لا يختلف اثنان على القيمة الفنية للمدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي أبهر العالم بثورة جديدة في عالم كرة القدم، تركت بصماتها أينما رحل وطار.
المدرب الإسباني هو من استغنى عما يُسمى في عالم الكرة بقلب الهجوم المحوري والثابت على الطريقة الأرجنتينية، واللعب بالمهاجم الوهمي الذي ليس بالضرورة أن يكون مهاجماً.
والتاريخ قدّم لنا كيفية استغناء بيب عن الكاميروني إيتو في برشلونة، وزلاتان ودافيد فييا والاعتماد على حركية هجومية شاملة بقيادة ميسي وبيدرو وبويان.
هذه الفلسفة والتي ابتعد عنها غوارديولا بعدما درب البافاري "بايرن منشن"، بحكم استحالة إبعاد أحد أكبر المهاجمين في العالم، والحديث هنا عن رأس الحربة البولندي ليفاندوفسكي، عاد إليها بسرعة عندما انتقل لتدريب "الأزرق السماوي" بطريقة ذكية وتدريجية.
والدليل أن الهداف التاريخي للنادي، وهو الأرجنتيني أغويرو، تقلص نفوذه وحضوره في التشكيل الأول للفريق بحكم اعتماد بيب كالعادة على مجموعة هجومية لا ترتبط أبدا بالمهاجم القناص، الذي يلعب فقط داخل منطقة الجزاء، لنشاهد تبادل الأدوار بين رياض محرز وجيسوس وسترلينغ وفودن وغريليش وغندوغان ودي بروين بحركية وإنسيابية رسم لوحاتها المدرب الإسباني، ولذلك سأل الأرجنتيني أغويرو الرحيل إلى نادي برشلونة، غير مأسوف عليه من قبل إدارة الفريق.
وبما أن "الكمال لله"، لم يتمكن فريق السيتي من التتويج باللقب الغالي، وأعني دوري أبطال أوروبا، إلى حد الآن، ولاحت في الأفق بوادر حتمية مراجعة بيب لهذه الفلسفة الخاصة به لوحده في العالم، لأن مواجهاته لبعض كبار القوم في أوروبا أثبتت ضرورة اعتماده على قلب الهجوم الكلاسيكي لتأمين كامل النجاح.
ومن غير المعقول أن يبقى السيتي يتفرج في أسماء ونجوم تصنع ربيع الأندية المنافسة مثل ليفاندوفسكي مع البافاري وبنزيمة مع ريال مدريد وهالاند مع دورتموند وهالر مع أياكس، وكذلك سواريز مع أتلتيكو مدريد.
لذلك قد ننتظر تعديل عديدٍ من الأوتار من الفني الإسباني في قادم مواعيد الميركاتو الشتوي والصيفي، لتحقيق حلم السيتي باقتناص لقب دوري أبطال أوروبا، الذي جاء من أجله غوارديولا...فمن يدري!!!.