التحكيم العربي.. صافرة تحتاج لشهيق

التحكيم العربي.. صافرة تحتاج لشهيق

17 مارس 2022
أخطاء الحكام جزء من اللعبة لكن علينا أن نجد حلاً (Getty)
+ الخط -

يتساءل كثيرون عن التحكيم العربي، متى سيغدو في الطليعة؟ أغلب مشاكل الكرة العربية لأسباب تتعلق بالتحكيم في الملاعب.. لا يوجد دوري عربي إلا ويعاني الأمرين، رغم أن الأخطاء التحكيمية جزء مهم من اللعبة، ولكن الأمر زاد عن حده لأسباب عدة.

المشكلة تعاني منها الكرة العربية منذ سنوات طويلة.. لذلك لم نجد تطورا ملحوظا في هذا السلك تحديدا، ما يشعرك بأن الوضع تفاقم جدا، خاصة أن أغلب البلاد العربية لا تزال غير قادرة على استخدام تقنية الفيديو "الفار" لنتيقين أنه من الطبيعي أن تجد مثل هذه الكوارث التحكيمية.

إلى أين يتجه الحال؟ الدوريات في الأردن والعراق ولبنان ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب-على سبيل المثال لا الحصر- تعاني الأمرين من صافرة الحكم، وأنا لا ألومه (الحكم) فالأصل أنه يرتكب الخطأ من غير قصد، لكن اللوم على الاتحاد العربي لكرة القدم ومن خلفه الاتحادات العربية المحلية والقارية.

تلجأ الاتحادات وبعض الأندية الكبيرة لحل مشاكل التحكيم باستقطاب حكام أجانب، فهم يرونهم متمرسين في المهنة، وأكثر دراية وخبرة بدلا من أن يستقطب الاتحاد بتلك الأموال، خبراء لتعزيز خبرات حكامه، ليقع الظلم هنا على الحكم، فيقود المباريات مهزوزاً مرتعداً خائفاً من الخطأ، ما ينعكس على مستواه، ولا ألومه فهو فقد الثقة من أقرب الأقربين.

نتكلم بعيدا تماما عن شبهات الانحياز أو الفساد الذي يقتل قيم ونتائج اللعبة، ويعتصرنا الألم أن نشاهد في بطولات بحجم كأس العالم، تواجد عدد محدود منهم في المونديال، بل ربما نجد حكما واحدا فقط إن كنا "محظوظين".

لك أن تتخيل حكماً سيدير موقعة مهمة في دوري بلاده، وهو يعاني من تأخر مستحقاته.. فهل يفكر بأبسط حقوقه؟ أم يفكر بقيادة القمة إن كانت حساسة ومؤثرة جماهيريا إلى بر الأمان؟!

المشكلة برمتها لا تكمن بالخطأ التحكيمي، بل بتكراره مرارا وفي كل موسم، هنا الخلل، والحل في وطننا العربي أصبح ملحاً بضرورة استخدام تقنية الفيديو فهي التي تحل تلك الأزمة، أو ربما تساهم بنسبة كبيرة جدا في انفراجها، ووجب على كل الاتحادات العربية أن تفعل المستحيل لأجل إدخالها في مباريات كرة القدم، لما لها من فوائد، سيما تخفيف الضغط النفسي على الحكام، وبالتالي زيادة ثقتهم بأنفسهم، وربما تساعد بقوة على تقوية أدائهم وتطور قدراتهم.

نحن بأمس الحاجة لنكرر جواهر تحكيمية عربية لاتزال خالدة في ذاكرتنا يطيب ذكرها كالحكم الراحل سعيد بلقولة وجمال الشريف وعلي بو جسيم وغيرهم من طيبي الذكر.

المساهمون