أدريانو مينديز... قصة أول أفريقي تحدى العنصرية في ملاعب الأرجنتين

15 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 19:12 (توقيت القدس)
تكوّن مينديز كروياً في صفوف نادي إستوديانتيس دي لا بلاتا (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأهل منتخب الرأس الأخضر إلى كأس العالم لأول مرة يروي قصة ملهمة، تتقاطع مع مسيرة أدريانو كوستوديو مينديز، أول لاعب أفريقي في الدوري الأرجنتيني، الذي واجه التحديات والعنصرية بروح الدعابة والفخر.
- مينديز، الذي نشأ في نادي إستوديانتيس دي لا بلاتا تحت إشراف كارلوس بيلاردو، ترك بصمة عميقة في كرة القدم الأرجنتينية، معبراً عن فخره بجذوره الأفريقية.
- رغم إقامته الطويلة في الأرجنتين، يظل مينديز مخلصاً لوطنه، مؤكداً دعمه لمنتخب الرأس الأخضر في أي مواجهة محتملة.

أحيا التأهل التاريخي لمنتخب الرأس الأخضر إلى نهائيات كأس العالم قصة فريدة من نوعها، تعود إلى أول لاعب أفريقي في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية، وهو أدريانو كوستوديو مينديز (63 عاماً)، الذي وصل إلى بوينس آيرس عام 1974، دون أن يتحدث الإسبانية، حاملاً معه حياة مليئة بالغربة والتحدي، في وجه التمييز العنصري.

وتكوّن مينديز كروياً في صفوف نادي إستوديانتيس دي لا بلاتا، تحت إشراف المدرب الشهير، كارلوس بيلاردو، وحوّل مسيرته إلى درس في الشجاعة والفخر والانتماء، تاركاً أثراً هادئاً، لكنه كان عميقاً في كرة القدم الأرجنتينية. ومنذ أن هبط من الطائرة، وهو يحمل لافتة كُتب عليها: "أنا أدريانو كوستوديو مينديز"، وحتى اللحظة التي قرر فيها الاعتزال بطريقته الخاصة، بعدما وجّه ضربة إلى حكمٍ أساء معاملته، أثناء دفاعه عن ألوان نادي مارتين دي غويميس، فقد جمعت قصة اللاعب بين التمرد والكرامة والهوية الصلبة.

وفي حديثه مع موقع قناة تي واي سي الأرجنتينية، عبّر مينديز عن فخره بكونه أول لاعب من الرأس الأخضر في الدوري الأرجنتيني، قائلاً: "بعدي جاء آخرون من أفريقيا، لكنني كنت الأول، وهذا يشعرني بفخر كبير. واليوم أعتز بذلك أكثر، لأننا أبناء تلك الجزر الجميلة أصبحت لدينا قصة رائعة نحكيها. الرأس الأخضر تأهل إلى المونديال، وهذا يمنحنا فصلاً جديداً في تاريخنا، إلى جانب استقلالنا عن البرتغال".

وأضاف عن معاناته في بداياته: "كانت تجربة صعبة. جئت إلى الأرجنتين صغيراً بعد وفاة والديّ، وأحضرتني أختي كي لا أبقى وحيداً. حتى اليوم ما زلت أعاني مع اللغة، لكنني أعتبر ذلك جزءاً من جذوري، التي لن أتخلى عنها". أما عن العنصرية، فقد واجهها بروح الدعابة والقوة، قائلاً: "كنت أدخل الملعب لأستمتع، وإذا ناداني أحد بالأسود، كنت أرد عليه: نعم، أنا الأسود. كنت فخوراً بلوني دائماً، وتعلمت ألا أسمح لتلك الكلمات بأن تؤذيني".

وتحدث مينديز أيضاً عن ختام مسيرته غير المعتاد: "كرة القدم جميلة، لكنها تملك وجهاً قبيحاً أيضاً. في زماني كان بعض الحكام يهينون اللاعبين ويصفعونهم. في أحد الأيام، قررت أن أرحل بطريقتي الخاصة، وهذا ما فعلته".

أما عن تأهل الرأس الأخضر إلى المونديال لأول مرة، فقال بفخر واضح: "الآن لدينا قصتان نروي بهما تاريخنا: الاستقلال، والتأهل إلى كأس العالم. إنه يوم تاريخي لكل أبناء الرأس الأخضر". وعندما سُئل عن مواجهة محتملة بين الأرجنتين والرأس الأخضر، أجاب بصراحة: "لن أكذب، أنا أعيش في الأرجنتين منذ 51 عاماً، وأولادي أرجنتينيون، لكن جذوري تبقى في الرأس الأخضر. لو تقابل المنتخبان، فسأشجع الرأس الأخضر. لن أنسى أبداً المكان الذي وُلدت فيه".

المساهمون