الدوري التركي وجهة النجوم.. ميركاتو استثنائي يضع المسابقة بين الكبار
استمع إلى الملخص
- غلطة سراي كان الأكثر إنفاقاً، حيث ضم لاعبين بارزين مثل فيكتور أوسيمين، بينما يسعى فنربخشة لمنافسته بقوة بعد إنفاقه 60 مليون يورو.
- بشكتاش وطرابزون سبور يسعيان أيضاً للمنافسة، حيث ضم بشكتاش لاعبين مثل تياغو ديجالو، بينما عزز طرابزون صفوفه بحارس المرمى أندريه أونانا.
منذ فترة ليست بالقصيرة فقد الدوري التركي بريقه بصفة وجهة كروية بامتياز لصالح أسواق أخرى بعيدة عن أوروبا، مثل الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك والسعودية ودوري نجوم قطر. لكن الكرة التركية أعادت فرض نفسها بقوة هذا الصيف، منهية فترة الانتقالات بصيف استثنائي جعلها ثالث أكثر الدوريات إنفاقاً صافياً في العالم.
وبحسب تقرير صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الأحد، فعلى عكس الدوريات الأوروبية الكبرى، امتدت نافذة الانتقالات في الدوري التركي حتى ليلة يوم الجمعة (12 سبتمبر/أيلول)، أي بفارق أسبوعين إضافيين عن باقي دوريات القارة العجوز، استُثمرا لإتمام صفقات اللحظات الأخيرة. ومع إغلاق السوق، بلغ الفارق بين المصروفات والإيرادات 163 مليون يورو، لتأتي تركيا خلف الدوري الإنكليزي الممتاز (1.519 مليار يورو)، والدوري السعودي (487 مليون يورو).
أندية لا تبحث عن الأرباح.. بل الانتصارات
قال الخبير الاقتصادي الرياضي التركي ألبيرين كوتشوي، في تصريحات للمصدر ذاته: "التضخم لا يقلل فقط الأجور الحقيقية على المدى الطويل، بل يخفف أيضاً عبء الديون الداخلية، التي كانت تهدد كرة القدم التركية في السنوات الأخيرة. إذا دفعت للاعب تركي ما يعادل 200 ألف دولار مع بداية الموسم بالليرة، قد تصبح قيمتها الحقيقية فقط 100 ألف دولار عند النهاية. ملاك الأندية لا يهتمون بالأرباح، هم يريدون فقط أكبر عدد ممكن من الانتصارات على أرض الملعب".
ويُضاف إلى ذلك قرار الحكومة التركية بتطبيق نظام ضريبي خاص بالأجانب، بحيث لا تتجاوز نسبة الضرائب على رواتبهم 20% فقط. كل ذلك شكّل بيئة اقتصادية مثالية تسمح لتركيا بالبقاء ضمن دائرة المنافسة الأوروبية، خاصة مع اقتراب عام المونديال.
وظهر الحجم الهائل لطموحات الأندية التركية بوضوح في هذا السوق، إذ إن ثمانية من بين أفضل عشرة لاعبين من حيث القيمة السوقية في الدوري التركي (وفقاً لموقع ترانسفير ماركات) جرى التعاقد معهم هذا الصيف، تقدمهم النيجيري فيكتور أوسيمين (26 عاماً)، الذي أصبح الأغلى في تاريخ كرة القدم التركية، بصفقة بلغت 75 مليون يورو، بعد موسم قضاه معاراً في صفوف غلطة سراي.
هل هناك من يقدر على إزاحة غلطة سراي؟
كان غلطة سراي الذي يقوده المدرب أوكان بوروك (51 عاماً)، الأكثر إنفاقاً هذا الصيف (132 مليون يورو). فإلى جانب أوسيمين، دعم صفوفه أيضاً بلاعبين بارزين مثل تشاكير (29 عاماً)، ويلفريد سينغو (24 عاماً)، إيلكاي غوندوغان (34 عاماً)، وليروي ساني (29 عاماً)، وهي تدعيمات قوية تهدف إلى مواصلة السيطرة المحلية، بعد التتويج بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري.
فرق تأمل بالمنافسة في الدوري التركي
ومرة أخرى، سيكون فنربخشة -الذي لم يتوج باللقب منذ عام 2014- المنافس الأبرز لغريمه غلطة سراي. ومع رحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو (62 عاماً)، عن دكة البدلاء، يتولى الإيطالي دومينيكو تيديسكو (40 عاماً)، قيادة فريق أنفق 60 مليون يورو لإبرام صفقات بارزة، تشمل إيدرسون (32 عاماً)، سيميدو (31 عاماً)، سكرينيار (30 عاماً)، (بعقد دائم)، آرتشي براون (23 عاماً)، إدسون ألفاريز (27 عاماً)، ماركو أسينسيو (29 عاماً)، نيني دورغيليس (22 عاماً)، كريم أكتورك أوغلو (27 عاماً)، وجون دوران (22 عاماً).
أما بشكتاش، ثالث أضلاع الصراع التقليدي في إسطنبول، والذي لم يعد يقوده أولي غونار سولشاير (52 عاماً)، فقد أتم هو الآخر سوق انتقالات قوياً رغم إنفاقه المتواضع (خمسة ملايين يورو فقط)، بضم لاعبين بارزين، مثل تياغو ديجالو (25 عاماً)، ويلفريد نديدي (28 عاماً)، أوركون كوكتشو (24 عاماً)، فاكلاف سيرني (27 عاماً)، أوندير (28 عاماً)، جوتا سيلفا (26 عاماً)، تامي أبراهام (27 عاماً)، إلى جانب غابريل باوليستا (34 عاماً)، ورافا سيلفا (32 عاماً).
ومن جهته، يسعى طرابزون سبور -آخر بطل قبل هيمنة غلطة سراي- للدخول مجدداً على خط المنافسة، مع تعزيزه الصفوف بصفقة حارس المرمى أندريه أونانا (29 عاماً)، من مانشستر يونايتد، باعتباره أبرز تعاقداته. وفي تركيا، يبدو أن الجماهير قد استبدلت مسلسلاتها التقليدية بالمواجهات الكبيرة، بعدما بات الدوري التركي "سوبر ليغ" مليئاً بالنجوم العالميين.