استمع إلى الملخص
- القرار يثير مخاوف من تأثيرات سلبية على اللاعب الليبي ومنتخب ليبيا، مشابهة لتجربة تونس التي ألغت قانون اعتبار اللاعبين من شمال أفريقيا محليين بسبب تأثيره السلبي على المنتخب.
- الأندية الليبية تفضل استقدام لاعبين عرب جاهزين، مما يحد من فرص اللاعبين الليبيين ويؤثر على تطورهم، في ظل تحديات إدارية ورياضية تواجهها البلاد.
اتخذت الهيئات الكروية الليبية، ممثلة في اتحاد الكرة، مجموعة من التدابير في السنوات الأخيرة، تهدف إلى تسهيل انضمام اللاعبين العرب من بعض الدول، وهي دول المغرب العربي وفلسطين والسودان، مما يطرح التساؤلات حول إمكانية حدوث تأثير سلبي يهدد الدوري الليبي بمصير التجربة التونسية، التي شهدت سلبيات عجّلت بإلغاء هذا القانون.
ومدّد اتحاد الكرة التجربة هذه المرة، بهدف تطوير الدوري الليبي لكرة القدم، إضافة إلى مساعدة اللاعبين الفلسطينيين والسودانيين في البقاء بأجواء المنافسة، بعد توقف بطولات كرة القدم في هذين البلدين بفعل الحرب، التي يتعرضان لها، لكن لهذا القرار سلبيات من شأنها أن تنعكس سلباً على اللاعب الليبي ومنتخب ليبيا، الذي يعاني سوء النتائج وغياباً على الساحة القارية والدولية. وعانى الدوري التونسي تبعات قرار اعتبار اللاعب من دول شمال أفريقيا لاعباً محلياً، قبل أن يقرر الاتحاد المحلي إلغاءه، بداية من الموسم الكروي 2022-2023، بسبب التأثيرات السلبية على المنتخب الأول، ناهيك عن فقدان بعض الأندية هويتها الرياضية، مثل الترجي التونسي، الذي أشرك في مباراة "الديربي" ضد النادي الأفريقي ثمانية لاعبين أجانب دفعة واحدة، من بينهم أربعة جزائريين، في حين كان يعتمد عادة على مواهبه الصاعدة.
وتولي الأندية الليبية الكبرى أهمية كبيرة للاعبين، الذي يجدون تسهيلات للانضمام إليها، خاصة أنهم يقدمون الإضافة، مثل الجزائري زكرياء منصوري، صاحب التمريرات الحاسمة الأربع في مباراة واحدة، ومواطنه الهداف محمد بن ديدة، صاحب الأهداف الخمسة مع نادي الترسانة، إضافة إلى الفلسطينيين: زيد قنبر (أربعة أهداف) ومحمود أبو وردة، ناهيك عن حضور تونسي مميز ممثل في 38 لاعباً، وهو ما يدفع بالمدربين إلى الاعتماد عليهم بشكل شبه دائم، ما يعني حرمان لاعبين ليبيين من فرصة المشاركة وتطوير الذات. ويُغطي تألق هؤلاء اللاعبين العرب، إضافة إلى اللاعبين الأجانب، على إنجازات اللاعب الليبي، الذي يكتفي بدور ثانوي، وهو عامل يُفقده الثقة، التي يبحث عن اكتسابها منذ سنوات، ويحاول بناء نفسه عبر التحضير للموسم، رغم المشكلات الإدارية المتسببة في ضعف الاستعدادات وقلة المباريات، مع تأخر انطلاق المنافسات، عكس اللاعب القادم من الدول العربية الأخرى.
كما يؤثر القرار على الأندية الليبية، ويدفعها إلى تغيير نظرتها في عمليات استقدام اللاعبين، إذ إن جلها يُفضل استقدام لاعب من الدول العربية الممكن ضم لاعبين منها، على استقدام لاعب محلي ومنحه الفرصة، إذ يكون اللاعبون العرب جاهزين عادة لدخول غمار المنافسة، وتوظيف خبراتهم لمساعدة فريقهم، مما يؤثر على اللاعب الليبي، الذي تراجعت أسهمه في الفترة الأخيرة، عقب الإخفاقات على المستوى القاري مع الأندية والمنتخب. وأثرت المنظومة الرياضية في ليبيا، والحرب التي أتلفت المنشآت، وأدت إلى توقف المنافسات لفترة طويلة، على مستوى اللاعب الليبي، الذي يبقى في حاجة إلى توفير الظروف المناسبة للعمل والكثير من الصبر، باعتبار فترة إعادة البناء، التي يشهدها البلد هذا الموسم، والتأثيرات التي جاءت على ضوء فشل المنتخب في التأهل إلى بطولة أمم أفريقيا 2025.