عنصرية "عربية" في المهجر

عنصرية "عربية" في المهجر

24 فبراير 2019
+ الخط -
ليس فقط أن نجاحات أبناء المهاجر العرب تغيظ بطبيعة الحال أصحاب الفكر القومي المتطرف، ومؤيدي دولة الاحتلال، بل أخيرا حضرت صورة بائسة لبعض العرب بتجاوزهم عنصرية الغرب وتفوهاتهم.

بعد وصول الفلسطينية، رشيدة بوطليب، الناشطة في صفوف الجالية العربية، والصومالية إلهان عمر، المهاجرة إلى الولايات المتحدة، إلى عضوية الكونغرس، تعرضتا لسيل من اتهامات ظالمة وبلغة تبدو عجيبة. والمثير بكل أسف أن تصل لغة بعض العرب إلى تشويه على أساس الأصل والدين والحجاب وأسباب الهجرة. وخلال الأيام الماضية، كشف بعضهم عن مدى انهيار اللغة العنصرية "العربية"، انطلاقا من أدلجة في المواقف المؤيدة لطرفين خليجيين معروفين بتوجههما.

أقل عبارة اشترك فيها العنصريون بلغة الضاد وصف إلهان عمر بما لا يليق لا بإسلام ولا أخلاق إنسانية يتنعم بها بعض المهاجرين واللاجئين. طغت لغة وأوصاف لون البشرة والاحتقار والعجرفة على شعب الصومال، من هؤلاء الذين تجاوزوا في التطبيل للسعودية والإمارات في الاغتراب ما يتفوه به أعتى متطرفي الغرب.
أحد هؤلاء لم يتردد باستخدام ما نهاه عنه دينه وقوانين المهاجر من إهانة عمر بوصفها "عبدة سوداء"، فيما ذهب آخر إلى "زبالة صومالية". وتلك ضمن أمراض أخرى وصلت المهاجر بتمجيد التصهين والتلطي بقوة اللوبيات.

كل السجال العنصري الذي اندلق حمأة وتأييدا للصهاينة، وبوقاحة علنية بلسان عربي، يستدعي من بعض العقلاء مراجعة جادة لما وصل إليه حال التحريض بشراء الذمم والضمائر، لدى للأسف من بات يرى في العنصرية والفوقية ممارسة طبيعية، حتى لو كان هو وأبناؤه يشكون في الغربة من عنصرية أخرى.