"توأم الهدف'' يضمد جرح "ويمبلي" بقيادة إيطاليا لنهائي اليورو

بعد 29 عاماً... "توأم الهدف'' يضمّد جرح "ويمبلي" بقيادة إيطاليا لنهائي اليورو

07 يوليو 2021
مانشيني وفيالي (Getty)
+ الخط -

بعدما سجل جورجينيو ركلة الحسم لإيطاليا، في دور نصف النهائي ليورو 2020 بملعب "ويمبلي" ضد إسبانيا، قفز جيانلوكا فيالي من مقعده بالمنطقة الفنية لاحتضان صديقه روبرتو مانشيني.

لقطة عاطفية، كانت أعمق بكثير من مجرد الاحتفال بضربة حاسمة، ففي هذا الملعب بالتحديد، عانى فيالي ومانشيني من أكبر خيبة أمل في مسيرتهما الكروية.

وخسر سمبدوريا الإيطالي أمام برشلونة الإسباني في الوقت الإضافي بنهائي كأس أوروبا عام 1992على ملعب "ويمبلي"، وكان مانشيني قائداً للفريق حينها، لكن الفوز على إسبانيا في دور الأربعة لا يكفي لعلاج 29 عاماً من الآلام.

انتصار وحيد فقط، ضد الفائز من مواجهة نصف النهائي الأخرى، بين إنكلترا والدنمارك، في المباراة النهائية يوم الأحد المقبل، ربما سيوفر الدواء الشافي، لجرح "ويمبلي".

فيالي ومانشيني تمتعا بمسيرة رائعة داخل المستطيل الأخضر، حيث فازا بـ22 لقبًا كبيرًا، وتحصّلا على 13 أخرى في عالم التدريب، لكن إذا تمكن أي منهما من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فسيكون هناك فصلان سيعيدان كتابتهما: تلك الهزيمة أمام برشلونة ومسيرتهما الدولية.

وكان من المفترض أن يقود فيالي منتخب إيطاليا إلى نهائيات كأس العالم على أرضه عام 1990، لكنه تعرّض لإصابة ولم يتواجد في البطولة، فيما كان مانشيني في الفريق لكنه لم يلعب دقيقة واحدة، ثم لم يتم اختيار أي منهما في مونديال أميركا 1994.

وعلى عكس مانشيني، رفع فيالي أعظم جائزة في كرة القدم للأندية الأوروبية، بحصد لقب الأبطال كقائد ليوفنتوس في عام 1996، لكن جرح "ويمبلي" قبل أربع سنوات لا يزال عميقاً، عندما سقط سمبدوريا، في الدقيقة 112، حيث وصف مانشيني مباراة برشلونة، بأنها "أسوأ ليلة في فترته بسامبدوريا".

وأضاف، في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "اليوم التالي كان أسوأ: أنت تدرك ما هي الفرصة التي أضعتها. كنت أرغب في الفوز بها بشدة. كان هذا الكأس دائماً في ذهني".

وحظي النجمان بلقب "توأم الهدف''، بسبب مدى تأثيرهما داخل الملعب وخارجه، في الوقت الذي اتخذت فيه مسيرة مانشيني وفيالي طرقاً مختلفة بعد "ويمبلي"، حيث انتقل الأخير إلى يوفنتوس مقابل 12 مليون جنيه إسترليني في ذلك الوقت، لكنهما ظلا دائماً صديقين مقربين.

وتولى مانشيني منصب المدير الفني لإيطاليا، في مايو/أيار 2018، بعد ستة أشهر من الإخفاق في التأهل لكأس العالم بروسيا، وفي عام 2019 عيّن فيالي مديراً إدارياً.

وتم تشخيص إصابة فيالي بسرطان البنكرياس في عام 2017، وخضع لدورتين منفصلتين من العلاج الكيميائي لمدة تسعة أشهر، قبل أن يُعلَن شفاؤه بشكل كامل، في ديسمبر/كانون الأول 2019.

وقال فيالي، في تصريح لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في مايو/ أيار 2020: "أنا سعيد جداً لأنني أعمل مع أفضل أصدقائي. إنه لأمر رائع أن أكون قادراً على مساعدة روبرتو. عقدي حتى نهاية كأس العالم في قطر بديسمبر/كانون الأول 2022. نحن نواصل ونحاول أن نقدم أكبر شيء ممكن".

وأحاط مانشيني نفسه بزملائه السابقين بسمبدوريا، بتواجد المخضرم الآخر أتيليو لومباردو، ضمن الكادر الفني، إلى جانب لاعبي الوسط السابقين، ألبيريكو إيفاني وفاوستو سالسانو.

ورغم ذلك، فقد مرّ مانشيني وفيالي بأوقات سعيدة في "ويمبلي" من قبل، حيث فاز الأخير بكأس الاتحاد الإنكليزي كمدرب لتشلسي في عام 2000، قبل 11 عاماً من فعل مانشيني الشيء نفسه مع مانشستر سيتي.

ولكن للفوز معاً هنا، بعد ما يقرب من 30 عاماً من الخسارة بهذه الطريقة المفجعة، سيقدمان بالتأكيد واحدة من أعظم القصص التي دائما ما تمتعنا بها الساحرة المستديرة.

المساهمون