الأهلي والأميرة الأفريقية

13 مارس 2023
تراجع كبير للأهلي المصري في أبطال أفريقيا (Getty)
+ الخط -

خسارة قاسية للأهلي المصري، صاحب الرقم القياسي 10 ألقاب بدوري الأبطال الأفريقي، حيث سقط بنتيجة ثقيلة ضمن مرحلة المجموعات لدوري أبطال أفريقيا 2023، تفوق ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي 2-5 بملعبه ببريتوريا، خسارة ثانية للقلعة الحمراء بالمجموعات، تصعب من تأهله للدور ربع نهائي، حيث شارك الأهلي 20 مرة بمرحلة المجموعات، صعد خلالها 14 مرة للأدوار الإقصائية، وخرج 5 مرات من مرحلة المجموعات (2016،2011،2002،2000،1999).

الأهلي في المجموعة الثانية تجمد رصيده عند 4 نقاط، ويتبقى له لقاءان، القطن بملعبه 17 مارس/آذار، ثم الهلال بالقاهرة 1 إبريل/نيسان، ولا بديل عن الفوز بست نقاط، بشرط عدم فوز الهلال بملعبه على صن داونز 18 مارس. ويتصدر ماميلودي صن داونز المجموعة برصيد 10 نقاط، وضمن التأهل للدور التالي، والثاني الهلال 9 نقاط، والأهلي 4 نقاط، والقطن بدون نقاط.

الأهلي لم يخرج رقمياً من البطولة، لكن تكرار السقوط والخسارة أمام صن داونز أعاد الذاكرة لخسارة 2019 (5-0) تحت قيادة الأوروغوياني مارتن لاسارتي، حالة من الغضب والاستياء أصابت الشارع الأهلاوي، وانتقادات طالت الجميع، مجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب، لجنة التخطيط لكرة القدم، الجهاز الفني بقيادة السويسري مارسيل كولر، نجوم الفريق ولاعبيه، حالة استياء لدى نجوم ورموز النادي الأهلي، وتصريحات تخرج لأول مرة مخالفة لتقاليد الأهلي من نجوم كالشيخ طه إسماعيل، وأحمد شوبير، توجه النقد لإدارة النادي الأهلي، وتحملها المسئولية الكاملة.

على الأهلي نسيان خسارة صن داونز والاعتراف بالأخطاء وسرعة معالجة الموقف

أول ملف هو التعاقدات والصفقات، وخاصة مع اللاعبين الأجانب بالسنوات السابقة، وفتح ملفات فاكماني الجنوب أفريقي، سأليف كواليبالي المالي، إليو بادجي السنغالي، جيرالدو الأنغولي، والتر بواليا الكونغولي، ميكسوني الموزمبيقي، وأخيراً البرازيلي سافيو، وعلامة استفهام كبيرة بشأنه، لأن التعاقدات مع لاعب أجنبي لا بد أن تكون ميزة وتضيف للفريق، وتصنع الفارق، ثانياً ملف اللاعبين المحليين، وانضمام أسماء لا تصلح من الأساس لارتداء "الفانلة" الحمراء، وانتهاء الأمر بالبيع أو الإعارة، وعدم تلبية الاحتياجات الملحة كحارس مرمى، وظهير أيسر، وصانع ألعاب، ورأس حربة، وعدم وضوح دور لجنة التخطيط بالنادي الأهلي واستمرارها رغم التحفظ من الجميع على أدوارها ونجاحاتها، وعدم تنفيذ تقديم حلول للمواقف الملحة والضرورية.

مسؤولية الجهاز الفني وأخطاؤه الكثيرة، أبرزها التشكيل وسياسة التدوير، التبديلات أثناء المباريات، مشاكل على المستوى البدني تتسبب بالهزائم القاسية (1-4 ريال مدريد و2-4 فلامنغو بكأس العالم للأندية، صن داونز 2-5، عدم معالجة الأخطاء الدفاعية، التمركز والرقابة، الرعونة وإضاعة الفرص من المهاجمين، ونقطة مهمة وهي الدفع باللاعبين الأساسيين بمباراة الدوري أمام المقاولون قبل 3 أيام من لقاء صن داونز، ما تسبب بالإرهاق والتعب، وسوء إدارة المباريات كمثال لقاء الذهاب أمام صن داونز تقدم الأهلي 2-1، واستمر باللعب المفتوح وعدم سد الثغرات الواضحة والمساحات، وأيضاً بلقاء العودة تأخر كثيراً بإجراء التبديلات، وعدم الوصول للأداء المرتقب والمنتظر والكرة الهجومية والروح المعروفة عن الأهلي. مسؤولية اللاعبين رغم ضخامة الإنفاق والتعاقدات والرواتب أداء لا يتناسب مع اسم وشعبية النادي الأهلي، وافتقاد الروح والحماس وشخصية لاعب النادي الأهلي المشبعة بثقافة الفوز والانتصار، وعدم الحفاظ على مستواهم الفني ولياقتهم الذهنية والبدنية لعدم التزام البعض بتجنب السهر. وكثرة الإصابات بين اللاعبين لسوء أرضية ملعب التتش، مثل أكرم توفيق، وكريم فؤاد، ومصطفى شوبير، وكذلك تعاقب الأجهزة الفنية بفترة زمنية قصيرة وأكثر من مدرسة مختلفة؛ لاسارتي أوروغوياني، وموسيماني جنوب أفريقي، وفايلر سويسري، وسواريز برتغالي، وصولاً لكولر السويسري.

موقف
التحديثات الحية

الأهلي متصدر للدوري المصري برصيد 44 نقطة من 18 مباراة، وفيوتشر الثاني بـ42 نقطة من 21 مباراة، وبيراميدز يأتي ثالثاً بـ 39 نقطة من 20 مباراة، ويريد الأهلي استعادة اللقب الذي ذهب آخر موسمين للغريم الزمالك، فوز لا يسمن ولن يغني جماهيره. دوري أبطال أفريقيا وكأس الأميرة الأفريقية أهم أهداف ومتطلبات الجماهير للترشح لكأس العالم للأندية، القادمة واستمرار ظهور وتألق الأهلي ليس قارياً بل عالمياً صاحب الـ 8 مشاركات بالبطولة.

على الأهلي نسيان خسارة صن داونز، والاعتراف بالأخطاء، وسرعة معالجة الموقف، وتضافر الجميع لاستعادة الثقة والانتصارات بالمرحلة المفصلية القادمة لكتابة وإضافة إنجازات تاريخية، ثم البحث عن حلول أهم وأشمل لما هو قادم، بصوت الجماهير الأهلاوية "جمهوره ده حماه".