أهمية الفحص الطبي وصفقات الميركاتو: بين الاختبارات والفشل النادر

أهمية الفحص الطبي وصفقات الميركاتو: بين الاختبارات والفشل النادر

29 يونيو 2022
ساديو ماني خلال إجراء الفحص الطبي قبل توقيع العقد مع بايرن ميونخ الألماني (Getty)
+ الخط -

في كل مرة يقترب فريق كرة قدم من التعاقد مع لاعب جديد في سوق الانتقالات، يذكر النادي أن اللاعب سيُجري الفحص الطبي أولاً ومن ثم سيُوقع العقد رسمياً وفقاً للشروط المُتفق عليها سابقاً، وفي هذه المرحلة ممكن أن تتغير أمور كثيرة، من إمكانية إدخال تعديلات على الشروط المُتفق عليها إلى إمكانية إنهاء الصفقة بسبب وجود مشاكل صحية أو فنية يذكرها الجهاز الطبي المُشرف في تقريره النهائي.

المرحلة الأولى لتقييم اللاعب صحياً وفنياً

يُعتبر الفحص الطبي بمثابة المرحلة الأولى لتقييم اللاعب صحياً وفنياً، وأول اختبار يتعلق بالقلب والصحة العامة، إذ إن الجهاز الطبي يُجري فحصاً شاملاً للقلب، وفحوصات دم عامة، بالإضافة لفحص بول يرصد حالة البروتين أو الكيتونات التي تُشير إلى وجود مشاكل صحية وتحديداً مرض السكري.

بعد ذلك يُجري الطبيب فحص استقرار العضلات والعظام، وهنا يكشف الفحص إن كانت هناك نقاط ضعف في العظم أو سلسلة الظهر، التي عادةً تنتج عنها عدة مشاكل عضلية على مستوى الورك والأقدام. كما ويكشف الطبيب من خلال هذا الفحص إن كانت هناك أي مشاكل في العضلات من خلال إجراء اختبارات في الركض نحو الأمام والقفز والضغط.

ومن خلال هذه الاختبارات للجهوزية البدنية، يعرف الجهاز الطبي المُشرف إن كانت لدى اللاعب إصابات ممكن أن تؤثر على موسمه مع فريقه الجديد أو إصابات قديمة ممكن أن تعود مجدداً. كما ويُجري الجهاز الطبي في مركز الفحص، "سكان" لكامل الجسد للكشف على العضلات وعملها والتأكد من أن كل شيء يسير بشكل طبيعي.

بعد ذلك، هناك دراسة لمعدل الدهون والشحوم في الجسد، والمعدل الطبيعي الذي يجب أن يُظهره الفحص في لاعب كرة القدم هو حوالي 10%. بينما أحد الاختبارات في الفحص الطبي هو الركض السريع، من خلال الجري بسرعة لمدة 20 متراً، وذلك بهدف التأكد من قدرة اللاعب البدنية على المنافسة وخوض التدريبات والمباريات دون جهد كبير يؤثر على مستواه الفني.

التأثير على شروط العقد

يشرح رئيس الجهاز الطبي في فريق كريستال بالاس الإنكليزي، زاف إقبال، عن تأثير الفحص الطبي على العقد وشروطه لأي لاعب جديد يريد الانضمام إلى فريق كرة قدم، وذلك في دراسة خاصة نشرها عبر حسابه الرسمي في موقع تويتر. فبالنسبة لإقبال، فإن الفحص الطبي ونتائجه ربما تؤثر على شروط العقد، حتى لو كان هناك اتفاق سابق بين الطرفين قبل إجراء الفحص الطبي الرسمي.

فمثلاً الجهاز الطبي وبعد إجراء كل الاختبارات الخاصة بالفحص، يُسلم تقريره لإدارة الفريق من أجل اتخاذ القرار النهائي في الصفقة وتوقيع العقد رسمياً، لكن المُثير أنه في حال ذكر الطبيب المُشرف وجود بعض المشاكل الصحية أو البدنية التي ربما تؤثر على مستواه عندما يلعب، أو حتى إصابات قديمة ممكن أن تعود إليه وتجعل الصفقة مؤذية للنادي، فمن الممكن أن يعزف الفريق عن توقيع العقد وتنتهي الصفقة في النهاية.

في المقابل، من الممكن أن يلجأ الطرفان لتعديلات في العقد المُتفق عليه سابقاً وشروطه، إذ إن الفريق ربما يرى من خلال التقرير الطبي أن اللاعب لا يستحق الراتب المُتفق عليه مثلاً، أو الحوافز المالية خلال الموسم، أو حتى قيمة الصفقة التي ستُدفع للفريق الذي كان يلعب معه اللاعب قبل الانتقال إلى الفريق الجديد. وهنا من الممكن ألا يتفق اللاعب والإدارة على التعديلات، وعندها سيُعلن الفريق عن انهيار الصفقة نهائياً.

فشل الفحص الطبي يتعلق بحالة واحدة نادرة فقط

تكشف الدراسة الخاصة من الطبيب، زاف إقبال، أنه لا يوجد مصطلح فشل اللاعب في الفحص الطبي سوى في حالة واحدة نادرة، وهي أن يُعاني اللاعب من مشاكل على مستوى القلب أو مرض خطير نادر، من شأنه أن يؤثر سلباً على قدرة اللاعب في ممارسة كرة القدم مع الفريق وفي المستقبل.

ففي حال اكتشف الجهاز الطبي المُشرف على الفحص أن اللاعب يُعاني من مشكلة في عضلات القلب ولا يُمكن إصلاحها أو مشاكل صحية خطيرة، يذكر في تقريره النهائي فشل الفحص الطبي ويوصي إدارة النادي بدراسة قرار التعاقد لأنه من الممكن ألا يستفيد من اللاعب ويدفع أموالاً في الهواء دون مقابل فني مطلوب.

وفي هذا الإطار، هناك الكثير من المغالطات التي تتحدث عنها وسائل الإعلام والصحف الرياضية العالمية، التي أحياناً تنشر أخباراً تحت عنوان فشل اتفاق فريق مُعين مع لاعب كرة قدم بسبب الفشل في الفحص الطبي، وهذا المصطلح خاطئ لأن فشل الفحص الطبي يعني وجود مشاكل في القلب أو مشاكل صحية خطيرة لا تسمح للاعب بأن يلعب كرة القدم بشكل طبيعي.

ووفقاً لإقبال ودراسته، فإن الطبيب مهمته الأولى تحديد حالة اللاعب الفنية والبدنية والصحية وتقديم تقرير مُفصل للإدارة قبل توقيع العقد رسمياً، وفي حال كان التقرير خالياً من أي مشكلة، تسير الصفقة دون أي تعقيدات، ولكن في حال ذكر الطبيب وجود بعض المشاكل التي لا تُصنف في خانة الخطيرة، فإن الإدارة تُراجع العرض المُقدم وشروط العقد المُتفق عليها، ومن الممكن أن تفرض تعديلات جديدة لتتوافق مع نتائج الفحص الطبي النهائية.

المساهمون