منفى سوري

منفى سوري

23 ابريل 2018
+ الخط -

جرت عربات الهجرة معها، في تجريف وتصحير الأوطان، نخبا سورية كثيرة، من تحت براميل التدمير، ومزاريب "الانتحار"، بأكثر من طلقة، كإشارة "ولاء مطلق"، حيث يتطهر الإنسان من النفس "الأمّارة بالسوء".

وعلى امتداد المهاجر، القريبة والبعيدة، ثمة سوريون، ليس بالجنسية فحسب، كالقابضين على جمرات أحلام بوطن حر، بعيدا عن التزوير في سؤال أبله عن "البديل". هؤلاء يحيون معاناة مزدوجة: ليس فقط أن الإبداع، على تخوم وطن يخنق بغازات أحلام توريث، بل ولأن بعضهم اختار ألا يسير على الصراط المستقيم للأوهام يصنف هؤلاء المرتحلين اضطرارا: خونة... وعملاء. وما أكثرهم في "الوفاء للقائد"... قبل أن ينقصوا محمد الماغوط وسعد الله ونوس.


ليس فقط أن الديكتاتورية، بكل مستويات هرمها، أرادت لهؤلاء العرب، المضطرين اليوم للهجرة، الاختيار بين السكون/ الخنوع، في بلادهم، أو الجلوس على ناصية طريق تمجيد "القائد الخالد" و"الملهم الأبدي" و"المعلم الأول".
بل إن"القائد"، بتحكمه بأدوات وسياط الإخضاع، لديه اختيارات "رقيقة" أخرى، في زنازينه، التي لا يفهم جلادوها، الضحايا أيضا لكل علوم تخلف "المعلم الأول"، فارقا بين الانتماء للوطن، بكل تفاصيله، وولاء يُلون حتى الهواء، بأدوات نصب واحتيال، بألوان زاهية، ليختزل في "سيادته" الأبوية، وإن كان أصغر بكثير من ميشيل كيلو، على سبيل المثال، حين يطلب منه جلاد ضحية أن يروي قصة لضحية صغير، ولد وكبر خلف جدران السجن، بمعية "القائد الخالد".
فلا يتبقى من خيار إلا الهروب الجماعي الكبير اضطرارا!



دلالات

المساهمون