استمع إلى الملخص
- أعرب الملعب التونسي عن استيائه من التحكيم، متهماً الحكام بالانحياز، وطالب بتعيين حكام أجانب، بينما احتج اتحاد تطاوين على ركلة جزاء احتسبت للنجم الساحلي وطالب بتدخل الاتحاد لضمان العدالة.
- أكد الحيمودي أنه لن يقبل التدخلات في عمله، مشيراً إلى أن مشاكل التحكيم تتجاوز شخصه وتشمل غياب تقنية "الفار" ونقص التجهيزات والمستحقات المالية.
افتتح الجزائري جمال الحيمودي مهمته، كمشرف عام على قطاع التحكيم في تونس، بأزمة مبكرة، عندما شهدت مباريات الأسبوع الثامن عشر من الدوري المحلي، التي أقيمت يوم السبت، احتجاجات كبيرة وجدلاً واسعاً، بسبب أداء بعض الحكام.
وفي الوقت الذي أعلن فيه الحيمودي تجديد الثقة بالحكام التونسيين، وعدم الاستعانة بالأجانب، وذلك خلال تقديمه في المؤتمر الصحافي، يوم الخميس الماضي، أتت الرياح بما لا يشتهيه الجزائري، خصوصاً في مباراتي الملعب التونسي ضد الترجي، واتحاد تطاوين أمام النجم الساحلي، لتشهد صفحات التواصل الاجتماعي حالة من الغضب والنقد الشديد للحيمودي، والمكتب التنفيذي الجديد للاتحاد التونسي لكرة القدم.
وبعد هزيمة فريقه ضد الترجي، خرج المدير الفني للملعب التونسي، ماهر الكنزاري، بتصريح مثير، عندما انتقد، في تصريحاته للإعلاميين، مسؤولي الاتحاد التونسي، مؤكداً أنهم وصلوا إلى مهامهم من أجل خدمة فرقهم المفضّلة، كما هاجم الكنزاري فريقه السابق الترجي، عندما أشار إلى أن الحكام يهابونه، وذلك على إثر احتجاج الملعب التونسي على الهدف الوحيد في المباراة، بحجة أن لاعب الترجي كان متسللاً، بالإضافة إلى عدم إقصاء المدافع حمزة الجلاصي، وفق ما يعتبر الملعب التونسي.
وقال فريق الملعب التونسي، في بيان رسمي، ليلة السبت: "ندين بشدّة الانحياز الواضح للتحكيم، الذي تعمد إهداء نقاط الفوز للمنافس، باحتسابه هدفاً مسبوقاً بتسلل، بالإضافة إلى الأخطاء التحكيمية الأخرى، من أبرزها تغافله الواضح عن طرد لاعبين اثنين من الترجي، كما نستنكر عدم تعيين حكم أجنبي، رغم أننا طلبنا ذلك رسمياً قبل انطلاق المباراة".
وأضاف: "لقد خرقت لجنة التحكيم مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية، بعد استجابتها للطلب نفسه من فرق أخرى، وتعيينها تحكيماً أجنبياً من تلقاء نفسها في مباريات أخرى من الموسم ذاته، كما أن الإدارة ستراسل جميع الهياكل الرياضية، للتعبير عن موقفها الرافض للمساس بحقوق النادي، كرفضها التلاعب بالنتائج الرياضية، من خلال التعيينات المشبوهة للحكام، وكذلك المطالبة بتحديد موعد لقاء عاجل مع كل من المشرف العام على التحكيم، جمال الحيمودي، ورئيس الاتحاد التونسي، ونطالب بتعيين طاقم تحكيم أجنبي لنهائي كأس السوبر، الذي سيجمعنا بالترجي الرياضي التونسي كشرط جوهري".
ومن جهته، احتج فريق اتحاد تطاوين على أداء الحكم حسام بولعراس، متهماً إياه بإهداء الفوز لمنافسه النجم الساحلي، عندما احتسب ركلة جزاء في الوقت البديل، وهو ما كلفه الخسارة (1-2)، خلال المباراة التي جمعت بين الفريقين، وأضاف النادي: "توجهنا للاتحاد التونسي برسالة عاجلة لطلب لقاء المشرف العام، وذلك لتقديم احتجاج رسمي ضد كل التجاوزات، التي تعرض لها الفريق خلال أغلب مبارياته، خصوصاً مباراة اليوم وضربة الجزاء التي سلبت النادي حقه".
وتابع: "الاتحاد التونسي مطالب بالتفاعل الحيني، والعمل على عدم إدراج الموضوع ضمن الورقات اليومية العادية، التي يتعامل معها، ولا بد أن يفهم أنه مدعوّ لبسط العدل والحفاظ على السلم الأهلي في البلاد، وأن ما خلفه حكم اليوم خطير على مدرجات الملعب، ويجب أن يُحاسب عليه فوراً، لذلك ستتخذ الإدارة القرار المناسب لمستقبل النادي في الدوري، إذ يبدو واضحاً وجلياً أن كل حكم يتم تعيينه لمبارياتنا يكون قراره جاهزاً قبل صافرة البداية".
وكان الحيمودي قد وجّه رسالة شديدة اللهجة لكل حكام الدوري التونسي، وذلك خلال مؤتمره الصحافي، الذي عقده يوم الخميس الماضي، قائلاً: "لن أقبل أي اتصال من أي طرف كان، لقد اجتمعت بالحكام، وأكدت لهم أن كل من سيحاول الاتصال بي سيعرّض نفسه للعقوبة، الذي يحتاجني من أجل تجاوز أي مشكلة طارئة يمكنه أن يوجه لي رسالة رسمية عبر البريد الإلكتروني، لست صديق أي أحد، أنا مسؤول عن الجميع، في إطار الاحترام المتبادل".
ويعتبر أغلب المحللين أن مشاكل التحكيم التونسي لا تقتصر على جمال الحيمودي، بل هي نتيجة مشكلات عديدة تواجه هذا القطاع، كغياب تقنية حكم الفيديو المساعد "فار"، وعدم توفر الظروف الجيدة للحكم المحلي، على غرار التجهيزات والمستحقات المالية.