إنتر وبرشلونة في "جوسيبي مياتزا".. قمة العبور إلى نهائي المجد الأوروبي

يحتضن ملعب جوسيبي مياتزا في ميلانو قمة إنتر ميلانو الإيطالي وبرشلونة الإسباني عند الساعة العاشرة مساء بتوقيت القدس المحتلة في مباراة ستحظى باهتمام جماهيري كبير في العالم، اليوم الثلاثاء، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. 

فبعد نهاية جولة الذهاب منذ أسبوع متعادلة (3ـ3)، فإن فرص إنتر ميلان وبرشلونة قائمة للتأهل، حيث قدّم كل منهما في اللقاء الأول مستويات تجعل الجماهير تثق في قدرة فريقها على التأهل، ذلك أن وجود الفريق الإيطالي بين جماهيره لا يعني أنه يملك أفضلية في حسابات التأهل، كما أن التعادل ذهاباً لا يخدم أياً من الفريقين منذ إلغاء قاعدة الهدف خارج القواعد، ولهذا فإن الغموض يُسيطر على المباراة، في رحلة كل فريق من أجل الوصول إلى النهائي. وبعد العرض القوي ذهاباً، فإن كل مدرب سيحاول أن يضع الخطط المناسبة من أجل تدارك أخطاء الذهاب وتحقيق التأهل، الذي سيكون إنجازاً مهماً في مسيرة كل فريق بالنظر إلى المصاعب التي واجهتهما في المباريات السابقة في النسخة التاريخية من دوري أبطال أوروبا.

وكان الفريق الإيطالي قد بلغ النهائي عام 2023 عندما خسر المباراة الختاميّة أمام مانشستر سيتي الإنكليزي (1ـ0)، ولكن مشواره في تلك النسخة كان أسهل نسبياً من هذه البطولة، حيث واجه في ربع النهائي بايرن ميونخ الألماني وفي نصف النهائي برشلونة في أفضل حالات الفريق الإسباني. ويُعاني الفريق الإيطالي من تراجع نتائجه في المباريات السابقة، حيث حقق انتصاراً وحيداً في آخر خمس مباريات في كل المسابقات، كما أن صفوفه تعاني من كثرة الإصابات، وخاصة قائد الفريق لاوتارو مارتينيز، الذي أصيب في نهاية الشوط الأول في لقاء الذهاب ولا يبدو قادراً على اللعب أساسياً، وغيابه سيورط المدرب سيموني إنزاغي الذي يعتمد عليه باستمرار، وقد لعب الأرجنتيني دوراً كبيراً في تأهل الفريق إلى المربع الذهبي، حيث سجل في مرمى بايرن ميونخ ذهاباً وإياباً.

كما أن إنتر فقد الكثير من ثوابته الدفاعيّة التي كانت تُعتبر نقطة قوة الفريق الأساسية ولم يعد من الصعب على منافسيه الوصول إلى شباكه باستمرار مع تعدد الإصابات التي حرمت الفريق من خدمات الكثير من اللاعبين، كما أن إصرار المدرب إنزاغي على الاعتماد على رسم تكتيكي واحد في كل المباريات جعل فريقه كتاباً مفتوحاً أمام كل الفرق الأخرى، وهو ما يفسر عجز فريقه عن حصد الانتصارات. وقال إنزاغي بعد جولة الذهاب في تصريحات نقلها موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: " برشلونة يعرف أنه سيواجه فريقاً كبيراً، هو إنتر ميلانو، جماهيرنا تعلم أننا بذلنا قصارى جهدنا في اللحظات الصعبة ونعلم أن يوم الثلاثاء سيكون اللقاء أشبه بالنهائي".

في الجهة المقابلة، فإن نادي برشلونة يُطارد التتويج بثلاثة ألقاب هذا الموسم، وقد حصد كأس إسبانيا منذ أيام قليلة، ويُعتبر إنتر ميلانو العقبة الأخيرة أمام الفريق للوصول إلى النهائي، ذلك أن برشلونة لم يواجه صعوبات كبيرة أمام جماهيره مثل تلك التي وجدها أمام الفريق الإيطالي ذهاباً، ولهذا السبب قام المدرب هانسي فليك في آخر لقاء من الدوري الإسباني بإراحة أهم العناصر في الفريق تحسباً لمباراة الليلة ليكون الفريق في قمة الجهوزية البدنية خوفاً من ردّ فعل الفريق الإيطالي، الذي يتألق على ميدانه.

وقد أظهر برشلونة منذ بداية الموسم قدرة عالية على التعامل مع مختلف المباريات خارج ميدانه وسبق له التألق في العديد من المناسبات، وبالتالي فإن وجوده بعيدا عن إسبانيا لا يحد من فرصه في الانتصار والعودة بورقة التأهل من ميلانو، وسيعتمد الفريق مرّة أخرى على قوة هجومه الذي يصنع الفارق في كل المباريات وخاصة لامين يامال، الذي تنتظر الجماهير أن يُعيد تألقه ذهاباً ويقود الفريق إلى حصد انتصار يؤكد من خلاله عودته القوية أوروبياً، بما أن فريق برشلونة لم يتأهل إلى المباراة الختامية منذ عام 2015، كما أن حصاد برشلونة في مباريات الإياب بعيداً عن ميدانه كان ضعيفاً حيث انتصر مرّتين في 11 مناسبة، وفق إحصائيات موقع الاتحاد الأوروبي. وقال هانسي فليك عن مواجهة الفريق الإيطالي: "أعتقد أنها تستحق وصف النهائي قبل النهائي، إنتر لا يمكنه فقط الدفاع، بل يجب عليه أيضاً محاولة التسجيل، نلعب بأسلوبٍ واضح وثقةٍ عالية، ونعرف قدراتنا. لدينا 90 دقيقةً، وآمل أن تكون كافيةً للوصول إلى النهائي. هذا هو هدفنا، وسنقاتل لتحقيقه".

ولا يتوقع أن يكون لقاء الإياب مختلفاً عن المواجهة الأولى، حيث سنشاهد هجوم برشلونة في مواجهة دفاع الفريق الإيطالي منذ البداية، لأن النادي الكتالوني لا يغير طريقة لعبه إلا نادراً، وهو ما يجعله المرشح الأول للتأهل، وخاصة أن أرقام المواجهات المباشرة تؤكد ذلك، حيث انتصر في ست مناسبات مقابل انتصارين للفريق الإيطالي وخمسة تعادلات، ورغم أن إنتر يحتفظ بذكريات مميزة عن آخر لقاء جمعه ببرشلونة في نصف النهائي لنسخة عام 2010، التي توج بها الفريق الإيطالي، إلا أن الوضع سيكون مختلفاً بعد التراجع الكبير الذي شهده مستوى الفريق في المباريات الأخيرة، إذ إن الفريق لا يملك رصيداً بشرياً يُساعده على التألق في مختلف المسابقات، بدليل خسارته في نصف نهائي كأس إيطاليا أمام جاره ميلان بنتيجة (3ـ0).

كرة عالمية

التحديثات الحية

إنزاغي يكشف خطة إيقاف يامال وفليك قد يستغل الوضع لضرب الإنتر

وسيدير الحكم البولندي شيمون مارسينياك مباراة القمة، وهو أحد أفضل الحكام في العالم خلال السنوات الأخيرة، وقاد العديد من المباريات القوية، منها نهائي كأس العالم 2022، وكذلك مباراة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في إياب ثمن النهائي، وأدار نهائي 2023 الذي شهد خسارة إنتر ميلانو. وبدأ مارسينياك مسيرته التحكيمية بعمر 21 سنة حكماً لمباريات الهواة، قبل أن يتحول إلى الاحتراف في عام 2006. وفي 2009، حصل على شارة التحكيم في دوري الدرجة الأولى البولندي، ثم جرى اعتماده حكماً دولياً في 2011. ومنذ عام 2014، أصبح مارسينياك أحد حكام مختلف البطولات الأوروبية للأندية.