استراتيجية المكافآت... هل المال سرّ نجاح ريال مدريد مع بيريز؟
استمع إلى الملخص
- تُعتبر المكافآت استثماراً ناجحاً، حيث يُتوقع أن يجني النادي أكثر من 265 مليون يورو من النجاحات الرياضية، مما يعزز القوة المالية للنادي ويجعل اللاعبين يفضلون البقاء.
- يولي ريال مدريد اهتماماً خاصاً بكأس العالم للأندية، حيث تُعد فرصة اقتصادية وترويجية كبيرة، مع مكافآت قد تتجاوز 650 ألف يورو لكل لاعب، مما يعزز العلامة التجارية للفريق.
يرتبط النجاح في كرة القدم بالجوانب الرياضية والاقتصادية دائماً، ونادي ريال مدريد الإسباني ليس استثناءً من هذه القاعدة، إذ تبنى النادي الأبيض، تحت قيادة الرئيس فلورنتينو بيريز (78 عاماً)، سياسة المكافآت السخية، التي تُمنح للاعبين عند تحقيق الألقاب، ولكنه قد يكسر القاعدة في بعض الأحيان، مما جعل "الملكي" نموذجاً فريداً في كيفية تحفيز لاعبيه مالياً.
وفي هذا الصدد، ألقت صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الاثنين، الضوء على النهج، الذي يتبعه نادي ريال مدريد في مكافأة اللاعبين، إذ يتم توزيع الجوائز المالية بناءً على الألقاب المحققة، وليس على الأداء الفردي فقط، وقد دفعت إدارة النادي الملكي، خلال موسم 2023-2024، ما يقارب 40 مليون يورو مكافآت فقط، وذلك بعد تتويج الفريق، تحت قيادة المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي (65 عاماً)، بألقاب الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، ومع إمكانية تحقيق ستة ألقاب هذا الموسم، قد يرتفع هذا الرقم إلى 80 مليون يورو.
أرباح ضخمة تُغطي المصاريف
منحت إدارة نادي ريال مدريد رفاق النجم البرازيلي، فينيسيوس جونيور (24 عاماً)، مكافأة مالية بقيمة 900 ألف يورو، في العام الماضي، بعد تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، عقب الانتصار على نادي بوروسيا دورتموند الألماني، في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب ويمبلي بالعاصمة البريطانية لندن، ومع ذلك، قد تخرج إدارة العملاق الإسباني عن هذه القاعدة في بعض المباريات الحاسمة، فتمنح مكافآت استثنائية للاعبيها، كما حدث بعد الفوز على مانشستر سيتي الإنكليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني في دوري الأبطال هذا الموسم، إذ حصل كل لاعب على مكافأة قدرها 250 ألف يورو، وبذلك فإن هذه الاستراتيجية لا تُعزز فقط دافع اللاعبين، بل تجعل بعضهم أيضاً يرفض مغادرة النادي، نظراً لأن المكافآت قد تتجاوز رواتبهم في أي ناد آخر ينتقلون إليه.
ورغم أن المكافآت قد تبدو تكلفتها باهظة، فإن نادي ريال مدريد يُحقق أرباحاً ضخمة من النجاحات الرياضية، فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يجني النادي الأبيض أكثر من 265 مليون يورو، في حال التتويج بلقبي دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، وهذا ما يثبت أن استراتيجية "الدفع مقابل النجاح" ليست مجرد تكلفة، بل استثمار ناجح يعزز القوة المالية لـ"الميرينغي".
كأس العالم للأندية: التحدي الأكبر لفريق ريال مدريد
أضاف نادي ريال مدريد هذا الموسم لقبين بالفعل إلى سجله، وهما كأس السوبر الأوروبي وكأس إنتركونتيننتال، وعلى عكس المواسم السابقة، لا يزال الفريق ينافس على أربعة ألقاب أخرى وهي: كأس الملك، الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية. لذا، يولي مسؤولو النادي الأبيض اهتماماً خاصاً بالمشاركة في بطولة مونديال الأندية، التي تُعدّ فرصة ذهبية من الناحيتين الاقتصادية والترويجية، وقد تتجاوز المكافآت المخصصة لهذا اللقب 650 ألف يورو لكل لاعب، ما يجعلها إضافة مغرية للحوافز المالية. ويدرك النادي أن البطولة، المقررة إقامتها في الولايات المتحدة الأميركية الصيف المقبل، ليست مجرد مسابقة، بل فرصة تسويقية ضخمة لتعزيز العلامة التجارية للفريق الملكي على الصعيد العالمي.