الدوريات العربية في اختبار الحقيقة بكأس العرب 2025

26 مايو 2025   |  آخر تحديث: 09:15 (توقيت القدس)
يحمل التمياط وكافو كأس العرب في ملعب البيت في 18 ديسمبر 2021 (كريم جعفر/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستضيف قطر كأس العرب 2025 من 1 إلى 18 ديسمبر، حيث ستتنافس 16 منتخبًا للفوز بجوائز مالية تصل إلى 37 مليون دولار، وتُعد البطولة اختبارًا لقوة الدوريات العربية قبل كأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2026.

- نظرًا لإقامة البطولة خارج أسابيع الفيفا، ستعتمد المنتخبات على لاعبي الدوريات المحلية والعربية، مما يبرز قوة هذه الدوريات في ظل غياب النجوم الأوروبيين مثل محمد صلاح وأشرف حكيمي.

- بعض المنتخبات ستشارك بفرق محلية مع غياب مدربيها الأساسيين، بينما سيعتمد المنتخب التونسي على مدربه الأول، مما يجعل التنافس بين عرب آسيا وأفريقيا مفتوحًا مع فرص متقاربة.

ستكون نسخة كأس العرب 2025، التي تحتضنها قطر خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول القادم، اختباراً حقيقياً لقوّة الدوريات العربية لكرة القدم، باعتبار أن التنافس سيكون مُشتعلاً من أجل التقدم في المسابقة وحصد أعلى المنح المالية، بعد أن رصدت اللجنة المنظمة مبلغاً مالياً مهماً وقياسياً قارب 37 مليون دولار، سيُوزع على المشاركين (16 منتخباً)، وبالقطع، سيكون للبطل نصيب الأسد من هذه الجوائز المالية، ولكن كلّ اتحاد محلي يحلم بأن يصل منتخبه إلى دور متقدم في البطولة لحصد أكبر مبلغ ممكن، بجانب أهميّة الحصول على اللقب من الجانب الرياضي، وإسعاد الجماهير، إضافة إلى أن البطولة ستسبق نهائيات أمم أفريقيا في المغرب 2025، كما أنها ستكون إعداداً جيداً للمنتخبات التي ستشارك في كأس العالم 2026.

وستخوض المنتخبات المشاركة في هذه النسخة البطولة مُعتمدة أساساً على نجوم الدوريات المحليّة، أو اللاعبين الذين ينشطون في دوريات عربية أخرى، ذلك أن المسابقة ستُقام خارج أسابيع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ومِن ثمّ فإن الأندية الأوروبية أساساً يُمكنها رفض تسريح اللاعبين من دون أن تتعرّض للعقوبات، ولهذا، فإن منتخبات عديدة ستُحرم من أفضل لاعبيها، مثل منتخب مصر الذي سيغيب عنه محمد صلاح وعمر مرموش، أو المغرب الذي يملك ترسانة من اللاعبين في أوروبا مثل أشرف حكيمي وإبراهيم دياز ونصير مزراوي، أو منتخب الأردن الذي سيفتقد نجمه الأول وصانع الانتصارات موسى التعمري، إضافة إلى منتخب الجزائر الذي لن يعتمد على أمين غويري ورامي بن سبعيني ومحمد الأمين عمورة وبقية النجوم، إضافة إلى المنتخبات الأخرى التي لا تملك أسماء قوية في وزن حكيمي وصلاح ولكنها ستُحرم من لاعبين مؤثرين، وهو أمر يهم منتخب تونس وكذلك منتخبي السعودية والعراق.

وفي غياب نجوم الملاعب الأوروبية، فإن كل منتخب سيعتمد على لاعبين من الدوريات العربية، ومِن ثمّ سيعكس التنافس بين المنتخبات قوّة الدوريات المحلية المختلفة، ذلك أن السنوات الأخيرة شهدت إثارة كبيرة في الدوريات العربية من أجل حصد اللقب بتنافس مثير يتواصل إلى نهاية الموسم، وتصعب معرفة اسم البطل مع بروز أندية جديدة تنافس فعلياً على التتويجات، كما أن الفرق العربية تسيطر على مسابقات الأندية في أفريقيا وآسيا، وتفرض هيمنتها بشكل واضح، وهو ما ساعد في اكتشاف مواهب عديدة.

 وسارعت بعض المنتخبات، خاصة من شمال أفريقيا، إلى حسم موقفها عبر المشاركة بفريق من اللاعبين المحليين مع غياب مدرب المنتخب الأول، وهو أمر يخصّ مصر والجزائر والمغرب، بينما سيعتمد المنتخب التونسي على مدربه الأول سامي الطرابلسي في غياب عددٍ كبير من النجوم البارزين في أوروبا. وسيتجدد تبعاً لذلك التنافس بين عرب آسيا وعرب أفريقيا، ذلك أن المنتخبات العربية الآسيوية لا تملك عدداً كبيراً من المحترفين عكس منتخبات شمال أفريقيا، وهو ما قد يجعل الحظوظ متقاربة هذه المرة، رغم أن النسخة الماضية كشفت تفوقاً لمنتخبات شمال أفريقيا بوصول ثلاثة منها إلى المربع الذهبي.

وقد يعكس الترتيب النهائي للبطولة قوة الدوريات العربية، وتمكن من خلاله معرفة أفضلها رغم تأثير عدد المحترفين في كل دوري على مستوى التنافس، ذلك أن الفرق السعودية يمكنها الاستعانة بعددٍ مهم من الأجانب عكس بقية الدوريات، ولكن هذا الأمر قد يُساعد في رفع مستوى اللاعب المحلي. وفي غياب اللاعبين الناشطين في أوروبا، سنشهد تنافساً مفتوحاً في رحلة تأكيد الزعامة بالنسبة إلى المنتخبات، ولكن من بوابة الدوريات العربية المختلفة التي ستكون حاضرة بشكل كبير في البطولة، رغم أن بعض منتخبات شمال أفريقيا قد تحصل على فرصة الاعتماد على عدد من المحترفين الذين يواجهون مشاكل مع أنديتهم، أو أن يتوقف النشاط محلياً تزامناً مع البطولة، مثل ما حصل مع منتخب تونس في نسخة 2021 عندما استفاد من بعض اللاعبين الذين ينشطون في أوروبا.

المساهمون