إرلينغ هالاند... أسباب صعوبة قيادة دورتموند للألقاب

إرلينغ هالاند... أسباب صعوبة قيادة دورتموند للألقاب

19 اغسطس 2021
هالاند هداف فريق بوروسيا دورتموند (Getty)
+ الخط -

يُعتبر المهاجم النرويجي، إرلينغ هالاند، من أبرز الهدافين الشباب حالياً، لكن ورغم قدرته التهديفية العالية مع فريق بوروسيا دورتموند، إلا أنه لم يصل بعد إلى درجة القائد الذي يمكنه قيادة الفريق لتحقيق الألقاب مثل ليفاندوفسكي مثلاً في ألمانيا، فما هي الأسباب التي من الممكن أن تؤثر عليه ولا تجعله يصل إلى مراده.

وبالأمس خسر هالاند مرة جديدة مع دورتموند لقب "السوبر" الألماني بعد السقوط أمام بايرن ميونخ، ولم يظهر بالمستوى اللافت ولم يُسجل أي هدف خلال 90 دقيقة، ما جعل المهاجم النرويجي يواجه نفس مصير الموسم الماضي، وهو الخروج بدون أي لقب من جميع المنافسات والبطولات المحلية والأوروبية.

قلة الخبرة وصغر السن

يواجه اللاعب الشاب صعوبات كثيرة في بداية مسيرته الكروية مع أي فريق يلعب معه، ونفس الأمر ينطبق على المهاجم النرويجي، إرلينغ هالاند، الذي يُعاني من أجل تحقيق الألقاب رغم أنه يُقدم مستوى خارقا على أرض الملعب ويُسجل الأهداف مع بوروسيا دورتموند.

ومن الممكن أن تكون إحدى المشاكل التي تُصعب مهمة تحقيق هالاند للألقاب هي قلة الخبرة وصغر السن، إذ إنه في عمر الـ 21 سنة لن يكون القائد الأول الذي يمكنه قيادة الفريق لتحقيق الألقاب، ويُضاف إلى ذلك أن قلة خبرة هالاند في الملاعب حتى الآن لا تُساعده في رفع الكؤوس.

ورغم أن هالاند سجل الكثير من الأهداف وأرقامه خارقة مقارنة بعمره حالياً، إلا أن هالاند لم يصل إلى المستوى الذي يقود من خلاله دورتموند للسيطرة في ألمانيا مثلاً، أو الظهور الكبير في دوري أبطال أوروبا والوصول إلى مراحل بعيدة تجعله يتطور كثيراً لتحقيق الألقاب في المستقبل.

وبسبب صغر سن هالاند فإن الخبرة التي يملكها مقارنةً بنجوم كبيرة مثل ليفاندوفسكي مثلاً في "البوندسليغا" لا تُساعده على الوصول إلى منصات التتويج، وحتى أن عمره لا يجعله قادراً على أن يكون القائد الأول لدورتموند على أرض الملعب، وبالتالي هو يحتاج لبعض الوقت لكي يصل إلى المستوى المطلوب.

كما أن مسيرة هالاند حتى الآن أظهرت الكثير على صعيد قدراته التهديفية الخارقة، إذ إن أرقامه تتحدث عنه وتؤكد أن المهاجم النرويجي "الهداف" سيكون له مستقبل كبير في عالم كرة القدم، فهو يحتاج لبعض الوقت ومباريات أكثر لكسب خبرة تُساعده في كل ما ذُكر أعلاه، فهل يصل إلى أهدافه قبل الوصول إلى سن الـ 25 سنة ويسير على خطى النجوم الكبار مثل رونالدو وميسي وليفاندوفسكي وغيرهم.

دورتموند ليس فريقا مُنافسا؟

يحتاج اللاعبون الشباب وخصوصاً الذين يقدمون مستوى لافتا لمجموعة ممزوجة بين عنصري الشباب والخبرة لكي يظهروا أمام الجماهير بأفضل صورة ممكنة، لكن عندما لا تتوفر المجموعة القوية، لا يمكن للشباب أن يحصدوا الألقاب أو يقودوا الفريق للصعود إلى منصات التتويج.

في دورتموند مثلاً، هالاند يلعب ضمن مجموعة أسماء متواضعة وعادية لا يُمكنها المنافسة على الألقاب لا محلياً ولا أوروبياً، ففي الفريق هناك نجم واحد هو ماركو رويس، بينما سائر اللاعبين من المستوى المتوسط ولا يُمكنهم توفير القوة المطلوبة لهالاند من أجل المنافسة.

وهذا الأمر يظهر بشكل خاص عندما يواجه دورتموند منافسه بايرن ميونخ محلياً، إذ أن دورتموند غير قادر على كسر هيمنة النادي "البافاري" المُستمرة منذ سنوات طويلة، وحتى مع مهاجم "هداف" مثل هالاند، لم ينجح الفريق "الأصفر" في التفوق والإطاحة بالنادي "البافاري".

وهو الأمر الذي يطرح السؤال التالي: "هل يمكن لدورتموند أن يُنافس على الألقاب مع هالاند فقط؟"، الجواب حتى الآن منذ وصول المهاجم النرويجي، هو لا، ويبدو أنه من الصعب الوصول إلى هذا الهدف، لأن يدا واحدة لا تُصفق على أرض الملعب.

ولطالما كانت المجموعة القوية أرضا خصبة لكل النجوم الشابة من أجل الظهور اللافت والاندماج والمساهمة لتحقيق الألقاب، وهو الأمر الذي يبدو أنه غير متوفر في بوروسيا دورتموند حالياً، ولن يكون متوفرا خلال الموسمين القادمين، لأن على إدارة النادي التعاقد مع لاعبين جُدد في محاولة لتحسين الأمور، وهذه العملية تحتاج لأموال كثيرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

هل يحتاج لتجربة جديدة مع فريق أكبر؟

يُعتبر المهاجم النرويجي، إرلينغ هالاند، من أبرز المواهب الشابة المطلوبة لدى عدة أندية أوروبية، وفي وقت حاولت عدة أندية التعاقد معه دون نجاح، وعليه هل يحتاج هالاند لتجربة جديدة مع فريق أكبر من أجل الوصول إلى القمة وتحقيق الألقاب؟

وكانت الصحف الرياضية العالمية وخصوصاً البريطانية تحدثت مؤخراً عن اهتمام كبير من فريق ليفربول الإنكليزي للتعاقد مع هالاند، والذي لو ذهب إلى "البريميرليغ" من الممكن أن يظهر أكثر ويقود فريق "الريدز" لتحقيق الألقاب المحلية والأوروبية.

في المقابل فإن اهتمام ريال مدريد الإسباني بهالاند أيضاً، ربما يجعله يظهر بمستوى أفضل ويُمكنه اللعب في مجموعة أقوى من التي يلعب معها في دورتموند، وبالتالي يُمكنه أن يصعد إلى منصات التتويج التي يستحقها، نظراً لما قدمه في الملاعب الأوروبية خلال الموسمين الأخيرين، خصوصاً على صعيد صناعة وتسجيل الأهداف.

وبالتأكيد فإن مشاركة إرلينغ هالاند مع فريق أكبر ومجموعة لاعبين أفضل من التي في دورتموند، ستجعله يصل إلى المستوى الذي يريده وتحقيق الألقاب والكؤوس، ويبقى القرار عند هالاند الذي سيكون لاعبا حُرا في صيف عام 2022، وعندها يُمكن لأي فريق التعاقد معه ومنحه فرصة التغيير في مسيرته الكروية.

المساهمون