الرياضيون المصريون و25 يناير... تغييب مؤيدي الثورة وتكريم معارضيها

الرياضيون المصريون و25 يناير... تغييب مؤيدي الثورة وتكريم معارضيها

25 يناير 2021
أبو تريكة وجد صعوبات في العودة إلى بلاده (Getty)
+ الخط -

عشر سنوات مرت على ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 في مصر، عاش أجواءها مؤيدون لها شاركوا فيها، ولا يزالون يدافعون عنها رغم ما لحقهم مما تُسمى "لعنة الثورة"، ومنهم من كان معارضاً لها بسبب ارتباط مصالحه بالنظام في ذلك الوقت.

حالة اشتباك رياضي عاشها المجتمع المصري، ما بين مجموعة قليلة من الرياضيين دعمت الثورة، وأخرى رفضتها ووقفت ضدها. من ساندوا ثورة 25 يناير، منهم من اختفى تماماً من المشهد الرياضي، بل وخرج من البلاد، ومنهم من أصبح بعيداً تماماً ولا يظهر إلا على فترات قليلة.

ومن أبرز مؤيدي الثورة الذين خسروا الكثير، محمد أبو تريكة، نجم وأسطورة الأهلي المعتزل في عام 2013، الذي كان الجميع يرشحه لأن يكون رئيساً للنادي الأهلي، على أن يبدأ العمل الإداري عضواً في مجلس الإدارة، ومنهم من طالب يوماً بتنصيبه بعد الاعتزال وزيراً للرياضة. فأبو تريكة الذي ظهر في ميدان التحرير وسط القاهرة ليلة رحيل حسني مبارك، وساند الثورة في مواقف عديدة، أصبح بعد مرور عامين ملاحقاً باتهامات مثل "تمويل الإرهاب"، ليترك البلاد عام 2014 ويحترف تحليل المباريات فنياً، ويبتعد تماماً عن مصر، ويختفي من المشهد الرياضي.

كذلك لم ينجح أبو تريكة في الحضور إلى القاهرة أكثر من مرة في أثناء مرض والدته، وحرص على أن يستغل سفر المعلق الجزائري حفيظ دراجي إلى القاهرة للتعليق على أحداث كأس الأمم الأفريقية في 2019 لزيارة والدته والاطمئنان عليها، خاصة مع تعرضها لأكثر من أزمة صحية في السنوات الأخيرة.

ولم يقدّر بعضهم حجم علاقته القوية مع محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي وأفضل لاعب كرة في أفريقيا حالياً، الذي يعتبر أبو تريكة المثل الأعلى والقدوة الكروية له، حيث تبناه حينما بدأ الثاني رحلته في المنتخب المصري أواخر عام 2011.

وتعرض صلاح لانتقادات عنيفة بسبب صوره مع أبو تريكة خلال احتفالات عديدة، مثل احتفال صلاح بالحصول على الكرة الذهبية ولقب أفضل لاعبي القارة في عام 2018، وكذلك عند حصوله مع ليفربول على لقب بطل كأس دوري أبطال أوروبا 2019.

ورفض صلاح، نجم ليفربول، محاولات الإيقاع بينه وبين أبو تريكة بشكل لافت، رغم تعرّض صلاح نفسه لانتقادات عنيفة، بسبب ظهوره المتكرر مع أبو تريكة، متناسين أن الأخير كان أكبر داعم له في المنتخب المصري بين عامي 2011 و2013، بل وتصريحه الشهير لصلاح بأنه مستقبل الكرة المصرية عندما قرر أبو تريكة الاعتزال النهائي.

ولحقت بنجم الأهلي السابق أسماء أخرى، من بينها سمير صبري، قائد نادي إنبي السابق وأحد نجوم المنتخب المصري الفائز بأمم أفريقيا 2006، والذي كان داعماً للثورة، ثم تحول إلى مطارد باتهامات عديدة، ورحل عن مصر واحترف التحليل الرياضي.

ويظهر في الكادر اسم آخر من أشهر المؤيدين للثورة، وهو هاني العقبي، نجم الأهلي الأسبق، ومساعد مختار مختار، المدير الفني الشهير في أكثر من نادٍ، وقد احترف بعد الثورة لفترة العمل السياسي، قبل أن يتركه ويعود إلى كرة القدم، وحالياً يعمل مدرباً في نادي المصرية للاتصالات، أحد فرق الدرجة الثالثة. وهناك مؤيدون للثورة لا ينساهم التاريخ، مثل أحمد الميرغني، نجم الكرة الزملكاوية السابق، الذي اختفى تماماً عن مجال الكرة في آخر 5 سنوات، قبل أن يُعيَّن في لجنة فنية لاكتشاف المواهب في نادي الزمالك بعد ابتعاده عن الملاعب قبل أن يتم الثلاثين عاماً.

ويبرز إسلام عوض، لاعب إنبي، الذي كان مشاركاً في ثورة 25 يناير، وانتقل بعدها إلى الزمالك في صفقة كبرى تخطت قيمتها 7 ملايين جنيه، ثم اختفى تماماً وفشل في أكثر من مشروع تجاري خاضه بعد الثورة. وهناك نادر السيد، حارس مرمى المنتخب والأهلي والزمالك الأسبق، الذي كان يحترف وقتها مجال الإعلام، وعرف عنه تأييده لثورة 25 يناير، وابتعد يوماً بعد يوم عن الكرة والإعلام، وأصبح يحترف حالياً تسويق اللاعبين، ويظهر نادراً في الإعلام لتحليل المباريات أو للتعليق على حدث رياضي معيَّن.

ويُعَدّ حارس المرمى المخضرم محمد عبد المنصف، نجم نادي وادي دجلة الحالي، وأول لاعب مصري يشارك في 25 موسماً متتالياً في تاريخ الدوري الاستثناء الوحيد من لعنة 25 يناير. فالحارس كان من المشاركين في تظاهرات 25 يناير، وظهر أكثر من مرة، وهو من أعضاء المنتخب المصري الفائز بأمم أفريقيا في الماضي، ضمن جيل حسن شحاتة، ودخل المجال السياسي فجأة خلال الثورة، وهو لا يزال يمارس كرة القدم، ويلعب حالياً ومنذ سنوات برفقة نادي وادي دجلة، وتخطى عامه الثالث والأربعين حالياً، ويحقق العديد من الأرقام القياسية في عالم الكرة المصرية.

في المقابل، تبرز مجموعة أخرى معارضة تماماً لـ25 يناير، التي انضم منها أخيراً إلى البرلمان الثلاثي، حازم إمام نجم الزمالك، وحسام غالي كابتن الأهلي، ومحمد عمر نجم الاتحاد السكندري، الذين عُيِّنوا أعضاءً في مجلس النواب.

ومن أبرز مَن عارضوا ثورة 25 يناير على الإطلاق، حسن شحاتة، المدير الفني السابق للمنتخب المصري، الذي حقق ثلاثية بطولة كأس الأمم الأفريقية بين أعوام 2006-2010، والذي ترك التدريب منذ نحو 3 سنوات، وتحول إلى خبير كروي. وكذلك يبرز حسام حسن، المدير الفني الحالي للاتحاد السكندري، الذي يُعَدّ من أبرز معارضي 25 يناير، والذي كان دائم الهجوم على الأحداث وقتها، برفقة توأمه إبراهيم حسن. وهناك أحد نجوم الكرة المصرية في الثمانينيات، وهو مصطفى يونس، قائد النادي الأهلي السابق، ضمن قائمة المعارضين لثورة 25 يناير، وكان حريصاً على الهجوم عليها باستمرار.

ومن أبرز المعارضين أيضاً، يظهر أحمد حسن، عميد لاعبي العالم وقائد منتخب مصر، وزميله محمد زيدان، اللذان خاضا تجربة احترافية في أوروبا دامت لأكثر من 10 سنوات، وكلاهما كان من المشاركين في تظاهرات ميدان مصطفى محمود الشهيرة الرافضة لتنحي مبارك ولأحداث 25 يناير، وقادا مظاهرات، وخاصة أحمد حسن، لفترة من الوقت تدعو برفقة لاعبين دوليين آخرين سابقين مثل أحمد شوبير وعصام الحضري أسطورتي حراسة المرمى في الملاعب المصرية.

وكانت هذه المجموعة ترتبط بعلاقات وطيدة مع علاء وجمال مبارك، نجلي الرئيس الراحل، في ظل دعم الثنائي للمنتخب المصري تحت قيادة حسن شحاتة، وكذلك خوض مباريات كرة القدم الخماسية الشهيرة.

المساهمون