مؤسسة "فكر وبناء" بمانشستر.. مبادرات لصالح السوريين

مؤسسة "فكر وبناء" بمانشستر.. مبادرات لصالح السوريين

25 يوليو 2018
إصرار على دعم اللاجئين السوريين(من موقع المؤسسة)
+ الخط -

في الأول من يونيو/حزيران فقط نجحت مؤسسة "فكر وبناء" في تأمين سنة دراسية كاملة لأكثر من 250 تلميذاً من خلال التبرعات السخية التي جمعتها في إفطار خيري شارك فيه عشرات المتبرعين والمتبرعات من سكان مانشستر. ويضيف الدكتور مصطفى – المحاضر في جامعة مانشستر والناشط في "فكر وبناء" وأحد مؤسسيها – أن المشاريع التعليمية ومساعدة إعادة أطفال سورية إلى المدرسة تتصدر قائمة الأولويات والأهداف لمؤسستنا، وتمكنّا من خلال الجهود المبذولة خلال هذه السنوات وبالتعاون مع مؤسسة "سيرياريليف" (Syria Relief) الخيرية أن نصبح مساهماً هامّاً في تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثية لأطفال سورية ونسعى لتطوير شبكة تعليمية ذات أسس قوية ومعتمدة على نفسها في سورية.

إضافةً إلى عملنا في المجال التعليمي في سورية نعمل في مانشستر لدعم اللاجئين الوافدين إليها ولمساعدتهم في الاندماج في البيئة الجديدة".

تكوين مستمر
ولا تقتصر نشاطات المؤسسة على جمع التبرعات وإقامة المناسبات الخيرية بل تدعو بشكل منتظم سكان مانشستر السوريين والعرب وغيرهم إلى أمسيات ثقافية راقية وجلسات نقاش
سياسية حول مختلف الأفكار ومحاضرات يلقيها متخصصون حول متنوع المواضيع، وستقيم هذا العام في شهر تشرين الأول/أكتوبر للسنة الثانية على التوالي مهرجان "احتفالاً بسورية" (Celebrating Syria) والذي يشمل عرض أفلام، حفلات موسيقية، مسرحيات، محاضرات أدبية، ورشات عمل، لقاءات إلى آخره. ويقول الدكتور مصطفى الأشقر وهو أحد الناشطين المسؤولين عن نشاطات المهرجان "غرضنا في مثل هذه المناسبات تعزيز صورة إيجابية لبلدنا تختلف عما يراه المشاهد الغربي في وسائل الإعلام من مشاهد عنف ونزوح واستبداد وتطرف، كما ننوي إتاحة الفرصة للفنانين السوريين المقيمين في المملكة المتحدة لإبراز أعمالهم ومواهبهم ولجمع الجاليات والأفراد على اختلاف أصولهم وطبقاتهم وانتماءاتهم.

اعتاد الناس في هذا البلد في الأعوام الأخيرة أن يربطوا سورية بأوضاعها المزرية الراهنة لكنها غير ذلك أيضاً. نشاطات المهرجان تركز تركيزاً كبيراً على مشاركة الجمهور فيها وعلى بناء جسور بين الجاليتين البريطانية والسورية، وتقوم بتعريف الجماهير إلى فنون كالخط والأناشيد والطبخ إضافة إلى تسليط الضوء على امتياز الإنتاج الثقافي السوري مثل الأدب والسينما والمسرح".


تبديد الإشاعات
بالإضافة إلى الجانبين الخيري والثقافي لا يخفى على أحد التزام مؤسسة فكر وبناء بمعارضتها للحكم الدموي لبشار الأسد في سورية، وقد أطلقت منذ تأسيسها عدة حملات بهدف إظهار طبيعة الحياة السياسية والمدنية، وبهدف تبديد المفاهيم الخاطئة والإشاعات المنتشرة عما يحصل في سورية. ويقول الدكتور هيثم الحموي "إنّ الحملات التي ترعاها المؤسسة لا تقتصر على
إدانة جرائم النظام السوري أو على الدعوة للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وإنما نحاول أن نشجع النقاش بين السوريين في الخارج حول رؤيتنا للمستقبل والقضايا الأكثر أهميةً المتعلقة ببلدنا أو المتعلقة بمستقبل جاليتنا هنا". قضى الدكتور الحموي سنتين ونصف السنة في السجن بعد أن حكم عليه قاض عسكري بالسجن مدة أربع سنوات لمشاركته في مظاهرة سلمية ضد الهجوم الأميركي على العراق في مدينة داريا.

كان الحموي في أوائل الألفين أحد الناشطين "الديارنة" (أيْ من داريا) الذين دعوا إلى مكافحة الفساد والرشوة، فضلاً عن قيامهم بحملات نظافة تطوعية في شوارع داريا. واستمرّ في عمله المدني الاجتماعي بعد انتقاله إلى مانشستر حيث شارك في إنشاء "مكتب الجالية" وعُين فيما بعد مديراً له. "وقد اخترنا اسم "فكر وبناء" (Rethink Rebuild Society) – يضيف الحموي – لأنه يختصر بكلمتين هدفنا ورؤيتنا كمنظمة غير حكومية، حيث يجدر بنا التفكير فيما تعلمناه عن أنفسنا وعن مجتمعنا من تجربة الثورة بحيث تتوسع فرص المشاركة مما يؤدي لطرح بدائل عديدة للرأي السائد".


تأسيس 2011...
تأسست مؤسسة "فكر وبناء" (Rethink Rebuild Society) – أو ببساطة مكتب الجالية كما تُعرف عند السوريين هنا – في مانشستر في عام 2011 بفضل مجموعة من الشباب السوريين المقيمين فيها، بعضهم طلاب موفدون وبعضهم في بريطانيا منذ عقود، وتتميز نشاطاتها الاجتماعية والخيرية على وجه التحديد بمساعيها لإعادة أطفال سورية إلى مدارسهم وساهمت في إنشاء وتمويل وتزويد ما لا يقل عن عشر مدراس منذ عام 2012، وتقوم بتمويل مدرسة "اِقرأ" بشكل كامل مزودةً إياها بكافة المصادر المالية والدراسية من خلال عملها لجمع التبرعات. فتحت المدرسة أبوابها في أيلول/سبتمبر 2014. وقد استوعبت سنوياً أكثر من 400 طالب تتراوح أعمارهم بين 6 و15 سنة، بما في ذلك الأطفال النازحون واليتامى بالإضافة إلى 24 من الموظفين. وقد تم توفير جميع أنواع الدعم لهؤلاء الأطفال والتي تشمل التعليم والدعم النفسي والطبي.

المساهمون