البرازيل في كوبا أميركا.. صاحبة المركز الثالث وبطلة النسخة الأخيرة

البرازيل في كوبا أميركا.. صاحبة المركز الثالث وبطلة النسخة الأخيرة

13 يونيو 2021
البرازيل توجت في 2019 وفي رصيدها الآن 9 ألقاب (العربي الجديد)
+ الخط -

بطولة كوبا أميركا، الأعرق في تاريخ كرة القدم الخاصة بالمنتخبات، كانت بدايتها قبل انطلاق كأس العالم، تحديداً في عام 1916، ومن هناك أقلعت رحلة المنتخبات.

حديثنا اليوم سينصب على البرازيل، التي يعتبر منتخبها واحداً من الأعرق في العالم بفضل الألقاب التي حققها في الكوبا وحتى المونديال.

تاريخ البرازيل في الكوبا
فاز منتخب البرازيل بلقب بطولة كوبا أميركا في 9 مناسبات، متأخراً بفارق 5 ألقاب عن الأرجنتين الوصيفة، و6 عن الأوروغواي، صاحبة الرقم القياسي، برصيد 15 لقباً.

وتمتلك البرازيل أرقاماً مميزة طوال تاريخها الكروي، فقد استطاعت حصد ألقاب لا يمكن نسيانها في كوبا أميركا. احتلّ منتخب السامبا مركز الوصافة في 11 مناسبة خلال تاريخه، و7 مرات حلّ ثالثاً، فيما كان رابعاً في 3 مناسبات.

بلغ التألق البرازيلي في كوبا أميركا ذروته من الفترة الممتدة بين 1997 حتى 2007، حينها حقق السيليساو أربعة ألقاب.

التتويج الأول
حققت أوروغواي لقبي أول وثاني نسخة من بطولة كوبا أميركا، ثم جاء عام 1919 في النسخة الثالثة للمسابقة الأقدم في عالم كرة القدم على صعيد المنتخبات. استضافتها الأراضي البرازيلية، وجرت المباريات في ريو دي جانيرو من 11 مايو/ أيار لغاية الـ29 من الشهر عينه، بمشاركة أصحاب الدار والأرجنتين وتشيلي وأوروغواي.

جاء الانتصار البرازيلي كبيراً على تشيلي في المباراة الافتتاحية بنتيجة 6-0، ثم أتى الفوز على حساب الأرجنتين بنتيجة 3-1، وكذلك فعلت أوروغواي التي فازت على الخصمين عينهما، ليصبح في رصيد كلّ فريق 4 نقاط.

التقت البرازيل بأوروغواي بعدها في مباراة تحديد هوية بطل كوبا أميركا، لكن نتيجة التعادل الإيجابي سيطرت على الدقائق التسعين بعد تقدّم الضيوف بهدفين عن طريق غاردين وسكاروني (د.13 ود.17)، ليحرز أصحاب الأرض ثنائية بعدها عبر اللاعب نيكو المعروف بمانويل نونيز.

تعادل المنتخبان بخمس نقاط، ما أدّى إلى ذهابهما إلى مباراة فاصلة، وهي تعتبر أطول مباراة في تاريخ المسابقة، وستبقى كذلك لأجل غير مسمى، حينها تعادل الطرفان بنتيجة 0-0، وبعد انتهاء الدقائق التسعين، وعدم التوصل إلى فائز، وافق قائدا الفريقين والحكم على اللعب لفترتين زمنيتين مدة كلّ منها 30 دقيقة، ليصبح مجموع اللقاء بأكمله 150 دقيقة.

وفي الدقيقة الـ122، استطاع اللاعب المولود عام 1892 والمتوفى سنة 1969، آثر فريدنريتش، تسجيل هدف المباراة الوحيد، وهو الذي لقب بالعديد من الأسماء، منها "النمر" وكذلك "اللؤلؤة السوداء الأصلية"، ويعتبر بنظر المؤرخين والمتابعين البرازيليين واحداً من أفضل المهاجمين الهدافين في تاريخ كرة القدم، على الرغم من أن الأمر بقي موضع خلافٍ كبير حتى يومنا هذا، خاصة أن اللعبة في البرازيل كانت تقام في زمن الهواة حتى عام 1933.

الهيمنة واللقب الأخير
لنبدأ بعام 1997، حينها جرت البطولة في بوليفيا، وكان منتخب البرازيل قد غاب عن منصات التتويج في النسخ الثلاث التي سبقت ذلك بعد لقبين للأرجنتين وآخر لأوروغواي.

في عام 1989، حازت البرازيل على لقب كوبا أميركا بفضل تألق الثنائي بيبيتو وصاحب هدف النهائي أمام أوروغواي المميز روماريو، لكن عام 1997 شهد عودة لمنصات التتويج بعد الفوز على بوليفيا بنتيجة 3-1، إثر تألق الظاهرة رونالدو إلى جانب روماريو ودينيلسون وزي روبرتو.

بعد خيبة مونديال 1998 والخسارة في النهائي أمام فرنسا بنتيجة 3-0، عوّض منتخب البرازيل ذلك بحصد لقب كوبا أميركا للمرة الثانية توالياً، والسادسة في تاريخه، بالفوز على أوروغواي بنتيجة 3-0 في النهائي، بفضل هدفين لريفالدو وآخر لرونالدو، اللذين تقاسما صدارة الهدافين (5)، فيما حلّ خلفهما أموروزو برصيد 4 أهداف، وشهدت البطولة تلك ظهور رونالدينيو وتسجله هدفاً عالمياً.

حققت بعدها كولومبيا لقب كوبا أميركا 2001 في ظروف استثنائية، وبغياب العديد من نجوم المنتخبات وانسحاب آخرين (نتحدث عن القصة كاملة في تقرير خاص بمنتخب كولومبيا لاحقاً).

عادت بعدها البرازيل للظفر بالنسختين اللتين أقيمتا في بيرو عام 2004 وفنزويلا عام 2007.

في الأولى هزمت أوروغواي في نصف النهائي بركلات الترجيح 5-3 بعد التعادل إيجاباً 1-1، ثم التقى منتخب البرازيل غريمه الأرجنتيني في النهائي، فتقدّم كيلي غونزاليس مبكراً في الدقيقة الـ20، لكن لويزاو عادل الكفة في الدقيقة الـ45.

وفيما كان الحكم الباراغواياني كارلوس أماريلا يناظر ساعته، أحرز ديلغادو هدف التقدّم للأرجنتين في الدقيقة الـ87، ليظنّ الجميع أن حلم الأرجنتين تحقق وكُسر النحس الذي لازم بلاد الفضة منذ 1993، لكن أدريانو، هداف تلك النسخة (7)، عادل الكفة في الدقيقة الـ93، لينقاد الطرفان لاحقاً لركلات الترجيح التي ابتسمت للسامبا بواقع 4-2، إثر إهدار داليساندرو وغابرييل هاينزه ركلتين.

أما في النسخة الثانية، أي عام 2007، فكان منتخب الأرجنتين مرشحاً فوق العادة لحصد اللقب، في ظلّ غياب العديد من لاعبي البرازيل، لكن في النهائي، كان لأبناء المدرب دونغا رأي آخر، بعدما جاء النصر بثلاثية نظيفة، رغم حضور كتيبة التانغو كاملة، على غرار روبرتو أيالا وخافيير زانيتي وخوان سيباستيان فيرون واستيبان كامبياسو وخوان رومان ريكيلمي وليونيل ميسي وكارلو تيفيز.

أرقامٌ مميزة
يُعتبر زيزينيو، أسطورة البرازيل، اللاعب الأكثر خوضاً للمباريات في تاريخ المسابقة برصيد 34، وهو صاحب أكبر عدد من الأهداف (17)، مع العلم أنه حقق اللقب في عام 1949.

بيليه، "لاعب القرن"، لم يفز مطلقًا باللقب القاري، وشارك فقط في بطولة واحدة عام 1959، ومع ذلك، فقد أظهر قدراته التهديفية الرائعة برصيد 8 أهداف في 6 مباريات، ليصبح أفضل هداف في تلك النسخة.
دونغا هو البرازيلي الوحيد الذي حقق اللقب 3 مرات، إذ ظفر به مرتين كلاعب في 1989 و1997 ومرة كمدرب في 2007.

المساهمون