الرياضة ميدان لدعم قضية فلسطين.. وسيلة ضغط تربك مناصري الاحتلال

الرياضة ميدان لدعم القضية الفلسطينية.. وسيلة ضغط تربك مناصري الاحتلال

17 مايو 2021
بوغبا كان من أول الداعمين والنني تعرّض لحملة كبيرة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

تشغل القضية الفلسطينية الشارع العالمي بأسره، منذ بدء عمليات تهجير الاحتلال الإسرائيلي عائلات فلسطينية في حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة، مروراً بأحداث المسجد الأقصى، وصولاً إلى المواجهات في الضفة الغربية والاعتداءات التي تقوم بها جماعات المستوطنين، من عمليات ترهيب تجاه الأبرياء، وختاماً العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، وسقوط عشرات الشهداء والجرحى.

وفي ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي بأشكاله كافة، شهد عالم الرياضة العديد من الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني والقضية، رغم الضغوطات التي يتعرّض لها البعض.

كيف بدأت وتطورت حملة التضامن؟
كان النجم الفرنسي بول بوغبا، لاعب مانشستر يونايتد، أول من فتح باب المجال بين مشاهير الرياضة لدعم الشعب الفلسطيني من خلال منشور له عبر تطبيق "إنستغرام" قبل أن تتوالى بعدها ردود الفعل المساندة للقضية نفسها، وهو أمر تبنّاه النجم المصري، لاعب أرسنال الإنكليزي، محمد النني، كما لاعب ليفربول ساديو ماني، والنجم الجزائري رياض محرز، لاعب مانشستر سيتي.
قد يرى البعض أنّ مواقع التواصل الاجتماعي لا تؤثر البتة بما يحصل في الأراضي المحتلة، وأنّ التعليقات على "تويتر" و"إنستغرام" و"فيسبوك" لا تعتبر أمراً مهماً يفيد القضية، لكنّ ما حصل في الأيام الأخيرة يثبت أهمية ما كتبته هذه الشخصيات المؤثرة في عالم الرياضة، وكيف دفعت العديد من الجماهير إلى الذهاب والبحث عمّا يحصل في فلسطين المحتلة وقطاع غزة، والقراءة أكثر عن النكبة ووعد بلفور، وصولاً إلى التضامن مع فلسطين والوقوف إلى جانبها.
التأثير الذي أوجده هؤلاء اللاعبون أدّى إلى حملات مضادة وهجوم شخصي عليهم، من قبل بعض الجماهير والمنظمات، وهذا الأمر على سبيل المثال، دفع النجم الألماني من أصل لبناني أمين يونس، إلى إغلاق حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تعرّض لضغوط وشتائم عدة لدعمه الشعب الفلسطيني.

ماذا حصل مع النني؟
النجم المصري محمد النني، كتب في تغريدة، على "تويتر": "قلبي وروحي مع ما يحدث هناك، ودعمي الكامل لفلسطين". ولنعرف قيمة هذه التغريدة، وتأثيرها في الرأي العام، ما علينا سوى متابعة ردّ وتفاعل أحد المسؤولين عن منظمة صهيونية في المملكة المتحدة يدعى تل عوفر، بعدما عبّر عن غضبه مما كتبه نجم أرسنال الإنكليزي، خصوصاً أنّ اللاعب يمتلك شريحة كبيرة من الجماهير غير العربية، التي قد تتأثر بما غرّد، وبالتالي كانت الهجمة عليه ممنهجة، لمحاولة الحدّ من تأثير كلماته أو دفعه إلى حذفها. لكنّ ردّ مسؤولي نادي أرسنال على رسالة المسؤول بالمنظمة الصهيونية، كان حازماً، بأن كلّ شخص يحق له التعبير على صفحته الخاصة كما يريد، مما يعني أن النني تلقى دعماً من ناديه، وهو أمرٌ مماثل من قبل العديد من الجماهير، وعلى رأسهم نجم منتخب مصر سابقاً والأهلي، محمد أبو  تريكة الذي قال "أمثالك نفخر بهم ونعتز. كلّ الدعم والمساندة يا نجم".

قصة هاميلتون خير مثال
قبل أيام نشر لويس هاميلتون رسالة على "إنستغرام" أكد فيها أنّه لا يريد الوقوف في صف أيّ طرف لأنّه لا يعرف الكثير عما يحصل في فلسطين المحتلة ويحتاج للبحث والقراءة أكثر. وبعد يومين على تلك الرسالة، عبّر السائق العالمي البريطاني عن رأيه، حين نشر صورة تبرز مراحل تقسيم فلسطين على مرّ السنوات.
هاميلتون المتوج بلقب بطولة العالم 7 مرات، نشر صورة حملت خريطة فلسطين على امتدادها التاريخي، قبل إطلاق وعد بلفور المشؤوم وبعده ومن ثم النكبة في 1948، وصولاً إلى إقامة الدولة المزعومة المحتلة للأراضي الفلسطينية.
وأقدم هاميلتون على حذف الصورة لاحقاً بسبب الضغوطات التي تعرّض لها من قبل الرعاة والمؤسسات بطبيعة الحال، لكنه اكتفى بترك صورة ثانية تظهر الفارق بين القتلى الأسرائيليين والشهداء الفلسطينيين.

لفتة أمام الآلاف
تابع جميع محبي كرة القدم في العالم نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، في الوقت الذي كان يعيش فيه الفلسطينيون لحظات عصيبة جراء تدمير منازلهم والقصف الجوي لقوات الاحتلال، لكنّ ما حصل بعد نهاية المباراة بين ليستر سيتي وتشلسي كان الأهم. فبعد إطلاق الحكم صافرة النهاية، قام النجم الإنكليزي حمزة تشودري، برفع علم فلسطين إلى جانب زميله الفرنسي ويسلي فوفانا، وهذا أمر كان أمام الكاميرات، أي أن من لم يعلم حتى اللحظة بما يحصل في الأراضي المحتلة، سيدخل ليرى، سيتجه إلى غوغل لقراءة القصة، وسيفهم أن هناك عائلات يراد طردها من بيتها عنوة في 2021، كما حصل منذ 1948.

المساهمون