إيطاليا الرائعة في النهائي

من كان يتوقع وصول إيطاليا إلى نهائي بطولة الأمم الأوروبية بـ6 انتصارات؟ على الأرجح لا أحد، يكفي هذا الأمر لندرك إلى أي حد كان رائعاً ما فعلته إيطاليا.

بشكل تلقائي، تعود ذاكرة كلّ محب للاتزوري إلى تلك الليلة من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني قبل أربع سنوات تقريباً، الفريق يحتاج لهدف واحد كي يتأهل إلى المونديال، يتأهل ليكون بين 32 منتخباً لا أكثر، هدف واحد فقط في سان سيرو، أمام 75 ألف مشجع إيطالي شهدوا في الملعب ملامسة منتخب بلادهم الحضيض، انتهت المباراة بكارثة كروية لإيطاليا…

هذه الذاكرة ستكون حاضرة أمام الجميع قبل نهائي ويمبلي، النهائي الذي استحقه المنتخب الإيطالي بكلّ تأكيد، لا أحد حقق نتائج مثله، عرف كيف يتجاوز مختلف أنواع الصعوبات، القوة البدنية وضغط أول لقاء في دور خروج المغلوب أمام النمسا، المهارة الفردية وقوة المنتخب الأول في التصنيف العالمي في ربع النهائي، ومهارة الإسبان اللافتة في السيطرة، الأسلوب الذي يعتمده منتخب مانشيني.

لهذا السبب، كانت المعاناة كبيرة مع إسبانيا، لكن أسلوب مانشيني في الواقع يجمع بين العقلية الجديدة بالنسبة للكرة الإيطالية، السيطرة والمتعة في الأداء، مع المحافظة على الروحية القتالية العالية عند اللاعبين، بما يعرف باللغة الإيطالية بالغرينتا، تلك الغرينتا التي سمحت بالصمود في الشوطين الإضافيين أمام إسبانيا والمرور بركلات الترجيح.

خطوة أخيرة تفصل إيطاليا عن تحقيق لقب أفلت منها عام ألفين بشكل غير معقول، تلاحقه منذ عام 86، لم تكن تستحقه عام 2012، لكنها الآن بوضع مختلف، الآن عادت إيطاليا التي يخشاها الجميع فعلاً، المنتخب الذي وصل إلى الحضيض قبل أربع سنوات فقط، ها هو يقف على القمة من أجل النزال الأخير، متسلحاً بكلّ الأرقام القياسية لمانشيني، المدرب الذي يعود إليه خاصة الفضل باستعادة الهيبة، المدرب الذي قال عندما بدأ مع المنتخب" "لا أملك عصا سحرية، لكن إيطاليا يجب أن تلعب كلّ البطولات كي تحاول الفوز بها، لأنها إيطاليا".

كرة عالمية

التحديثات الحية

روبيرتو مانتشيني... مدرب غيّر مفاهيم كرة القدم في إيطاليا

في الحقيقة، كانت تلك هي الوصفة السحرية، التي سخر منها البعض وقتها، الوصفة التي دخلت عقول اللاعبين وقلوبهم، ومنذ ذلك الوقت، وإيطاليا تتقدم خطوة خطوة نحو هدفها، محاولة الفوز بكلّ بطولة تشارك فيها، بقيت خطوة أخيرة، في ويمبلي، سيعود بعدها اللاعبون إلى روما، إما للاحتفال بكتابة التاريخ، وإما لنيل التصفيق، بعدما أعادوا الشغف للكثير من الإيطاليين، أعادوا ثقة الناس بمنتخبهم، الجمهور الذي عاد من جديد يشاهد إيطاليا كما يحبها، إيطاليا الرائعة…