بعد خيبة مرسيليا... أوناحي شبح "لاروخا" في المونديال يبدأ فصلاً جديداً في الليغا
استمع إلى الملخص
- بدأ أوناحي مسيرته في نادي الرجاء الرياضي وانتقل إلى أكاديمية محمد السادس، ثم خاض تجارب احترافية في أوروبا مع ستراسبورغ وأفرانش، وتألق مع أنجيه، مما جعله محط اهتمام المنتخب المغربي.
- دولياً، انضم أوناحي للمنتخب المغربي في 2021 وتألق في مونديال قطر 2022، ويسعى للتألق في الدوري الإسباني والاستعداد لكأس أمم أفريقيا وكأس العالم 2026.
أعلن نادي جيرونا الإسباني، أمس الجمعة، تعاقده مع النجم المغربي، عز الدين أوناحي (25 عاماً)، قادماً من أولمبيك مرسيليا الفرنسي، بعقد يمتد لخمس سنوات مقابل ستة ملايين يورو، ليبدأ اللاعب فصلاً جديداً في مسيرته، بعد فترة شاقة قضاها في "فيلودروم"، بعدما انضم إلى الفريق الجنوبي في يناير/ كانون الثاني 2023 قادماً من أنجيه، وسط توقعات كبيرة، عقب تألقه اللافت في كأس العالم بقطر 2022، حين تحوّل إلى شبح "لاروخا"، غير أن الإصابات المتلاحقة وتذبذب مشاركته حالا دون تحقيق ما كان يصبو إليه، مكتفياً بخوض نحو أربعين مباراة فقط، قبل أن يخوض تجربة إعارة الموسم الماضي مع باناثينايكوس اليوناني.
ووُلد عز الدين أوناحي يوم 19 إبريل/ نيسان 2000 في مدينة الدار البيضاء، إذ بدأ ممارسة كرة القدم في صفوف نادي الرجاء الرياضي، قبل أن تفتح موهبته اللافتة أمامه أبواب أكاديمية محمد السادس عام 2015، وهناك صقل مهاراته على مدار ثلاث سنوات، وفي سن السابعة عشرة خاض أولى خطواته الاحترافية في أوروبا بالانتقال إلى ستراسبورغ الفرنسي، ولكن تلك التجربة لم تكن موفقة، إذ لم يحظَ بفرصة اللعب مع الفريق الأول، ليقتصر ظهوره على فرق الشباب دون أن يحقق القفزة التي كان يطمح إليها.
وبعد إخفاق تجربته مع ستراسبورغ، وجد أوناحي فرصة لإعادة إطلاق مسيرته، حين التحق بنادي أفرانش المنافس ضمن دوري الدرجة الثالثة الفرنسية في صيف 2020، وهناك طوّر أداءه بشكل ملحوظ، ما لفت انتباه نادي أنجيه، الذي تعاقد معه في يوليو/ تموز 2021 بعقد يمتد لأربع سنوات، ليتألق اللاعب المغربي بفضل مهاراته الفنية الكبيرة ولياقته العالية، ليصبح من أبرز عناصر الفريق، ومن بوابة هذا النادي وجد أوناحي نفسه في دائرة اهتمام المنتخب المغربي، فقد كان على موعد مع النقلة الكبرى في مسيرته عبر مونديال قطر 2022.
وكان انضمام أوناحي إلى أولمبيك مرسيليا بمثابة حلم تحقق، ولكن مسيرته هناك لم تسر كما كان يأمل، فقد عانى إصابة قوية في أثناء مشاركته مع المنتخب المغربي، عطلت انطلاقته في صفوف الفريق الجنوبي. ورغم بدايته الواعدة، فإن مستواه تراجع تدريجياً وفقد مكانه الأساسي، خصوصاً بعد خلافه مع المدرب الإسباني، مارسيلينو غارسيا تورال، ثم جاء الإيطالي جينارو غاتوزو ليمنحه فرصة جديدة عاد معها أساسياً، لكن سرعان ما فقد مكانه مرة أخرى مع توالي التغييرات الفنية.
ومع مجيء المدرب الإيطالي روبيرتو دي زيربي إلى مرسيليا، أصبح وضع أوناحي أكثر تعقيداً، إذ أبعده تماماً عن حساباته، ليجد "أسد الأطلس" نفسه أمام خيار الرحيل. وفي الموسم الماضي، انتقل على سبيل الإعارة إلى باناثينايكوس اليوناني مع خيار الشراء، ورغم تقديمه مستويات جيدة في الدوري اليوناني، فإن النادي لم يُفعّل بند الشراء، ليعود مجدداً إلى مرسيليا، غير أن العودة لم تطل، إذ سارع صاحب الـ25 عاماً إلى البحث عن فرصة جديدة، ليجد ضالته في عرض جيرونا الإسباني.
وأما على الصعيد الدولي، فقد ارتدى أوناحي قميص المنتخب المغربي لأقل من 20 عاماً في يوليو 2018، قبل أن يستدعيه المدرب البوسني، وحيد حاليلوزيتش، للمنتخب الأول في ديسمبر/ كانون الأول 2021، وكانت أول مباراة رسمية له مع "أسود الأطلس" أمام منتخب غانا في نهائيات كأس أمم أفريقيا، التي أقيمت في الكاميرون 2022، ومنذ ذلك الحين، أصبح لاعباً أساسياً في تشكيلة بلاده، مقدماً أداءً ثابتاً ولافتاً بفضل حيويته في وسط الملعب.
وبلغ أوناحي قمة مجده الكروي خلال مونديال قطر 2022، إذ خطف الأنظار برفقة حكيم زياش وسفيان أمرابط وياسين بونو، تحت قيادة المدرب وليد الركراكي، وساهم بشكل بارز في إنجاز المنتخب المغربي التاريخي باحتلال المركز الرابع، وهو ما جعل اسمه يتردد على ألسنة أبرز المدربين العالميين، وفي مقدمتهم المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي أشاد به، قائلاً: "إنه لاعب يتحرك كالنحلة، أربك حساباتنا تماماً، ولا أعرف أين يلعب هذا الموهوب".
ومع انضمامه إلى نادي جيرونا، يجد أوناحي نفسه أمام فصل جديد من مسيرته، إذ يتعين عليه التأقلم سريعاً مع أسلوب الدوري الإسباني، فاللاعب المغربي يدرك أن نجاحه في "الليغا" سيفتح أمامه أبواب العودة إلى بريق مونديال قطر، خصوصاً مع اقتراب موعد بطولة كأس أمم أفريقيا، التي تستضيفها المغرب في الفترة الممتدة بين 21 ديسمبر/ كانون الأول و18 يناير/ كانون الثاني المقبلين، ويطمح إلى أن يكون في قمة جاهزيته لنهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، حيث يسعى برفقة أسود الأطلس لمواصلة كتابة التاريخ.