إيطاليا القوية... العمل الجماعي والجدية والانضباط
إيطاليا القوية... العمل الجماعي والجدية والانضباط
إيطاليا القوية، إيطاليا الصلبة، إيطاليا الهجومية، إيطاليا التي لا تتوقف عن التسجيل وتحقيق الانتصارات، كلها عناوين صنعها المدرب، روبيرتو مانشيني، منذ أن تسلم مهمة تدريب منتخب "الأزوري" في عام 2018، وأمسى اليوم من أفضل المدربين على صعيد المنتخبات في أوروبا والعالم.
ولم يتوقع حتى أشد المتفائلين بالمدرب روبيرتو مانشيني أن يصل إلى هذه الأرقام المُميزة في ظرف 3 سنوات فقط من تسلّمه مهمة تدريب "الأزوري"، وأن يصنع الفارق مع أسماء عادية تلعب في الدوري الإيطالي ولا يمكن أن تُقارن بالأسماء التي يملكها المنتخب الفرنسي أو الألماني أو الإنكليزي مثلاً، لكن مانشيني أثبت للجميع أنه يملك الأفكار الفنية التي تُخوله لقيادة أي مجموعة نحو منصات التتويج.
العمل الجماعي والجدية والانضباط
كل ما وصلت إليه إيطاليا اليوم هو بفضل العمل الكبير الذي صنعه مانشيني، ومن أهم صفات المدرب أنه يُركز على العمل الجماعي لتحقيق الأهداف، الجدية في كل شيء حتى لو كان المنافس متواضعاً فنياً، والأهم الانضباط الفني على أرض الملعب وخارجه.
هذه الصفات التي تُميز مانشيني حولت المنتخب الإيطالي إلى قوة ضاربة في الكرة الأوروبية وجعلته الأفضل بين الجميع حالياً، وربما المساعدة من اللاعبين وفهمهم لكل أفكاره سهلت المهمة وجعلت النجاح من نصيب "الأزوري" في فترة قصيرة من توليه المهمة التدريبية.
وفي مراقبة لعمل مانشيني على الخط تظهر الجدية في تعامله مع كل تفصيل في أي مباراة يقودها، فأمام أي منتخب صغير أو كبير يتعامل المدرب بجدية كبيرة وبدون أي خوف أو قلق، فأمام ليتوانيا مثلاً ضمن تصفيات كأس العالم قطر 2022، أول من أمس الأربعاء، ورغم أن المواجهة كانت سهلة على الإيطاليين بسبب تقدمهم بخمسة أهداف نظيفة، كان مانشيني يطلب من لاعبيه الضغط نحو الأمام وكأنه متأخر بالنتيجة ويسعى لتحقيق الفوز أو قلب النتيجة.
هذه الجدية هي التي تصنع الفارق على أرض الملعب، لأن اللاعبين لا يستخفون بأي منافس مهما كان حجمه، لا بل يلعبون بكل قوة ويحاولون تحقيق الفوز بأي طريقة ممكنة، وبتوجيهات مانشيني تكتمل الصورة تماماً ويُصبح "الأزوري" أقوى بكل شيء (فنياً، معنوياً وذهنياً).
والنقطة الأهم التي تُميز المنتخب الإيطالي مع مانشيني هي العمل الجماعي، فمن النادر أن يعتمد اللاعبون على العمل الفردي بطلب من المدرب نفسه، إذ تبرز التمريرات العرضية والطولية والبناء من الخلف وعملية الاستحواذ على الكرة بهدف ضرب المنافس بشكل مفاجئ، وعدم منحه فرصة للتفوق على أرض الملعب.
أما الانضباط فهو عنصر مهم جداً في طريقة عمل مانشيني، فنادراً ما تجد خلافات بين اللاعبين على أرض الملعب، ونادراً ما ترى اعتراضات منهم على عمل المدرب، وهو ما يُشكل حلقة قوية تحمي الجميع من السقوط أو "الهشاشة" خلال المباريات.
كما يظهر الانضباط العالي بين اللاعبين على أرض الملعب من خلال تطبيق أفكار مانشيني والالتزام بكل التعليمات الفنية التي يطلبها منهم، وذلك بهدف الوصول إلى أعلى درجة من التفاهم والانسجام في طريق تحقيق الانتصارات.
فكل لاعب في منتخب إيطاليا يعرف دوره جيداً على أرض الملعب، وبسبب توظيف مانشيني المثالي لا تجد لاعباً بدون فائدة طوال المواجهة، ودائماً ما تجد كل اللاعبين يضغطون من أجل استرجاع الكرة، ويحاولون البناء والاستحواذ ومهاجمة المنافس بكل قوة بهدف تسجيل الأهداف وإبعاد المنافس على منطقة الجزاء قدر الإمكان.
