استكمال المواطنة

استكمال المواطنة

25 يوليو 2018
جدل المواطنة في فرنسا باق(العربي الجديد)
+ الخط -
الفرنسيون فرحون بالإنجاز الكروي الكبير. الفرنسيون وكلّ من يقيم في فرنسا، ومعظم مواطني المستعمرات الفرنسية السابقة.

لا يوجد ذرة شك في الأمر. والدليل هو مظاهرات الفرح العارم التي ابتدأت، منذ الفوز على الأرجنتين، ثم إقصاء بلجيكا، حتى مباراة النصر النهائي أمام كرواتيا.
كانت الأعلام الفرنسية ترفرف إلى جانب أعلام بلدان ينحدر منها معظم لاعبي الفريق الوطني الفرنسي.
ولا يوجد أدنى شك في أن الإنجاز الكروي، الذي حققه فريق وطني فرنسي، يتواجد فيه لاعبون من أصول عربية وأفريقية وفرنسيون، رفع معنويات الفرنسيين إلى مستويات عالية.
كانت فرنسا تحتاج إلى نصر، وإلى رفع معنويات، وهو ما ساهم فيه لاعبون، من أمثال إمبابي وبوغبا وأومتيتي وغيرهم. ولأن النصر يَجُبُّ ما قبله، فقد أصبح اللاعب الشاب إمبابي معشوقَ الفرنسيين الأول، متجاوزا، النجم غريزمان.

وليس الأمر استثناء، بفضل معجزات كرة القدم. فقبل عشرين سنة، انتخب الفرنسيون اللاعب زين الدين زيدان، مَلِكاً عليهم، بعدما أهدى لهم، مع زملائه، كأس العالم، لأول مرة.
صحيح أنه أثناء النصر تختفي كثير من التناقضات، وهذا ما بدا جليا حتى مع تغريدة مارين لوبان، زعيمة حزب “التجمع الوطني” العنصري، التي امتدحت “مدرب الفريق وكلَّ لاعبيه”. نعم، “كل لاعبيه”، بمن فيهم “اللفيف الأجنبي”، وهي عبارة قدحية لوالدها السياسي العجوز، جان-ماري لوبان.
هل ستختفي العنصرية؟ صحيح أن البرلمان ألغى استخدام كلمة العِرق. بالطبع لا، وإلا لاختفت من زمان.

الدرس المستفاد هو أن كرة القدم، والرياضة، عموما، تفتح، حسب إمكاناتها المحدودة، باب الفرح والاندماج. لكن الاندماج الحقيقي لن يتحقق إلا عبر بوابة التشغيل والتعليم للجميع، أي المُواطَنة الكاملة.

المساهمون