الأزمات تلاحق كرة السلة المغربية بعد تعليق الأنشطة وتصعيد يُهدد اللعبة

22 ابريل 2025
كرة تُسجل في سلة خلال مباراة لكرة السلة (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أوقف الاتحاد المغربي لكرة السلة جميع منافسات الدوري بسبب أزمات متلاحقة، منها فسخ عقد التأمين الرياضي وإضراب الموظفين لعدم صرف مستحقاتهم، مما أثر سلباً على التواصل والعمليات اليومية.
- تعمقت الأزمات بعد عدم تسلم الاتحاد الشطر الثاني من منحة وزارة الرياضة، مما أثار تساؤلات حول نية الوزارة في التدقيق المالي، وزاد من احتمالية تصعيد الخلافات.
- تلوح بوادر تصعيد بين الاتحاد والوزارة، مع احتمالية تدخل الأندية لعقد اجتماع الجمعية العمومية لانتخاب رئيس جديد، بهدف إعادة الاستقرار للعبة.

قرر الاتحاد المغربي لرياضة كرة السلة برئاسة، مصطفى أوراش (53 عاماً)، توقيف منافسات الدوري المحلي في جميع درجاته، في خطوة غير مسبوقة تعكس الأزمات المتلاحقة التي تعانيها هذه اللعبة منذ سنوات، وأثرت سلبا على نتائج المنتخبات المغربية، قاريا ودوليا، وذلك بداية من يوم 21 إبريل/نيسان الحالي، وفق ما جاء في بيان رسمي موجه إلى العصب الجهوية والأندية والجمعيات الرياضية، وأرجع فيه القرار إلى ظروف قاهرة.

ولم تكن هذه الخطوة الصادمة، التي نزلت كالصاعقة على مكونات لعبة كرة السلة المغربية، وليدة لحظة عابرة، بل نتيجة أزمات متتالية ومتداخلة، وتمثلت أولاها في فسخ عقد التأمين الرياضي من طرف شركة التأمين بسبب عجز الاتحاد المحلي عن أداء الأقساط، ما يعني عمليا حرمان اللاعبين والأجهزة الفنية من الحماية الصحية والقانونية، وهو خرق صريح لأبسط معايير السلامة في أي نشاط رياضي منظم، بينما جاءت الأزمة الثانية من الداخل بعد خوض موظفي الاتحاد نفسه إضرابا مفتوحا احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المالية منذ شهور عدة، ما زاد من حدة الاحتقان أكثر. أما السبب الثالث، الذي أدى إلى تعليق أنشطة كرة السلة، فتمثل في قطع خدمات الهاتف والإنترنت كليا عن مقر الاتحاد المحلي، مما سبب شللا تاما في التواصل وتسوية الملفات اليومية، سواء ببرمجة المباريات الأسبوعية أو التواصل مع الأندية والعصبة الجهوية.

لكن وراء هذه الأزمات كلها تقف أخرى أكثر تأثيراً وعمقاً، ويتعلق الأمر بعدم تسلم الاتحاد المغربي لكرة السلة الشطر الثاني من منحة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن الموسمين الماضي والحالي، الذي اقترب من نهايته، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول نية الوزارة في إخضاع مالية الاتحاد المغربي لكرة السلة للمحاسبة والتدقيق.

ووفقاً لهذه الأجواء المتأزمة، تلوح في الأفق بوادر تصعيد محتمل بين رئيس الاتحاد مصطفى أوراش وبين وزارة الرياضة، إذ من المرجح دخول الأندية على الخط، من أجل المطالبة بعقد اجتماع الجمعية العمومية لانتخاب رئيس جديد للاتحاد المغربي لكرة السلة، أملا في إخراج هذه اللعبة من النفق المظلم الذي تعانيه منذ سنوات، وربما تلعب الوزارة الوصية دوراً بارزاً في إعادة الاستقرار للسلة المغربية وتجنب مزيد من التصعيد والتوتر داخل الأندية والعصبة عقب تعليق أنشطة المنافسات حتى إشعار آخر.

المساهمون