الاعتزال الإجباري... نجوم مصريون يغادرون الملاعب

الاعتزال الإجباري... نجوم مصريون يغادرون الملاعب

29 سبتمبر 2020
الحارس المخضرم عصام الحضري ودّع الملاعب (Getty)
+ الخط -

عاد شبح الاعتزال المفاجئ والإجباري ليخيم بشدة على عالم الرياضة المصرية في مختلف الألعاب خلال الفترة الأخيرة، وتحول من حالات فردية إلى قرارات شبه جماعية.

وكتبت الرياضة المصرية، خاصة في فترة التوقف الطويلة بسبب تفشي فيروس كورونا، عن ظهور قرارات نارية لكبار نجوم ونجمات الرياضة المصرية، ممن حققوا إنجازات عالمية وأفريقية كبيرة بالاعتزال المفاجئ.

وتتعدد أسباب الاعتزال المفاجئ ما بين رغبة في بدء حياة جديدة، وإنهاء المشوار الرياضي، والتفرغ للأسرة، وما بين خطوة إجبارية بسبب تقدم السن وظهور أزمات تعاطي المنشطات والإيقاف الدولي للاعبين والاتحادات على صعيد الألعاب الفردية أو غياب المشاركة في المباريات على صعيد اللعبات الجماعية وخاصة كرة القدم.

وكتب عام 2020 اعتزالا مفاجئا لرمزين رياضيين على صعيد الرجال والسيدات في الرياضة المصرية على الإطلاق، وهما محمد إيهاب ورنيم الوليلي.

ومن أبرز حالات الاعتزال المفاجئ في الرياضة المصرية واقعة إعلان بطل العالم في رفع الأثقال محمد إيهاب الاعتزال وهو في أوج عطائه وبعد حصده لقب بطل العالم في وزنه وحصوله على 3 ميداليات ذهبية العام الماضي، إضافة إلى الفوز من قبل بلقب بطل أفريقيا، يضاف إليها الفوز بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في ريو دي جانيرو 2016، وكان مرشحا للفوز بميدالية أولمبية في دورة طوكيو المقبلة المقررة في 2021.

وجاء قرار اعتزال محمد إيهاب على خلفية قرار الاتحاد الدولي لرفع الأثقال بتجميد عضوية الاتحاد المصري لمدة عامين، وتعليق مشاركات لاعبيه ولاعباته في الدورات الأولمبية والبطولات العالمية، بعد ثبوت تعاطي منشطات في أكثر من حالة بعدة بطولات.

وتعرض محمد إيهاب لضغوط كبيرة من جانب وزارة الشباب والرياضة للتراجع عن قراره، ووافق بشكل مبدئي، ولكنه رهن التراجع عن قراره بالحصول على قرار رسمي من جانب اللجنة الأولمبية الدولية برفع الإيقاف عن مصر، وفتح الباب أمامه للمشاركة في الأولمبياد.

وترجم محمد إيهاب قرار الاعتزال من خلال إعلان زواجه. وهي الخطوة التي أعلن عن تأجيلها أكثر من مرة بسبب ارتباطاته الرياضية وخوضه منافسات، مثل بطولة العالم والدورة الأولمبية، وكان ينوي الإقدام على الزواج بعد الاعتزال النهائي مباشرة.

ولم يكن بطل العالم في رفع الأثقال هو المعتزل الأبرز الوحيد في 2020، بل إن الأمر امتد إلى أسطورة رياضية مصرية أخرى هي رنيم الوليلي، بطلة العالم في الإسكواش والمصنفة الأولى عالميا في فردي السيدات، والتي أعلنت عن قرارها المفاجئ في يونيو/ حزيران الماضي دون سابق إنذار.

وجاء قرار الوليلي مفاجئاً في ظل انفرادها بصدارة التصنيف العالمي، وكذلك حصدها أكثر من لقب كبير قبل توقف النشاط في مارس/ آذار الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا. وحاولت إدارة اتحاد الإسكواش المصري إقناع رنيم الوليلي بالبقاء والتراجع عن الاعتزال بداعي رفع الحظر عن النشاط الرياضي، ولكن النجمة الكبيرة رفضت التراجع وعزت الخطوة المثيرة للجدل إلى أسباب أسرية، منها رغبتها في التفرغ لرعاية زوجها إضافة إلى تعويض ما فاتها من سنوات في الحياة تفرغت خلالها للعبة وخاضت المئات من البطولات حول العالم.

وما فعله محمد إيهاب ورنيم الوليلي في 2020، ما هو إلا حلقة جديدة من حلقات الاعتزال المفاجئ الذي تعيشه الرياضة المصرية، فالعام الماضي  شهد قرارات مماثلة بشكل لافت للنظر، تصدرها إعلان عصام الحضري، أسطورة حراسة المرمى المصرية في كرة القدم واللاعب الأكبر سنا خوضا للمباريات في بطولة كأس العالم، الاعتزال وهو في السادسة والأربعين من عمره بعد فشله في الحصول على فرصة للعب في نادٍ كبير بعد فشل تجربته مع نادي النجوم الهابط للدرجة الثانية في صيف عام 2019، والذي أصدر بيانات عديدة ضد الحضري بسبب انقطاعه عن التدريبات الجماعية.

ولحق بالحضري اسم آخر كبير هو حسني عبد ربه، نجم المنتخب المصري في حقبة المدرب الكبير حسن شحاتة، والذي توج بطلا لكأس الأمم الأفريقية مرتين عامي 2008 و2010، واختير كأفضل لاعبي البطولة في 2008 في غانا، ولعب لسنوات في الإسماعيلي، واحترف في ستراسبورغ الفرنسي وعدة أندية إماراتية وسعودية. وجاء قرار اعتزال عبد ربه مفاجئاً، وخاصة أنه كان يخطط للبقاء حتى الأربعين من العمر، واعتزل في الرابعة والثلاثين من العمر، بسبب خلافاته مع إدارة النادي حول راتب عقده الجديد وتعرضه للاضطهاد من جانب إدارة النادي ليتخذ قرار الاعتزال.

ومن بين المعتزلين اللامعين أيضا في كرة القدم خلال عام 2019، وبعد القصة الشهيرة لإبعاد عماد متعب، نجم الأهلي السابق، يبرز اسم هاني سعيد، نجم الأهلي والزمالك والإسماعيلي السابق، والذي فاز ببطولة كأس الأمم الأفريقية مرتين مع المنتخب المصري، وكان يلعب في مصر المقاصة خلال آخر فترات مسيرته، ولحق به لاعب آخر كبير، هو أحمد عيد عبد الملك، الذي فاز بدوره ببطولة كأس الأمم الأفريقية مرتين.

وكان من رموز الزمالك وحرس الحدود وأكثر اللاعبين مشاركة في المباريات المحلية من خارج الأهلي والزمالك في آخر 20 عاما، واعتزل عبد الملك الكرة وهو في التاسعة والثلاثين من العمر، ثم اعتزل أيضا محمود فتح الله، قلب الدفاع، بشكل مفاجئ في عامه السابع والثلاثين، عقب هبوط نادي النجوم واحترف التدريب.

وتسببت المنشطات في اعتزال آخر مفاجئ لأحد أبرز الرياضيين، هو إسلام الشهابي، بطل مصر في الجودو والمصنف رقم 25 عالميا في وزن +100 كيلوغرام، بعدما كشفت عينة أخذت منه ثبوت تناوله للمنشطات، وهو ما نفاه اللاعب في ما بعد، ولكن جاء القرار بإيقافه 8 سنوات كاملة ليدفعه ذلك لإعلان الاعتزال بعد الإخفاق في إثبات براءته خاصة مع تقدمه في السن واقترابه من الأربعين عاما.

المساهمون