أسئلة ترافق موسم الفورمولا 1: هل يواصل هاميلتون "العزف المنفرد"؟

أسئلة ترافق موسم الفورمولا 1: هل يواصل هاميلتون "العزف المنفرد"؟

26 مارس 2021
هل يواصل هاميلتون سيطرته (Getty)
+ الخط -

انتهت العطلة، واختتمت فترة التجارب الحرّة، وسيفسح المجال لصوت المحركات لتشعل المنافسة في مختلف الجوائز الكبرى، لموسم الفورمولا 1 الذي ينطلق هذا الأسبوع في البحرين موعد الجولة الافتتاحية على حلبة الصخير.
موسم سباقات السرعة ترافقه من جديد أسئلة عديدة بعد كلّ الملاحظات التي عرفتها فترة الراحة والتطورات المثيرة التي تجعل الجماهير تنتظر موسماً مختلفاً، ترفع عنه الرتابة التي ميزت المواسم الأخير وجعلت شعبية هذه المنافسات تتراجع تدريجياً، بسبب هيمنة فريق مرسيدس وسائق البريطاني لوس هاميلتون، الذي غرّد خارج السرب، ضارباً العديد من الأرقام وهو الذي يسعى لتجاوز الأسطورة مايكل شوماخر، كأكثر سائق حصداً للألقاب في التاريخ.

هل يحصل هاميلتون على اللقب الثامن؟
لم يترك البريطاني لويس هاميلتون، سائق سيارة مرسيدس، الفرصة لمنافسيه من أجل تهديد هيمنته على سباقات الفئة الأولى، فقد نجح في الحصول على اللقب في سبع مناسبات حطم خلالها أغلب الأرقام القياسية، ولم يترك لمنافسيه غير تحقيق بعض المكاسب الشرفية مثل أسرع لفة في بعض السباقات أو الانطلاق في المركز الأول في عدد من الجوائز الكبرى، لكن الأرقام الأهم تكون من نصيبه مثل الفوز بالسباقات وببطولة العالم.
وقد يرى البعض أن هاميلتون فقد الحماس نتيجة غياب المنافسة، إلا أن هذا السائق سرعان ما يتغيّر مع اقتحام الحلبات. فمع تزايد الغموض بخصوص مستقبله في هذه الرياضة فإن شغف البريطاني بالمراكز الأولى سيكون أكبر حافز له حتى يضيف لقباً جديداً إلى رصيده ويضمن البقاء في صدارة قائمة الأسماء مزيحاً الأسطورة شوماخر.

فرستابن: من دور المزعج إلى دور المنافس؟
تعول جماهير فورمولا 1 على الهولندي ماكس فرستابن من أجل إنهاء هيمنة هاميلتون. فالهولندي لعب خلال آخر موسمين دور المزعج لهاميلتون، ولكن دون أن ينجح في أن يكون ندّاً له، فقد كانت الكلمة الأخيرة تعود للبريطاني بشكلٍ شبه متواصل.
وسيحاول فرستابن هذا الموسم إنهاء سيطرة هاميلتون، مستعيناً في ذلك بطموحه الكبير وقدراته، فهو سائق لا يخشى المجازفة وكان قادراً على تحصيل نتائج أفضل لو أن سيّارته لم تخذله في بعض السباقات. ويبدو أن المصنّع "ريد بول" قد أعد العدة لمساعدة سائقه الأول على لعب الأدوار الأولى منذ البداية وبالتالي التربّع على عرش سباقات السرعة.

هل يخرج بوتاس من جلباب هاميلتون؟
صنع هاميلتون تفوقه على بقية المنافسين بفضل قوّة محركات سيارة مرسيدس، إلا أن زميله في الفريق الفنلندي فالتيري بوتاس لا يملك أعذاراً، فهو يقود نفس السيارة التي بفضلها أصبح هاميلتون السائق الأفضل في العالم وبالتالي لا توجد لديه مبرّرات للفشل من جديد.
ومن الواضح أن بوتاس يريد أن ينزع عن نفسه دور المساعد لهاميلتون ويريد قلب الأدوار هذا الموسم، وهو أمر لن يتحقق إلا بنجاحه خلال السباقات الأولى في حصد نقاط أكثر من هاميلتون، ما سيفرض على مرسيدس إجبار هاميلتون على مساعدته لاحقاً ودون ذلك فإن الوضع سيبقي على ما هو عليه، هاميلتون ينافس على المركز الأول وبوتاس يتولى إعاقة ملاحقي زميله.

هل تنجح فيراري في ردّ الاعتبار؟
كان العام الماضي صعباً وقاسياً على فريق فيراري الإيطالي الشهير، فقد جاءت النتائج كارثية في التجارب الرسمية أو السباقات والفشل كان في اختيار الاستراتيجية أو في توجيه السائقين، بالتالي هو موسم للنسيان بكلّ معنى الكلمة. ووفق استراتيجية المصنع فإن العودة الحقيقية ستكون في سنة 2022، ولكنّها تراهن على هذا الموسم من أجل إعادة التموقع من جديد بعد خسارة الريادة لفائدة مرسيدس ثم الوصافة لفائدة ريد بول.

فيتل وألونسو: تجربة مختلفة أم خيبة جديدة؟
التجربة مع "فيراري" لم تكن القاسم المشترك الوحيد بين بطلي العالم الإسباني فرناندو ألونسو والألماني سيباستيان فيتل، فقد اشتركا أيضاً في الفشل مع المصنّع الإيطالي، وقد اختار فيتل التعاقد مع المصنع "أستون مرتين" من أجل إنقاذ سمعته والدفاع عن مجده السابق. ولا يبدو فيتل قادراً على المراهنة على بطولة العالم، ولكنّه سيحاول أن يجد له مكاناً ضمن نخبة السائقين لعلّه ينجح في إعطاء مسيرته دفعاً جديداً، بعد أن خسر مع "فيراري" كلّ ما بناه مع ريد بول.
أما ألونسو فبعد موسم بعيد عن الفورمولا 1 فقد عاد من أجل إحياء أفضل الذكريات التي عاشها مع المصنع الفرنسي "رونو" ولتكون نهاية مسيرته في الفورمولا 1 أفضل بكثير ممّا عاشه مع السيارة الحمراء ولكن البداية خلال مختلف التجارب مع المصنّع "ألبين ف1" لا تعد بالكثير. بما أن ألونسو فقد الكثير من مهاراته، وهو يحتاج إلى وقت طويل حتى يكون قادراً على مواكبة التغييرات، لكنه بطبيعة الحال سائق خبير وقد يفاجئ الجميع بالتأقلم سريعاً.

شوماخر الابن وأمجاد الوالد

سيكون الحمل ثقيلاً على ميك شوماخر، نجل الأسطورة مايكل شوماخر، مع بداية رحلته في الفورمولا 1. نتائجه في مختلف المنافسات كانت مثالية، ولكن الوضع في الفئة الأولى سيكون مختلفاً، والطريق لقيادة الفيراري لاحقاً يمرّ عبر التميّز هذا الموسم مع المصنع "هاس"، خاصة أن فيراري لا ينوي المراهنة على الشبّان والحصول على خيبات في النهاية. ويعلم شوماخر "جونيور" بأن حمل اسم والده لن يجعل بقية السيّارات تفسح له المجال، بل سيجد منافسة قوية وسيقتحم عالما تغيب عنه المجاملات.

المساهمون