بـ"الموهبة الفائقة"، وأشار إلى أنه يتفوق على أي لاعب في أفضل خمسة دوريات عالمية، في حين عبّر النجم الفرنسي السابق، تيري هنري (47 عاماً)، عن إعجابه الكبير بالموهبة التي أظهرها يامال، بقوله: "ما يفعله أمر جنوني، شيء غير طبيعي، من المدهش دائماً في كرة القدم أن تعتقد أنه لن يأتي من هو أفضل من ميسي أو (كريستيانو) رونالدو، وفي زمننا قلنا ذلك عن بيليه و(دييغو أرماندو) مارادونا و(زين الدين) زيدان وغيرهم، لكن الآن.. جاء يامال".