أغويرو على خطى ليفاندوفيسكي..العبرة بتسجيل الهدف أم صناعته؟

04 أكتوبر 2015
+ الخط -
السفاح البولندي هو النسخة الأفضل والأكمل للمهاجم الكلاسيكي، مهاجم هداف، رقم 9 حقيقي، وفي نفس الوقت متحرك ويجيد اللعب بين المدافعين. يقول عنه كارل هاينز ريدل، هداف دورتموند التاريخي، إن ليفاندوفيسكي نموذج للمهاجم، الذي يملك قوة مهارة تقنية تجعله قادراً على اللعب بمفرده في خط الهجوم.


الكلاسيكي
أطلق نوري شاهين، زميله السابق في بروسيا، على ليفا لقب The Body، نظرا لقوته الجسمانية التي تساعده على مزاحمة المدافعين والحصول على الكرة، بالإضافة إلى كونه محطة لاستلام الكرة وتسليمها، بينما ريبري، زميله الحالي في بايرن، يؤكد أن ليفاندو مهاجم من الصعب تعويضه.

محطة مهمة أمام خط الوسط، يتحرك ولا يقف في منطقة الجزاء، يجيد اللعب في الفراغات بين الظهير وقلب الدفاع، مع قدرته على الاحتكاك مع لاعبي الخصم بدنيّاً. إنه الـ Target man مع إمكانية اللعب على الأرض، ويعتبر نموذجاً هجوميّاً افتقدناه كثيراً في الأندية الكبيرة بالماضي، خصوصاً مع قدرته على الحسم داخل الصندوق، كذلك يستطيع اللعب بظهره بعيداً عن المرمى. لذلك يحتفظ بالكرات تحت ضغط، ويعرف كيف ومتى وأين يمررها إلى رفاقه في الوقت المناسب.

النجاعة
في مباراة فولفسبورغ الشهيرة، حقق روبرتو ليفاندوفيسكي المستحيل بحذافيره، بعد أن سجل خمسة أهداف في تسع دقائق، مع ثلاث تمريرات صحيحة، سبع تسديدات على المرمى، تسديدة في العارضة، وتسديدة تصدى لها الحارس، ليثبت بوضوح أنه المهاجم الأكثر نجاعة فيما يخص التهديف أمام المرمى.

سجل البولندي 10 أهداف في 6 مباريات بالوندسليغا. الغريب أن هذه الأهداف جاءت من خلال 14 تسديدة فقط على المرمى، بالتالي يقدم ليفاندوفيسكي نفسه كهدية ثمينة تجاه أفكار مدربه، غوارديولا، الرجل الذي يعشق الكرة الجذابة، ويعتمد دائما على التمركز الذكي والتمرير الإيجابي، لذلك يراهن الفيلسوف على أسماء مهارية خلف مهاجمه، تياجو ألكانترا، في العمق، ودوغلاس كوستا على الأطراف، مع لاعب مساند بقيمة توماس موللر.

سدد يا ليفا. كلما أتتكَ الكرة، يجب أن تسدد فقط على المرمى، هذه باختصار هي استراتيجية غوارديولا الجديدة. التحكم الكلي في مجريات اللعب، مع السيطرة التامة على المباريات، وترك عامل الحسم لمهاجمه الأوحد، روبرتو ليفاندوفيسكي الذي يعرف طريق الشباك جيداً حتى هذه اللحظة!

المتحرك
سجل أغويرو في المقابل خمسة أهداف أمام نيوكاسل في البريمييرليغ. الأرجنتيني لا يشبه البولندي فنياً. فالكون أغويرو يعتبر مهاجماً متحركاً أكثر منه كلاسيكيّاً، لا يلعب كثيراً داخل منطقة الجزاء، لكن حينما يدخلها فإنه يحفظ طريق المرمى، وبالتالي يستطيع سيرجيو شغل كافة مراكز الهجوم، من الجناح إلى قلب المركز 9 بالملعب.

يستطيع أغويرو اللعب بجوار مهاجم آخر، ونجح اللاعب في تكتيك المدرب بليغريني 4-4-2 خلال السنوات الماضية، بعد مشاركته مع دجيكو في ثنائية مميزة، البوسني يلعب في الأمام، وسيرجيو يتحرك خلفه ويصنع الرابط الإيجابي مع لاعبي المنتصف، لكنه ينجح أكثر عندما يكون هو المهاجم الرئيسي داخل الفريق.

لذلك من المتوقع أن تزيد نسبة أهداف أغويرو في التشكيلة الحالية، 4-2-3-1 بمهاجم واحد فقط، هو أغويرو، وتحته ثلاثة لاعبين من أصحاب المهارات، ستيرلينغ على اليسار، سيلفا على اليمين، والبلجيكي دي بروين في العمق، لأن هداف السيتي يتمركز باستمرار في الفراغات المتاحة، وتحركاته المستمرة تفتح مزيدا من زوايا التمرير أمام صناع اللعب من الخلف.

مختلف
"سيرجيو أغويرو لاعب مختلف بالنسبة لنا"، هكذا وصفه المدرب التشيلي، مانويل بليغريني، بعد الفوز على نيوكاسل. وبعيداً عن كلمات المديح من مديره الفني، فإن أغويرو بدأ الموسم بشكل سيىء، خصوصاً مع تسرعه أمام المرمى، وعدم تأقلمه مع الضغط الكبير الواقع على لاعبي السيتي بعد الخسائر الأخيرة المتتالية.

سجل الأرجنتيني هدفاً واحداً خلال 482 دقيقة، وأمام نيوكاسل، سجل 5 أهداف خلال 66 دقيقة بنسبة نجاعة تصل إلى 71 %، بعد تحقيقه الخماسية من خلال 7 تسديدات فقط على مرمى الخصم، لذلك يضع عشاق السيتي كامل تركيزهم على المهاجم الخبير، لأن استعادة أغويرو مستواه العالي أمر يعني فوراً أن الفريق الآخر في مدينة مانشستر على طريق البطولات مرة أخرى.

يلعب بليغريني بكوكبة من المهارات في الثلث الأخير، وبدون لاعب قادر على ترجمة الفرص إلى أهداف، لن يقدر البطل الأسبق للبطولة الإنجليزية على المواصلة في موسم يعتبر حاسماً ومحوريّاً بالنسبة لكافة أفراد الطاقم التقني والرياضي داخل ملعب الاتحاد.

اقرأ أيضاً..

بالفيديو..المصري "كهربا" يُحرج التونسي عبدالرزاق بـ"كوبري عالمي"

دلالات
المساهمون