الدوري المحلي يفقد جماهيريته... والمصريون يسخرون من أندية الشركات

 الدوري المحلي يفقد جماهيريته... والمصريون يسخرون من أندية الشركات

06 يوليو 2021
عدد من الأندية في الدوري المصري لا يملك شعبية كبيرة (Getty)
+ الخط -

رغم احتفالات الصعود إلى دوري الأضواء والشهرة من جانب لاعبين ومدربين وإداريين لثلاثة أندية جديدةٍ نالت شرف التأهل إلى الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، في موسمه الجديد 2021-2022، إلا أن الوضع كان مختلفاً على الصعيد الجماهيري، وسط سيطرة مشاعر الحزن تارة، والسخرية تارة ثانية، عقب انتهاء دوري الدرجة الثانية، وإعلان أندية الشرقية للدخان وكوكا كولا وفاركو السكندري للدوري رسمياً.

وفرضت المخاوف نفسها من تحول الدوري المصري إلى دوري شركات تابعة لمؤسسات حكوميةٍ أو خاصة، أو لرجال أعمال، في سنوات قليلة مقبلة، خاصة في ظل تأهل أندية من دون ظهير جماهيري، وتملك في الوقت نفسه إمكانيات مالية ضخمة تتيح لها التنافس بقوة على البقاء بشكل سهل، أسوة بما حدث مع ناد "خاص" تأهل في الموسم الماضي للدوري لأول مرة، وأنفق ملايين الجنيهات، وبات يجد لنفسه مكاناً في وسط الجدول، وهو سيراميكا كليوباترا المملوك لرجل الأعمال محمد أبو العينين.

وبالأرقام، أصبحت شعبية الدوري المصري في خطرٍ، فالدوري يضم فعلياً 3 أندية جديدة من دون دعم جماهيري، وهي فاركو والدخان وكوكا كولا، ينتظر لها الظهور في الموسم المقبل، وتنضم إلى أندية أخرى بلا ظهير جماهيري ومملوكة لشخصيات ورجال أعمال بشكل مباشر، وهي نادي بيراميدز المملوك لرجل الأعمال الإماراتي سالم الشامسي، ونادي سيراميكا المملوك لرجل الأعمال المصري محمد أبو العينين، وكلاهما تأكد استمراره في الدوري المصري الموسم المقبل، وينافس على مركز متقدم، ونادي الجونة المملوك لرجل الأعمال سميح ساويرس.

وليست أندية بيراميدز وسيراميكا والشرقية للدخان وفاركو للأدوية وكوكا كولا والجونة الوحيدة التي لا تملك قاعدة جماهيرية، فهناك أندية أخرى، ولكنها تابعة لشركات ومؤسسات كبرى في مصر، تخوض المنافسات ولكن من دون جماهير، وتأكد استمرارها في الدوري المصري الموسم المقبل، مثل مصر المقاصة التابع لشركة متخصصة في مجال البورصة والأوراق المالية. وسبق أن تم عرضه للرعاية لفترة وجيزة، قبل أن يعود إلى شركته " المقاصة " لإدارته في الموسم الجاري، وكذلك النادي التابع لمؤسسة القوات المسلحة، وهو نادي طلائع الجيش الذي نجا فعليا من صراع القاع، وتأكد استمراره هو الآخر في الدوري الموسم المقبل، وهو يلعب في عالم الأضواء والشهرة منذ سنوات، وينضم لهما ناد ثالث، وهو نادي إنبي التابع لشركة بترول، وهو من الأندية التي حققت لقب بطل كأس مصر، ولا يملك دعما جماهيريا عدا مجموعة العاملين فيه.

وبعيدا عن الأندية التسعة المؤكدة مشاركتها في الدوري المصري، أي بنسبة 50% من عدد فرق الدوري، هناك أندية أخرى تابعة لشركات، منها من يملك شعبية مثل غزل المحلة بطل الدوري في السبعينيات والمقاولون العرب المدعوم من جانب العاملين فيه، كشركة أخرى وطنية حقق لقب بطل الدوري في الثمانينيات، وكلاهما يحاول الهروب من شبح الهبوط وضمان البقاء لرفع العدد إلى 11 ناديا على الأقل.

وقد ينجو من الهبوط نادٍ آخر من بين أندية البنك الأهلي ووادي دجلة والإنتاج الحربي، التي تتنافس مع أسوان، صاحب الحضور الجماهيري والشعبية الجارفة على آخر 3 مقاعد في سباق القاع والهبوط رسميا إلى الدرجة الثانية في الموسم المقبل.

 ويعبر هذا الوضع عن كارثة تنتظر الدوري المصري في الموسم المقبل، تتمثل في وجود ما لا يقل عن 12 نادياً، حوالي ثلثي الدوري، من دون ظهير جماهيري، تمكن زيادتها إذا ما تم ضم ناد مثل سموحة السكندري الذي ينتمي لكيانات الأندية الاجتماعية الراقية في مصر، وهو أيضاً لا يملك جماهير، ولكنه يعتمد على أعضاء الجمعية العمومية في إظهار شعبيته.

وأصبحت الشعبية الجماهيرية في الدوري المصري محصورةً بين أندية قليلةٍ جداً، هي الخماسي الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري والاتحاد التي قد تتراجع مستقبلاً، خاصة بعدما تابع الجميع معاناة حقيقية للإسماعيلي الذي كاد يهبط للدرجة الثانية بسبب أزماته المالية وعدم قدرته على مواجهة الأندية الخاصة، قبل أن يجرى لم الشمل واستقدام رموزه لإدارته، وأبرزهم إيهاب جلال المدير الفني في الفترة الأخيرة.

وتسبب صعود الدخان وفاركو وكوكا كولا إلى الدوري في إشعال سخريةٍ واسعةٍ من قبل الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تداول تغريدة مثيرة مضمونها الساخر يقول" لو عايز تشرب عندك كوكا كولا لو عايز تدخن عندك الدخان ولو عايز تتعالج عندك فاركو ولو عايز تحوش عندك البنك ولو عايز تتفسح عندك الجونة ولو عايز تبلط عندك سيراميكا".

المساهمون