الدون رونالدو ابن الـ 40.. التاريخ لن ينساك

09 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 15:48 (توقيت القدس)
رونالدو مع منتخب البرتغال بعد التتويج بلقب دوري الأمم في ميونخ، 8 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قاد كريستيانو رونالدو منتخب البرتغال للفوز بدوري الأمم الأوروبية 2024-2025، محققاً اللقب للمرة الثانية بعد 2019، ومواصلاً تحطيم الأرقام القياسية ببلوغه 34 لقباً في مسيرته، منها خمس كرات ذهبية.

- بدأت مسيرة رونالدو من جزيرة ماديرا، حيث انتقل إلى لشبونة وبدأ مع سبورتينغ لشبونة، ثم لعب لمانشستر يونايتد، ريال مدريد، يوفنتوس، والنصر السعودي، محققاً أرقاماً قياسية كأكثر لاعب مشاركة دولياً.

- رغم التحديات، يواصل رونالدو التألق مع منتخب بلاده، بقيادة المدرب روبيرتو مارتينيز، ليظل رمزاً للكفاح والالتزام في عالم كرة القدم.

قاد النجم البرتغالي والأسطورة كريستيانو رونالدو (40 سنة) منتخب بلاده البرتغال لتحقيق لقب جديد في دوري الأمم الأوروبية، النسخة الرابعة، لموسم 2024-2025، بالفوز على إسبانيا حاملة اللقب بركلات الترجيح (5-3)، بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي (2-2)، في ميونخ بألمانيا.

وقاد رونالدو منتخب بلاده لتحقيق اللقب وسجل في الدور نصف النهائي أمام ألمانيا (2-1)، وفي النهائي سجل هدف التعادل الثاني أمام إسبانيا، محرزاً لقب البطولة والهداف برصيد ثمانية أهداف، حاصداً اللقب للمرة الثانية بعد التتويج في النسخة الأولى في عام 2019، بالفوز على هولندا بهدف نظيف، ليواصل رونالدو، صاحب الـ40 سنة وقائد منتخب برازيل أوروبا، مشواره المُميز، ويُتوج باللقب الثالث مع بلده، بعد التتويج بلقب بطولة يورو 2016، ولقبي بطولة دوري الأمم الأوروبية في عامي 2019 و2025، ويحطم الأرقام القياسية، إذ حصد 34 لقباً في مسيرته منها سبعة ألقاب دوري وخمسة في دوري أبطال أوروبا، خمس مرات كرة ذهبية، أربع مرات هداف أوروبا "الحذاء الذهبي"، وهو الذي خاض 1300 مباراة وسجل 938 هدفاً.

هي رحلة كفاح لابن جزيرة ماديرا مع أندية سبورتينغ لشبونة البرتغالي في عام 2002، ثم مع مانشستر يونايتد الإنكليزي في عام 2003، وبعدها مع ريال مدريد الإسباني في عام 2009، ثم نادي يوفنتوس الإيطالي في عام 2018، وبعد ذلك العودة إلى مانشستر يونايتد في عام 2021، وأخيراً مع النصر السعودي 2022 (حقق لقب دوري أبطال العرب والهداف للبطولة في عام 2023)، هو الأسطورة بأرقام قياسية، إذ يعد الأكثر مشاركة دولياً برصيد 221 مباراة وتهديفاً برصيد 138 هدفاً، وهو الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا برصيد 140 هدفاً، وهداف بطولات اليورو برصيد 14 هدفاً.

ولا يعرف الدون رونالدو الفشل واليأس، فقد توّج مع منتخب بلاده بعد موسم مخيّب للآمال مع النصر السعودي (رغم تسجيله 35 هدفاً، منها 25 هدفاً في بطولة الدوري) باحتلال ثالث ترتيب دوري روشن السعودي خلف اتحاد جدة البطل للمرة العاشرة والهلال الوصيف، وكذلك الخروج من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في دور الـ16 أمام التعاون بهدف نظيف، وفي دوري أبطال آسيا للنخبة خرج من الدور نصف النهائي بالخسارة (3-2) أمام نادي كواساكي الياباني.

ولم تكن مسيرة الدون نحو التألق سهلة منذ البداية، فقد عاش رحلة الفقر والمعاناة بموطنه في جزيرة ماديرا بفقدان والده في سن خمس سنوات، قبل انتقاله للصخب في العاصمة البرتغالية لشبونة وبدأ تحقيق أحلام المجد والشهرة والتألق والوصول إلى مراحل الثراء، والإعلانات والعائدات والثروة، وهو مستمر في المجد والعطاء، يتألق ويُسجل ويقود بلاده لتحقيق الألقاب، ويضع بلاده على الخريطة الدولية لكرة القدم العالمية.

لا يعرف رونالدو اليأس، والتقدّم بالسن لم يكن عائقاً أمام الأداء والذكاء والتطور بما يتناسب مع قدراته البدنية والذهنية، يخرج من رحم الأزمات والإخفاقات إلى البطولات والألقاب والأرقام القياسية، ولا يُمكن نسيان مشهد البكاء حزناً على الإقصاء من بطولة كأس العالم في قطر عام 2022، إثر الخروج في الدور ربع النهائي أمام منتخب المغرب بهدف نظيف، ليتكرر مشهد البكاء مجدداً، لكن هذه المرة فرحاً بالفوز والتتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية أمام إسبانيا، وهو الذي لم يقدر على متابعة ركلات الترجيح عقب استبداله في نهاية الشوط الثاني.

رونالدو قائد عظيم لمنتخب بلاده منذ 2003، لعب مع عدة أجيال وواصل التألق مع نجوم الجيل الحالي بقيادة المدرب الإسباني، روبيرتو مارتينيز، وحارس المرمى، دييغو كوستا، نونو مينديش، أفضل ظهير أيسر في العالم، رون دايش، جواو نيفيش، برناردو سيلفا، برونو فيرنانديز، رافاييل لياو، فرانشيسكو كونسيساو، بيدرو نيتو، روبن نيفيش. وصنع الأسطورة نفسه بالكفاح والتفاني والالتزام والانضباط والمثابرة، وبات مثلاً أعلى يُحتذى به.

كريستيانو رونالدو اسم لن يتكرر في الملاعب ومُستمر في العطاء، أينما وجد وأينما لعب، نجم لا يفقد الشغف أبداً، صانع للأمجاد، عطاء لا ينتهي في مختلف الملاعب، في المحافل الدولية والبطولات. رونالدو ابن الـ40 سنة، التاريخ لن ينساك والهتاف يدوّي باسمك مع العطاء والتألق، وسيظل اسمك خالداً بعد الاعتزال ونهاية المشوار.

المساهمون