لحظة تاريخية. افتتاح مبهر وأنيق لكأس العالم فيفا قطر 2022. تتويج لجهد 12 عاماً، لأول مرة بدولة عربية ومنطقتنا. ملعب البيت شهد حضورا رسميا وشعبيا تقدمه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وإنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
أصحاب الفخامة والسعادة الملوك والرؤساء يتقدمهم ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعدد من الرؤساء وممثلي البعثات بالبطولة.
حالة من الفرح والبهجة والفخر للحضور في الملاعب والمتابعين وللحاضرين أيضا أمام الشاشات، رغمًا عن أنف الانتقادات وحملة الغرب والمنظمات الدولية للمقاطعة بمزاعم حقوق الإنسان والعمال. فخرٌ بكل ما أنجزته قطر، عبر إصرارها على الالتزام بالشريعة الإسلامية وبما لا يخالف العادات والتقاليد. وعدم تقديم الخمور بالملاعب والأماكن المحيطة بها. وإقامة مساجد وأماكن للوضوء بمختلف الملاعب، ومنع اللافتات واللوحات التي تخالف الموروثات والأخلاقيات القطرية والعربية. ووضع أحاديث نبوية بالمناطق العامة بالإنكليزية. وتوزيع كتيبات باللغات المختلفة لتقديم الدين الإسلامي الحنيف. وكان لافتًا في الحفل أيضًا حضور الدكتور ذاكر نايك، أحد أبرز الدعاة المسلمين على مستوى العالم، كما تصدرت المشهد الشارات الفلسطينية لدعم القضية. مكاسب بالجملة، فضلا عن حسن وشرف التنظيم. قطر تتجمل. تظهر بأجمل حلة وتبهرنا بالعروض واللوحات الفنية والتراثية والتاريخية.
انطلاقة هي الأولى بنسخ كأس العالم السابقة بآيات من الذكر الحكيم القرآن الكريم للمقرئ القطري غانم المفتاح. وحوار رائع مع الممثل العالمي مورغان فريمان. لوحات بصرية ومحاكاة تاريخية وتراثية. والتعريف بالعادات والتقاليد القطرية الأصيلة. محاكاة للموروث الشعبي مع امتزاج بين الثقافات المختلفة والترحيب بالجميع على أرض قطر. في المقابل،
بعد هذا الحفل المبهر، جاءت صدمة خسارة المنتخب القطري للقاء الافتتاحي بهدفين مقابل لا شيء، للنجم إينير فالنسيا أمام منتخب الإكوادور. هي المرة الأولى التي تخسر الدولة المنظمة اللقاء الافتتاحي. تفوقت الإكوادور بالتنظيم، الضغط العالي، القوة البدنية، السرعة والتحركات، حسن الانتشار، فوز مستحق لهم.
قطر لم تظهر بما يتناسب مع حسن الإعداد واللعب مع 4 مدارس مختلفة بكرة القدم من 4 قارات مختلفة. آسيويًا، اللعب ببطولة كأس أمم آسيا 2019، ثم التتويج باللقب أوروبياً بالمشاركة بإحدى المجموعات الأوروبية لتصفيات كأس العالم 2022، (البرتغال، صربيا، أذربيجان، أيرلندا ولكسمبورغ مع عدم احتساب النتائج)، والمشاركة بكوبا أميركا 2019 كأحد الضيوف من خارج قارة أميركا الجنوبية، إضافة إلى المشاركة بالكأس الذهبية 2021، الخاصة بأميركا الشمالية والوسطى والوصول لنصف النهائي والخسارة 0-1 أمام أميركا.
ظهر المنتخب القطري لأول مرة بكأس العالم بمستوى دون المتوقع لا يليق ببطل آسيا. هذا على الرغم من بدء إعداده منذ 10 سنوات. مع العلم أنه خاض معسكرات إعداد خلال الشهور الخمسة الأخيرة في النمسا وإسبانيا، وبقيادة فنية للإسباني فيلكس سانشيز منذ 2017. المستوى الذي قدم لا يليق بالمنتخب الأول (توج بكأس آسيا للشباب 2014 وأمم آسيا 2019)، وبنجوم بحجم حسن الهيدوس، عبد الكريم حسن، أكرم عفيف، المعز علي وغيرهم، الذين ظهروا أقل بكثير من مستواهم. لقد تأثروا بضغوط الافتتاح وبالتفوق المبكر للإكوادور ولم يقدموا العرض المنتظر والمستوى الحقيقي.
يبقى لقطر لقاءان أمام السنغال في 25 نوفمبر الجاري ثم هولندا في 29 منه. أدى المواطنون المقيمين والجاليات العربية دورا إيجابيا رغم الخسارة، باستمرارهم بالمساندة والتشجيع والمطالبة بقديم الأفضل والتعويض بالقادم مع تدارك الأخطاء وتصحيح الأوضاع والخروج سريعاً من آثار الهزيمة.
قطر خسرت المباراة ولكن أبهرت العالم وكسبت احترام الجميع.