أعلن نجم منتخب تونس السابق، سامي العلاقي (34 سنة)، اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة ناجحة في الملاعب الأوروبية ومشاركات عديدة مع "نسور قرطاج ".
ووجه العلاقي رسالة مؤثرة على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" في يوم اعتزاله جاء فيها: "عزيزتي كرة القدم، سأشتاق لك كثيرا، شكرا على كل شيء"، مرفقا التدوينة بصور الفرق التي لعب لها طوال مسيرته.
وبعد سنوات قليلة من تتويج تونس بلقب بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم سنة 2004، قرر نجما خط الهجوم زياد الجزيري وسيلفا دوس سانتوس وضع حد لمسيرتيهما في ملاعب كرة القدم، تزامنا مع مغادرة المدرب الفرنسي روجي لومار "نسور قرطاج" سنة 2008.
وتحول مركز المهاجم إلى معضلة كبيرة في منتخب تونس، وسط غياب اللاعب المتميز في الدوري المحلي، فقرر المدرب البرتغالي الجديد للمنتخب، البرتغالي أمبيرتو كويلهو، آنذاك التوجه نحو مزدوجي الجنسية للعثور على المهاجم المطلوب.
وفي الأثناء، كان اللاعب الألماني ذو الأصول التونسية، سامي العلاقي، يتألق بشكل لافت مع فريقه أندرلخت البلجيكي وقاده للتتويج بلقب الدوري سنة 2007، وبدأت الفرق الأوروبية تتهافت لخطفه بفضل سرعته الفائقة وحنكته في تسجيل الأهداف.
وسارع الاتحاد التونسي لكرة القدم، في ضم العلاقي وسط ترحيب كبير من الجماهير، ليلعب مباراته الأولى مع منتخب تونس في التاسع عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2008، ضد منتخب غانا في لقاء ودي بالعاصمة الغانية آكرا.
ومنذ ذلك الحين، أصبح العلاقي المهاجم الأول في تشكيل منتخب تونس ولعب 28 مباراة بين 2008 و2014، سجل فيها 5 أهداف، بعد أن عانده الحظ وأبعدته الإصابات عن عديد المسابقات المهمة، وأبرزها بطولة أمم أفريقيا سنة 2010 بأنغولا.
وكان العلاقي شاهدا على فشل منتخب تونس في بلوغ بطولة كأس العالم مرتين، وذلك سنة 2010 و2014، وانتمى لجيل اللاعبين الذين عاشوا مرارة الانسحاب في الرمق الأخير من التصفيات، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة التألق في أوروبا.
ولعب العلاقي لـ9 فرق أوروبية توزعت بين بلجيكا وألمانيا، وكانت تجربته مع العملاق هرتا برلين الألماني الأفضل في مشواره الكروي، بعد أن قاده إلى التتويج بلقب دوري الدرجة الثانية سنة 2013.
وحالف النجاح العلاقي في أندية ماينز وسانت باولي وغروث فورث الألمانية، ولعب إجمالا 365 مباراة طوال مسيرته سجل فيها 111 هدفا وصنع 45، بفضل تمريراته الدقيقة ولقطاته الفنية التي أبهرت جماهير البوندسليغا على وجه الخصوص.
وتميز العلاقي بحسه الإنساني الرائع وكان شخصا محبوبا من الجميع، وحاز على إعجاب الجماهير بعد أن قرر في شهر نيسان/ أبريل الماضي، فسخ عقده مع رويال إكسل موسكرون البلجيكي بمبادرة منه، إثر إصابته بتمزق في الرباط الصليبي.
وكان عقد العلاقي مع الفريق البلجيكي مستمرا إلى صيف العام القادم، لكنه اختار فسخه وتنازل عن مستحقاته بهدف مساعدة الفريق على مجابهة الأزمة المالية التي تعصف به جراء تفشي فيروس كورونا، بعد أن كان أجره الأعلى بين لاعبي الفريق.
ونجح العلاقي بفضل هذه البادرة الرائعة في اكتساح قلوب الجماهير البلجيكية التي بادرته التحية، وخصته بكلمات جميلة في يوم اعتزاله.