ضربت إنكلترا موعداً نارياً مع منتخب فرنسا حامل اللقب بربع نهائي كأس العالم فيفا قطر 2022. صراع تاريخي بين إنكلترا وفرنسا منذ قرون وعصور على المستوى السياسي والاقتصادي والاستعماري، تجلى في الحرب "الإنجلو – فرنسية" (1778-1783)، للنفوذ في أميركا الشمالية وأوروبا والهند وجزر الهند الغربية.
ما قاله الزعيم والرئيس الفرنسي شارل ديغول عام 1962، بأن العدو الأول لنا ليس ألمانيا بل إنكلترا، يوضح حدّة الصراع بينهما.
رفاق هاري كين قائد المنتخب الإنكليزي، أكملوا المسيرة الناجحة بآخر 3 بطولات كبرى، بالتأهل لمراحل متقدمة، رابع كأس عالم 2018، ثالث دوري الأمم الأوروبية 2019، وصيف أمم أوروبا 2020.
سجل الهجوم الإنكليزي 12هدفاً حتى الآن بـ4 مباريات معادلاً رقمه بكأس العالم 2018، بـ12 هدفاً، لكن في 7 مباريات، حيث استهل منتخب الأسود الثلاثة مشواره بنسخة قطر، بدور المجموعات بفوز 6-2 أمام إيران، ثم التعادل أمام الولايات المتحدة الأميركية بدون أهداف، والانتصار على الشقيق ويلز 3-0، ثم أمام السنغال "أسود التيرانغا" بثمن النهائي (بدون هزيمة أمام المنتخبات الأفريقية بواقع 21 مباراة: 15 انتصاراً و6 تعادلات، وبكأس العالم 8 مباريات: 5 فوز و3 تعادلات).
بسلاسة وأداء مميز وتألق وتعاون وتفاهم كبير، أسفرت المحاولات، وبخاصة المرتدات السريعة عن 3 أهداف ملعوبة بتنظيم وتجانس وتفاهم لفكر وأسلوب لعب المدير الفني غاريث ساوثغيت، الذي تعرّض لانتقادات كثيرة على الأداء والتشكيل أمام المنتخب الأميركي، لكن الأسود الثلاثة أجادوا أمام السنغال بتشكيل انتُقد كثيراً، وحامت الشبهات على بعض الاختيارات.
منها كانت مشاركة هندرسون بالوسط على حساب ماسون ماونت، لرؤية خاصة للمدرب، ومنها شخصيته القيادية (مقولة شهيرة للمدرب الأسطورة بوب بيزلي مدرب ليفربول 1974-1983، تحتاج لشخص يحمل البيانو ليعزف العازفون، وهو ما ينطبق على هندرسون بالملعب وسط زملائه).
نذكر أيضاً وأيضاً تفضيل ساكا على راشفورد، رغم تألقه وتسجيله هدفين أمام ويلز، وأيضاً مشاركة فيل فودين صانع هدفين بالمباراة في غياب رحيم سترلينيغ (لظروف سفره الطارئ إثر سرقة منزلة وحالة أسرته وأطفاله النفسية)، تألق اختيارات المدير الفني تجلت في هندرسون، حيث سجل لأول مرة مع المنتخب بكأس العالم (في ثالث مشاركة له بالنهائيات 2022 وقبلها في 2018 و2014)، حيث سجل الهدف الأول باللقاء بتحرك وتمركز مميز.
لعب هاري كين دوراً مهماً بقيادة زملائه وحسن تحركه وبتسجيله الهدف الـ11 بالنهائيات، ليتفوق على غاري لينيكر الهداف التاريخي السابق لإنكلترا بكأس العالم، استمرار تألق بيلينغهام ورايس بالوسط وخاصة بيلينغهام (19 عاماً)، لاعب الوسط المتكامل فنياً ومهارياً وتكتيكياً.
إنكلترا مهد كرة القدم التي سنت قوانين وأبجديات كرة القدم تتأهل للمرة العاشرة لربع النهائي، والثانية توالياً خلال 16 مشاركة، توجت بلقب وحيد عام 1966، وحلت رابعة 1990 و2018.
ستخوض إنكلترا مواجهة صعبة في رحلة السعي للتتويج بلقاء حامل اللقب منتخب فرنسا، الذي تخطى بولندا بأداء مميز ونتيجة 3-1، وتصدر نجمه كيليان مبابي العناوين الرئيسية كأبرز لاعب في البطولة، بتسجيله هدفين رافعاً رصيده لـ5 أهداف متصدراً هدافي البطولة، وأيضاً بإنجاز أكثر لاعب فرنسي يسجل ببطولة واحدة 5 أهداف، منذ فونتين 13 هدفاً عام 1958.
منتخب فرنسا بقيادة ديدييه ديشان بنجومه مبابي وغريزمان وديمبيلي وجيرو (الهداف التاريخي لفرنسا بـ52 هدفاً، متخطياً تيري هنري 51 هدفاً)، بقوة هجومية وفعالة، فرنسا التي وصلت آخر 3 بطولات كأس عالم لربع النهائي والمرة الرابعة آخر 5 بطولات لربع النهائي.
ملعب البيت يوم السبت 10 ديسمبر، سيكون مسرحاً لنهائي مبكر لاستمرار منتخب الديوك بالبطولة للحفاظ على اللقب أم لتتويج إنكلترا بلقب غائب منذ الفوز عام 1966 باللقب الوحيد؟
التقت إنكلترا وفرنسا في 31 لقاءً، حقق الأسود الثلاثة 17 فوزاً و9 للديوك، فيما كان التعادل سيد الموقف في 5 مناسبات، وعلى مستوى كأس العالم يعد اللقاء الثالث، ولأول مرة بالأدوار الإقصائية بعد لقاءين بالمجموعات بتفوق 2-0 لإنكلترا عام 1966 و3-1 للإنكليز أيضاً في 1982، هو لقاء بمفردات سياسية واقتصادية، وبالفعل ستحسم كروياً ورياضياً، الفائز سيكون مرشحاً بجدارة لنيل اللقب من عاصمة الرياضة العالمية الدوحة.