أعظم القادة (2).. أباطرة الشخصية القوية

أعظم القادة (2).. أباطرة الشخصية القوية

02 ابريل 2021
باريزي أسطورة نادي ميلان وإيطاليا (كريستيان ليويغ/Getty)
+ الخط -

عالم كرة القدم قدّم لنا قادة فرقٍ من الطراز الرفيع، استطاعوا بفضل روحهم القتالية وثقتهم بأنفسهم قيادة فرقهم للمجد والألقاب.

في الجزء الأول تحدثنا عن بعض العظماء الذين حملوا الشارة، وهم الألماني الدولي السابق بكنباور، نجم بايرن ميونخ وقائده، إضافة لأسطورة نادي ميلان وإيطاليا باولو مالديني، والنجم السابق لنادي برشلونة وأياكس أمستردام وهولندا يوهان كرويف، إضافة لروي كين، واليوم نستعرض في الجزء الثاني أسماء أخرى في القائمة، على أن ننتقل إلى جزء ثالث في هذه السلسلة.

بوبي مور
ثمّن جيف هورست، صاحب الهدف الشهير في مرمى ألمانيا بنهائي كأس العالم 1966، قيمة بوبي مور كقائد في أرضية الملعب، إذ كان قادراً على فرض شخصيته دون الحاجة إلى الصراخ والغضب.

وقال هورست في هذا الصدد: "ستعلم أن بوبي لم يكن سعيدًا منك بمجرد لمحة؛ وكان الثناء منه نادرًا جدًا، وبحال حصل ذلك، تعلم أنك فعلت شيئًا ذا قيمة كبيرة. الهدوء ثم الهدوء والاتزان، هي أنواع الصفات التي يمكن أن تتخيلها في طريقة إدارة مور للأحداث وكذلك سلوكه حتى في أروع اللحظات، مثل نهائي كأس العالم في ويمبلي، ربما".

يعتبر مور أصغر قائد لمنتخب إنكلترا على الإطلاق، تسلّم شارة القيادة وهو في الثانية والعشرين من عمره، تعرّض لضغط كبير بشكلٍ كبير، خاصة أن منتخب إنكلترا كان يضمّ أسماء مميزة والتوقعات بحصده لقب المونديال كانت مرتفعة.

كانت قراءته لمجريات اللقاء وهجمات الخصم، بطريقة خاصة. وصفه الأسطورة بوبي تشارلتون بكلمتين "الكابتن الطبيعي"، بينما أكد بيليه أن أعظم خصم واجهه في مسيرته الكروية كان مور، تحديداً بعد هزيمة إنكلترا بهدف دون مقابل أمام البرازيل في عام 1970. كما تألق مور بروحه القيادية على مستوى الأندية، تحديداً مع ويستهام يونايتد، بعدما قاد المطارق للفوز بكأس الاتحاد الإنكليزي في عام 1964.

فرانكو باريزي
كان باريزي رجلاً ذا شخصية عظيمة. لقد تحدى الصعاب طوال حياته المهنية. رفضه إنتر ميلانو عندما كان صغيراً، وانضم إلى غريمه في المدينة ميلان بدلاً من ذلك. تعرّض للإصابة في مونديال 1994 لكنّه رفض العودة لبلاده، بل استمرّ وحاول التعافي حتى نجح في خوض النهائي أمام البرازيل، الذي خسره الأتزوري بركلات الترجيح.

كلّ هذه الحكايات تشكل نسيج أسطورة باريزي وتقدم لمحة عن سبب كونه قائداً استثنائياً لميلان طوال عقدين من الزمن. أصبح قائداً في عام 1982، وكان يبلغ من العمر 22 عاماً، وشغل هذا المنصب لمدة 15 عاماً، قبل أن يخلفه باولو مالديني في عام 1997.

بدأ فرانكو أولى مبارياته مع النادي اللومباردي عندما كان في الـ17 من عمره في موسم 1977-1978. في الموسم التالي انطلقت مشاركات باريزي ووجوده ضمن التشكيلة الأساسية، وحقق لقب الدوري الإيطالي في موسم 1978-1979، حين لعب إلى جانب نجوم كبار أيضاً، على غرار فابيو كابيلو، والأسطورة السابق جياني ريفيرا، لكن الميلان هبط بعدها إلى الدرجة الثانية في بدايات الثمانينيات حين مرّ بفترة سوداء، بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج التي سميت بالتوتونيرو.

لم يطل بقاء الروسونيري في الدرجة الثانية، لكنه تابع تخبطه إلى أن وصل سيلفيو برلسكوني إلى سدة رئاسة النادي، فعادت الحياة إلى الفريق، ونجح باريزي خلال سنواته مع ميلان في تحقيق لقب الدوري الإيطالي 6 مرات وثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، اثنان منها تحت قيادة الأسطورة أريغو ساكي، وأربعة ألقاب في السوبر وثلاثة في السوبر الأوروبي وكأس إنتركونتيننتال.

كارليس بويول
عندما اعتزل كارليس بويول قبل سنوات، بدأ الجميع في تحليل مسيرته الكروية ومساهمته في الفريقين العظيمين لإسبانيا وبرشلونة في حصد الألقاب. اعتزل بويول بعد 15 عامًا من اللعب مع الفريق الأول في برشلونة وعقد من الزمان كقائد للنادي. لعب بويول 392 مباراة مع برشلونة، فاز فيها بستة ألقاب في الدوري الإسباني، وكأس الملك مرتين، وستة كؤوس في السوبر الإسباني، وحقق ثلاث بطولات في دوري أبطال أوروبا.

على الرغم من أنه لم يتم تعيينه كقائد للمنتخب الإسباني بوجود إيكر كاسياس، إلا أنه كان قادراً على فرض شخصية القائد في أرض الملعب، حيث تمتعت إسبانيا بأكثر من قائد، خلال أفضل فترات النجاح لمنتخب لاروخا.

في إحدى المناسبات خلال الكلاسيكو أمام ريال مدريد، حاول جيرارد بيكيه التصرف بطريقة "صبيانية" بعدما كان يريد الاتجاه صوب الحكم لإخباره بتلقيه مقذوفة من المدرجات، لكن بويول قام بنزعها من يده وطلب منه عدم إضاعة الوقت واللعب.

أبدوليو فاريلا
هو الرجل الذي ألهم منتخب الأوروغواي للفوز رغم كلّ الصعاب التي واجهها. في كأس العالم 1950 في البرازيل كان الجميع يعتبر أن هوية الفريق الذي سيتوج باللقب شبه معروفة، وكان الاتحاد الأوروغواياني لكرة القدم يخشى من الإذلال في النهائي على ملعب ماراكانا، وحتى أنّه حذّر اللاعبين، وطلب منهم تجنّب الإحراج، قائلاً "أربعة مقبولة".

رفض فاريلا قبول الموقف وحشد قواته، أي الزملاء، بفضل شخصيته القوية، طلب منهم أن ينسوا ما سمعوه، وأن يتجاهلوا 170 ألف حنجرة برازيلية في المدرجات، وأن يلعبوا المباراة بالطريقة الوحيدة التي يعرفونها.

على الرغم من خطاب فاريلا، إلا أن منتخب أوروغواي تأخر 1-0 في الشوط الأول، لكن فاريلا شدّ همم زملائه، وقاد بلاده للفوز بنتيجة 2-1 في صدمة لا يمكن نسيانها عرفها الجميع باسم "The Black Chief". ولم تخسر الأوروغواي أي مباراة كان خلالها فاريلا الزعيم الأسطوري في أرض الملعب بكأس العالم.
 

المساهمون