استمع إلى الملخص
- تعاني إدارة مانشستر يونايتد من غياب رؤية واضحة بعد إقالة المدير الرياضي دان أشورث، مما يؤثر سلباً على أداء الفريق ويضعف قدرة أموريم على تنفيذ خططه التكتيكية.
- يشعر أموريم بالضغوط الشخصية والمهنية بسبب النتائج المتذبذبة ويفكر في الرحيل للحفاظ على سمعته، خاصة مع اهتمام أندية أوروبية كبرى بخدماته.
يعيش المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد الإنكليزي البرتغالي روبن أموريم (40 عاماً) بداية صعبة للغاية مع "الشياطين الحمر" قد تدفعه للرحيل عن قلعة أولد ترافورد سريعاً، وذلك على الرغم من أنه تولى مسؤولية الإشراف على الفريق منذ ثلاثة أشهر فقط خلفاً للمدرب الهولندي السابق إريك تين هاغ (55 عاماً)، خاصة بعدما ظهرت الكثير من المؤشرات حول عدم رضاه عن بداية تجربته مع اليونايتد، الذي تراجع إلى المركز الـ15 في جدول ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم.
وفي هذا الإطار، ألقت صحيفة ميرور البريطانية، أمس الخميس، الضوء على أبرز الأسباب التي قد تدفع روبن أموريم للهروب من جحيم مانشستر يونايتد سريعاً، وذلك في ظل تواصل النتائج المتذبذبة التي حققها الفريق تحت قيادته إلى حد الآن، ويتمثل الأمر في تحقيق عشرة انتصارات من أصل 21 مباراة خاضها اليونايتد في جميع المسابقات، وعلى الرغم من أنه كان هناك بعض اللحظات القوية، على غرار تحقيق نتيجة التعادل مع متصدر "البريمييرليغ" ليفربول في معقل أنفيلد، والفوز على أرسنال في كأس الاتحاد الإنكليزي.
التأثير السلبي لجيم راتكليف على النادي
يعتبر أحد أبرز أسباب عدم رضا المدرب السابق لفريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي هو التأثير السلبي لرجل الأعمال المليونير البريطاني جيم راتكليف، الذي تحوّلت فترته الأولى مع اليونايتد إلى كارثة، بعد أن حظى باستقبال كبير من مشجعي "الشياطين الحمر" الغاضبين من عائلة غليزر الأميركية المالكة للفريق، خاصة بسبب سياسته منذ العام الماضي التي تتمثل في تخفيض التكاليف من خلال التخلي عن العديد من الموظفين، بمن فيهم أسطورة النادي السير أليكس فيرغسون، وكذلك الحال بالنسبة لشخصيته، التي صعّبت من مهمة أموريم وطاقمه.
عدم دعم الفريق في الميركاتو الشتوي
امتدت سياسة التقشف بالنسبة لإدارة نادي مانشستر يونايتد، بقيادة جيم راتكليف، إلى الجانب الرياضي، إذ أوضح الأخير أنه يريد تغيير سياسة "ميركاتو" النادي التي تميزت بالإنفاق المفرط في الفترة السابقة، ثم بدأ سوق الانتقالات الشتوية الماضية بالإعلان عن استعداد النادي للاستماع إلى العروض من أجل بيع أي لاعب في الفريق، بينما تعاقد مع الدنماركي باتريك دورغو (20 عاماً) قادمًا من نادي ليتشي الإيطالي لسد الفراغ في مركز الظهير الأيسر من دون تعزيز خط الهجوم، بل على العكس، زاد الوضع سوءاً برحيل الإنكليزي ماركوس راشفورد والبرازيلي أنتوني على سبيل الإعارة، وهو ما أضعف خيارات الفريق الهجومية.
غياب الرؤية الواضحة من الإدارة
تُعدّ خطوة إقالة المدير الرياضي الإنكليزي دان أشورث أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها راتكليف، فقد دفع اليونايتد نحو ثلاثة ملايين جنيه إسترليني للتعاقد معه قادماً من نيوكاسل يونايتد، ولكنه لم يستمر طويلاً في منصبه، قبل إقالته بعد مرور خمسة أشهر فقط على توليه المسؤولية بسبب المشاكل الداخلية، ورغم بقاء المدير التقني جايسون ويلكوكس، والرئيس التنفيذي عمر بَرادة، فإنه لا يزال هناك شعور بغياب الرؤية الواضحة من إدارة مانشستر يونايتد، وهو الأمر الذي ينعكس بالسلب على المدرب روبن أموريم وطاقمه الفني.
الخطط التكتيكية
كان من الواضح أن أموريم سيعتمد أسلوب لعبه المفضل مع ناديه السابق سبورتينغ لشبونة، (3-4-2-1) خلال تجربته الجديدة مع نادي مانشستر يونايتد، وكان من المتوقع أن يحتاج لاعبو الفريق إلى فترة طويلة من أجل التأقلم، لكن الهزيمة أمام توتنهام هوتسبيرز بنتيجة هدف من دون رد أثارت الكثير من الانتقادات من قِبل الجماهير والنُقاد، بمن في ذلك لاعب اليونايتد السابق الإنكليزي غاري نيفيل، الذي كشف عن مدى ضعف التشكيلة من الجانب التكتيكي، خاصة في خط الوسط، كما ظهرت بعض الشائعات، وفق الصحيفة نفسها، عن أن عدداً من لاعبي يونايتد عبروا عن استيائهم من الطريقة التي يعتمدها أموريم، وهو ما تسبب في فقدان الثقة بين المدرب ولاعبيه.
أموريم يخشى على سمعته
اعترف أموريم، في بداية الأمر، خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بأنه كان يفضّل البقاء مع سبورتينغ لشبونة حتى نهاية الموسم الكروي الحالي، والانضمام إلى تدريب اليونايتد انطلاقاً من الصيف المقبل، إذ أراد الاستفادة من سوق الانتقالات الصيفية وفترة الإعداد ليتمكن من بناء فريقه، ولكنه كان أمام خيار واحد، وهو قبول العرض أو سيفوّت الفرصة للأبد، ليدفعه هذا الأمر للموافقة على القدوم في منتصف الموسم، قبل أن يظهر أن مخاوفه كانت صحيحة، ولذلك قد يكون التفكير في الرحيل خطوة للحفاظ على سمعته، خاصة أنه لا يزال خياراً مطروحاً لدى العديد من الأندية الأوروبية الكبرى التي تبحث عن مدرب جديد.