الجعايدي يكشف حقيقة مشاكله مع لاعبي الترجي ويوجه نصيحة للمجبري

الجعايدي يكشف حقيقة مشاكله مع لاعبي الترجي ويوجه نصيحة للمجبري

10 اغسطس 2022
المدرب التونسي راضي الجعايدي (جيمس بريدل/Getty)
+ الخط -

 
 يُعتبر التونسي راضي الجعايدي، قلب دفاع منتخب "نسور قرطاج" السابق، من أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم التونسية خلال العشرين سنة الأخيرة، ومن الأسماء التي تتمتع بتاريخ كروي حافل بالإنجازات، بعد نجاحه في التتويج بمجموعة من الألقاب مع ناديه الترجي التونسي، أو في عالم الاحتراف، باعتباره أول محترف تونسي في الدوري الإنكليزي الممتاز، الذي ولجه من بوابة فريق بولتون سنة 2004. 

وقصّ الجعايدي شريط مشواره الكروي سنة 1988 مع ناديه "الأم" الملعب القابسي، قبل أن ترصده أعين شيخ الأندية التونسية، الترجي، سنة 1993، ليبدأ مسيرة حافلة مع فريق "الدم والذهب" الذي تُوج بقميصه بمجموعة من الألقاب المحلية والقارية، أبرزها دوري أبطال أفريقيا سنة 1994، ليُواصل الرحلة مع الترجي لعشر سنوات كاملة، قبل أن يُعانق حلم الاحتراف بالدوري الإنكليزي، إذ لعب لكل من بولتون وبرمنغهام سيتي وساوثهامبتون، الذي اختتم معه مشواره الكروي كمدافع يتمتع بكل مواصفات الجودة، كذلك يُعَدّ من بين أهم ركائز الجيل الذهبي للكرة التونسية، المتوج بلقب كأس أفريقيا سنة 2004.

وعاد الجعايدي، في أغسطس/ آب من عام 2021 إلى تونس، بعد تعيينه على رأس الجهاز الفني لنادي الترجي، خلفاً للمدرب معين الشعباني، حيث قاد الفريق في 34 مباراة خلال كل المسابقات، نجح في تحقيق الفوز في 19 منها، وتعادل في 10 مباريات، فيما تجرّع مرارة الهزيمة في خمس مناسبات، قبل أن يُقال من منصبه على بعد ثلاث جولات من نهاية الموسم الكروي المنصرم.

ورحل الجعايدي عن فريق الترجي التونسي، ليتلقى بعدها اتصالات من عدة أندية عربية وأوروبية تسعى للاستفادة من خدماته، وكان الحديث عن تفاصيل كثيرة خلال تجربته مع أبناء "باب سويقة"، الأمر الذي دفع موقع "العربي الجديد" إلى لقاء أحد سفراء التدريب التونسي في الملاعب الإنكليزية لإجراء هذا الحوار الخاص والشامل معه، لكشف النقاب عن عدة نقاط تخص اللاعب التونسي السابق صاحب الـ 45 عاماً.

ارتبط اسمك بنادي الوداد الرياضي خلال الفترة الأخيرة، ما مدى صحة هذه الأخبار؟
الوداد الرياضي المغربي يُعتبر من أبرز الأندية في القارة السمراء، وهو المتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا في النسخة الأخيرة، لهذا كل مدرب يطمح إلى تدريب نادٍ من هذا الحجم. صحيح، تلقيت بعض الاتصالات، لكنها تبقى غير رسمية، ولم أتواصل مع أي مسؤول في النادي، أنا مدرب محترف، أدرس جميع العروض التي أتلقاها، وبعد ذلك لكل حادث حديث. 

هل صحيح أن بعض لاعبي الترجي لم يتقبلوا النسق العالي لحصصك التدريبية؟

خلال التجربة الأخيرة مع نادي الترجي الرياضي، كان من الواجب علينا التأقلم مع بعض اللاعبين، وهذا أمر طبيعي، لكن النسق العالي للتدريبات والإعداد البدني على أعلى مستوى يبقى أمراً مهماً بالنسبة إلى اللاعب المحترف، حيث ركزنا في بداية الموسم على الجانب البدني والتكتيكي، وقد بدا واضحاً التطور الكبير على مجموعة من اللاعبين، وخاصة الدوليين، الذين شاركوا في تصفيات كأس العالم وكأس العرب بقطر، ونهائيات كأس أمم أفريقيا بالكاميرون، إذ كنا نتوافر على ستة لاعبين دوليين من المنتخبين التونسي والجزائري، ومنحت كذلك الفرصة للاعبين شباب، على غرار شابار والتريكي وآخرين.

ما سبب انهيار الترجي أمام وفاق سطيف؟ وهل أدت تلك المباراة إلى تراجع مستوى الفريق؟
 لقد شعرنا بالكثير من الإحباط بعد ذلك اللقاء، لأنه كان يجب علينا أن نُحسن التعامل مع مباراتي الذهاب والإياب، خاصة أننا ضيعنا العديد من الفرص السانحة للتسجيل، وكان بإمكاننا الذهاب إلى أبعد من ذلك في دوري أبطال أفريقيا، غير أن بعض اللاعبين فقدوا الثقة ببعضهم، وبعد الهزيمة ركزنا بقوة على تحسين الجانب النفسي للاعبينا لاسترجاع الثقة، كذلك إن مرحلة "البلاي أوف" في البطولة التونسية لم تكن سهلة، وتمكنا في الأخير من تحقيق البطولة.
هل ندمت على ترك التدريب في أوروبا من أجل الترجي؟

لا، لم أندم. بالعكس، كنت أعمل مدرباً مساعداً في نادي سيركل بروج بالدوري البلجيكي، ولم أتردد في قبول عرض الترجي حينما احتاج إلى خدماتي. كرة القدم تطورت على الصعيد العالمي، وأنا إنسان طموح، أسعى لترك بصمتي كمدير فني، سواء كان ذلك في أوروبا أو خارجها.

هل كانت لديك مشاكل مع لاعبين في الترجي؟ وهل ترى أن هذه التجربة كانت ناجحة؟

لا هذا غير صحيح. علاقتي كانت جيدة ويسودها الاحترام مع جميع اللاعبين، وما زلت على تواصل مع البعض منهم حتى الآن. أما التجربة، فقد كانت ناجحة في العديد من الجوانب، لم يُحالفنا الحظ في الذهاب بعيداً ضمن مسابقة دوري أبطال أفريقيا وكأس تونس، لكن الفريق تمكن من التتويج بلقب الدوري، وظهر بمستوى جيد وعالٍ في جميع المباريات.

مَن اللاعب الذي تراه يستحق المنتخب التونسي وغير موجود؟

أشرفت على تدريب اللاعب يان فاليري في نادي ساوثهامبتون منذ سنة 2018. إنه لاعب جيد ويتمتع بمهارات تخوّله اللعب في أعلى مستوى بأفضل الدوريات. عليه التريث قليلاً وتحديد مستقبله وحسن التصرف، وأرى أن وجوده في المنتخب التونسي خلال نهائيات كأس العالم المقبلة قطر 2022، سيُعطي المدير الفني قيمة مضافة في تشكيلة المنتخب. 
 
هل فعلاً طلب منك الاتحاد التونسي مساعدته في إقناع اللاعب فاليري بالانضمام إلى "نسور قرطاج"؟

نعم، حاولت من قبل مساعدة المنتخب الوطني في التواصل مع عائلة اللاعب، وأتمنى له كل التوفيق في مشواره الكروي، وأن ينجح في إبراز موهبته الكبيرة التي يتمتع بها، كذلك فإنني على يقين بأنه سينجح بقوة مستقبلاً.

هل ترى أن حنبعل المجبري قادر على النجاح في مانشستر يونايتد؟

نعم حنبعل لاعب جيد، يتمتع بمهارات كروية كبيرة، ينتظره مستقبل حافل. كذلك فإن ناديه مانشستر يونايتد، من أكبر الأندية الأوروبية التي تتمتع بثقافة الألقاب، وليس سهلاً على اللاعبين الشباب الوصول إلى الفريق الأول، لهذا حنبعل عليه أن يتريث ويُواصل العمل بقوة داخل الملعب وخارجه، وسينجح بعد ذلك في تأكيد مكانته.

هل لديك عروض أوروبية وعربية وأين يتجلى الفرق بين الكرة هنا وهناك؟ وما الذي تُفضل؟

نعم، تلقيت اتصالات خلال الفترة الأخيرة من أندية عربية وأفريقية، والفرق بين سياسة الفرق في أفريقيا وأوروبا هو الاستمرارية والتخطيط على المدى المتوسط والبعيد، والإيمان بسياسة الاستمرار، هذه الأمور موجودة بقوة في الأندية بالقارة العجوز.
 

المساهمون