أعداد وملائكة... أن تفوز بنتيجة 43/صفر

أعداد وملائكة... أن تفوز بنتيجة 43/صفر

10 مارس 2022
ما علاقة كرة القدم بالأبراج؟ (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

المعالجون الروحانيون، والمنجّمون، ومفسروا الأحلام، والمتخصصون في معاني الأعداد، وعلماء الرياضيات والفلك والنفس والفيزياء يشغلهم العدد 43، مثلما شغل فريق تي.بي مازيمبي الكونغولي للسيدات، الذي فاز هذا الأسبوع على نظيره إيكيومينكول 43/ صفر.

كلٌ على طريقته ينظر إلى بحر من الأعداد. العدد له معناه، كما لتكراره، والحوادث التي تقع إما في الوقت ذاته أو أوقات مختلفة وتحمل العدد نفسه، مجال خصب للبحث، سواء لتفسير سببي أو لاسببي.

خذ هذا العدد 43 الموجود في السماء على بعد 1600 سنة ضوئية من المجموعة الشمسية. هناك كوكبة الجبار (الجوزاء)، حيث الأجرام السماوية والسُدم الهائلة التي من بينها ما يعرف علمياً باسم "مسييه 43"، وقد اكتشفه جان جاك دورتوس دي ميران، أوائل القرن الثامن عشر، ثم فهرسه مواطنه الفلكي تشارلز مسييه عام 1769.

الفوز بهذا الكم الكبير من الأهداف، يجد إغراء لدى فئة تنظر إلى أي عدد محملاً برمز أسطوري أو ديني، كأن يكون حاصل جمع 3 و4 يساوي: 7، وهو عدد ذو منزلة محترمة لدى ثقافات مختلفة.

أما مفسرو الأحلام والمشتغلون في روحانيات الأعداد، فيجعلون من ظهور العدد 43 علامة سعد. هو رقم ملائكي يقول لك "اعلم أن الملائكة الحراس يرسلون لك رسالة حب وسلام وتشجيع".

ولو وقع الفوز بهذا العدد تحديداً مرة واحدة، لكانت شبهة مصادفة عند متابعي كرة القدم، لكنه حدث ثلاث مرات.

في عام 2016، هزم فريق فونديرورت الألماني بنتيجة 43/ صفر أمام فريق أوبرهاوسن، في دوري منطقة سي أوبرهاوزن-بوتروب. انتهى الشوط الأول بعشرين إلى صفر، وسجل فالنتين ألونسو جيل، هداف أوبرهاوزن، أحد عشر هدفاً.

وفي عام 2013 سنكون مع فريق نسائي بريطاني اسمه كيرفيلي كاسل أخذ اسمه من قلعة كيرفيلي التاريخية، لكنه لم يصمد، وأذعن مرماه لفريق جامعة كارديف ليتلقى 43 هدفاً مقابل لا شيء.

قرر النادي الانسحاب من الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية في ويلز بعدما أحرز هدفاً وحيداً في جميع المباريات التي خاضها، أمام كارنارفون تاون بنتيجة 14/1.

هنا يتدخل عالم النفس السويسري الشهير كارل يونغ (1875-1967)، الذي أسس ما يعرف بـ"التزامن". بالنسبة لتركة يونغ، فإن ثلاث مباريات بالنتيجة نفسها تمثل توافقات محملة بالمعاني.

يورد كتاب "التزامن... العلم والأسطورة والألعبان" أن استقصاء يونغ لهذه التوافقات التي طرأت في حياته وحياة غيره جعله يربطها بسيرورات نفسانية لاواعية.

من يقرر وقوع هذه الأرقام؟ كان يمكن للفريق الكونغولي أن يكتفي بنصيب وافر ولكن أقل من الأهداف بقرار واع بعد مشاورات الطاقم الفني ورأفة بالفريق الآخر المستباح.

لكن كرة القدم، أبعد من ذلك، نظام علامات أو إشارات، كما يقترح الكاتب والمخرج الإيطالي (1922-1975)، والمغرم بكرة القدم، نظام ينتج لغة غير لفظية تكون وحدة البناء فيه: الركلة.

يمكن أن نبني على ذلك بالقول إن أقدام اللاعبين واللاعبات تركل ضمن نظام نفسي للتزامن، مثلما يطرح عدداً بعينه، له حضوره، وحين يقع أكثر من مرة فليس مصادفة عشوائية.

مرة ثانية يعود كتاب "التزامن" ليقول إن يونغ "لم يكتف بالجانب النفساني للتزامن، بل عمل مع صديقه فوفلغانغ باولي، عالم فيزياء الكم العظيم، على تطوير فكرة مفادها أن من الضروري إعادة كتابة قوانين الفيزياء ذاتها".

يتحدث هنا عن ضرورة بحث تفسيرات لاسببية لعالم الحوادث الفيزيائية علاوة على تفسيراته السببية. وبالطبع دائماً فإن هذه الأهداف ملعب مفضل للمتخصصين في معاني الأعداد الإيجابيين الذين يختارون ملاكاً رقمه 43.

لكن، من هو الملاك الذي أشرف على تسجيل 149 هدفاً في مرمى ستاد أولمبيك دو ليميرن في دوري مدغشقر عام 2002، مقابل لا شيء؟ الحقيقة أن الفريق الخصم "أديما" قرر أن يستمع إلى صوت الملاك رقم 149.

وقد حصل ذلك فعلاً، إذ شعر الفريق بالظلم من الأداء التحكيمي، فقرر أن يوفر على الخصم الجهد ليسجل في مرماه، ثم يحمل الكرة إلى منتصف الملعب ويعود بها إلى مرماه ويسجل حتى اكتفى بالرقم 149. كان ذلك رقماً قياسياً لم يحدث سوى مرة في التاريخ الموثق، ودخل موسوعة غينيس.

وإذ يركز أصحاب الأعداد ومعانيها على الفريق الفاعل ويتجاهلون الخصم الذي وقف متفرجاً في منتصف ملعبه، فإنهم لن يبخلوا على لاعبي ستاد أولمبيك دو ليميرن بمنحهم ملاكاً رقم 149 يقول لهم "حان وقت التغيير. ستمنحكم الثقة الشجاعة لاتخاذ قرارات مخيفة يخشاها الناس".

المساهمون