الأندية الليبية تثور في إيطاليا واتحاد الكرة يتدخل عبر اجتماع عاجل
استمع إلى الملخص
- تصاعدت الأزمة مع تهديد الأندية بالمقاطعة والعودة إلى ليبيا، مما دفع الاتحاد إلى محاولة إيجاد حلول عاجلة، لكن الاجتماع انتهى دون نتائج فعّالة.
- أعرب نائب رئيس الاتحاد عن دعمه لمطالب الأندية، مشيراً إلى أن تأجيل المباريات وارد، وسط تضارب المسؤوليات بين الاتحاد واللجنة المنظمة.
عقد الاتحاد الليبي لكرة القدم اجتماعاً عاجلاً، ليلة الثلاثاء، بعد احتجاج الأندية الليبية في إيطاليا على الظروف التي واجهتها قبل أيام قليلة من انطلاق دور سداسي التتويج، وسارع الاتحاد إلى محاولة إيجاد حلول لتفادي فشل المنافسة، خاصة أن أغلب البعثات كانت قد وصلت إلى مدينة ميلانو، قبل أن تُفاجأ بواقع مؤسف يخالف الوعود التي قُدّمت لها.
وشهدت الساعات الأخيرة انتفاضة من الأندية الليبية، التي عبّرت عن استيائها من الظروف السيئة المحيطة بها قبيل انطلاق دور التتويج. فقد احتجّ نادي الأهلي بنغازي على مقر إقامته في فندق "ماريوت"، الذي كان يخضع لأعمال صيانة تسببت في إزعاج كبير للاعبين، إلى جانب انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي. أما نادي الهلال، فاشتكى من سوء أرضية ملعب التدريبات، ما دفع مدربه، زوران مانولوفيتش (63 عاماً)، إلى وصف الوضع بأنه "عار على كرة القدم الليبية"، في ظل توقّعات بأن تكون المنشآت في مستوى الحدث المنتظر.
وتصاعدت حدّة الأزمة مع مرور الساعات وتزايد حجم المشاكل، ما دفع الأندية الخمسة المشاركة في دور سداسي التتويج إلى التهديد بالمقاطعة، ما لم تتحسن الظروف خلال 24 ساعة. كما لوّحت الأندية بإمكانية العودة إلى ليبيا، وهو ما عجّل بعقد اجتماع طارئ ضمّ ممثلين عنها وأعضاء من مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم، غير أن الاجتماع انتهى دون التوصل إلى حلول فعّالة تُرضي الأطراف المتضررة.
وأعرب نائب رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، فوزي جعودة، عن دعمه لمطالب الأندية، في تصريحات نشرها موقع الاتحاد عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، وأكد أن خيار تأجيل المباريات إلى موعد لاحق يبقى وارداً، وأشار إلى أن حجم النقائص يتجاوز مسؤولية الاتحاد، الذي تضرر هو الآخر، إذ لم يتسلّم أعضاؤه غرف إقامتهم في الفندق. وقال جعودة: "أتمنى أن تتوصل الجهة المنظمة، التي تم التعاقد معها من السلطات الليبية، إلى حلول تُرضي الجميع. ونأمل أن تنطلق المنافسة في موعدها المحدد، مع بقاء خيار الحلول البديلة مطروحاً".
وأضاف عضو الاتحاد، محمد قريميدة، أن اللجنة المنظمة ورّطت اتحاد الكرة بسبب الظروف غير المثالية التي وُضعت تحت تصرّفه، إلى جانب عامل الوقت الذي لم يكن في مصلحته، ما حال دون معاينة ملاعب التدريبات والمنشآت الأخرى: "اللجنة المنظمة وضعتنا في زاوية ضيّقة، وخياراتنا محدودة. من حق الأندية الاحتجاج والاعتراض. صحيح أن أرضية الملاعب جيّدة، لكننا لم نتأكد بعد من جاهزية الإنارة، كما أننا غير راضين عن وضع غرف تبديل الملابس".
وأمام هذا المشهد المعقد، تبدو منافسة سداسي التتويج مهددة قبل أن تنطلق، في ظل تصاعد الشكاوى وتضارب المسؤوليات بين الاتحاد الليبي واللجنة المنظمة. وبين وعود لم تُنفذ واستياء يتنامى، يبقى مستقبل البطولة معلّقاً على قدرة الأطراف المعنية على تجاوز الأزمة سريعاً، وإعادة الحد الأدنى من الثقة والجاهزية لإنجاح الحدث الذي يُفترض أن يكون ختاماً يليق بموسم طويل وشاق.