إيمان خليف وسط معركة قانونية: هل ستكون حاضرة في بطولة العالم المقبلة؟
استمع إلى الملخص
- خليف تطالب بإلغاء القرار الذي يمنعها من المشاركة في البطولات العالمية دون الخضوع لاختبار كروموسومي، مشيرةً إلى أن هذا الشرط يفتح الباب للتشكيك في إنجازاتها.
- القضية تثير نقاشاً حول اختبارات تحديد الجنس البيولوجي في الرياضة، والتي قد تستبعد رياضيات بسبب اختلافات وراثية طبيعية، مما يطرح إشكاليات أخلاقية وقانونية.
قدّمت بطلة الملاكمة الأولمبية الجزائرية، إيمان خليف (26 عاماً)، صاحبة ذهبية وزن أقل من 66 كيلوغراماً في أولمبياد باريس 2024، طعناً أمام محكمة التحكيم الرياضية "كاس" ضد اللوائح الجديدة، التي فرضها الاتحاد الدولي للملاكمة "World Boxing"، والمتعلقة بإجراء اختبارات "تحديد الجنس". وجاءت هذه الخطوة بعدما وجدت نفسها في قلب جدل واسع حول جنسها خلال الألعاب الأولمبية الأخيرة، وهو ما اعتبرته ظلماً وتمييزاً يستهدف مسيرتها الرياضية، ويضع العراقيل أمام استمرارها في المنافسات الدولية.
وبحسب ما أوردته مجلة ليكيب الفرنسية، اليوم الثلاثاء، فإنّ المُلاكمة الجزائرية، إيمان خليف، تقدّمت بطعن ضد القرار، الذي يمنعها من المشاركة في البطولات العالمية، إلا بعد الخضوع لـاختبار كروموسومي، مشيرةً إلى أن هذا الشرط لا يستند إلى أسس رياضية بقدر ما يفتح الباب أمام التشكيك في إنجازاتها.
كما تُطالب المُلاكمة الجزائرية بإلغاء القرار الذي صدر نهاية مايو/ أيار الماضي، وحرمها بالفعل من المشاركة في بطولة أيندهوفن الهولندية في يونيو/ حزيران الماضي، وهي تسعى لضمان حقها في خوض بطولة العالم المقررة في ليفربول الإنكليزية بين 5 و14 سبتمبر/ أيلول الجاري، دون أي شرط إضافي، غير أن المحكمة أوضحت أنها رفضت التعليق على طعنها حتى اللحظة، ما يعني أن مشاركتها في المنافسة المقبلة تبقى شبه مستحيلة حالياً.
وأضاف المصدر نفسه أن القضية، وبحسب مراقبين، تتجاوز إيمان خليف وحدها لتفتح من جديد النقاش حول إعادة العمل باختبارات تحديد الجنس البيولوجي في الرياضة العالمية، وهو النظام الذي كان معمولاً به في الألعاب الأولمبية بين عامي 1968 و1996 قبل أن يُلغى بسبب طابعه التمييزي. مثل هذه الفحوصات من شأنها استبعاد ليس فقط الرياضيات المشكوك في نوعية جنسهن، وإنما أيضاً بعض اللاعبات اللواتي يحملن اختلافات وراثية طبيعية في الكروموسومات (XY) والمعروفة علمياً بـ"اختلافات التطور الجنسي"، وهو ما يطرح إشكاليات أخلاقية وطبية وقانونية معقدة.
وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال خليف تواجه آثار الحملة، التي استهدفتها خلال أولمبياد باريس، حين تعرّضت لهجوم شرس عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وصُوّرت على أنها "رجل يقاتل النساء". ورغم كل ذلك، تمكنت البطلة الجزائرية من التتويج بالميدالية الذهبية لتؤكد أحقيتها ومكانتها العالمية. وكانت قد صرّحت قبل أيام لصحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية بأنها ستواصل الدفاع عن حقها المشروع في ممارسة المُلاكمة من دون قيود مجحفة، قائلة: "لقد ضحيت كثيراً للوصول إلى هنا، قصتي مليئة بالتحديات، لكنها أيضاً قصة إصرار وانتصار، ولن أسمح لأحد بأن يشكك في حقي أو يوقف مسيرتي".