ناجحون وفشَلة في المهجر

ناجحون وفشَلة في المهجر

12 مارس 2018
سعي شبابي عربي في المهجر بعيدا عن النمطية(العربي الجديد)
+ الخط -

تقدم تجربة الهجرة نماذج بشرية مضيئة يحق الافتخار بها. كفاءات عربية في الطب والهندسة والعلوم الحقة، وفي قطاعات الآداب والفنون والفكر، وتوغلات ناجحة في دهاليز السياسة ومتاهاتها.

لكنها في الوقت نفسه، تصيبنا بالألم، ونحن نرى إلى القسوة التي تلفظ بها مغتربات، كفاءات أخرى، أو من لم تمنحهم الحياة ولا المصادفات فرصة أن يحققوا أحلامهم، برمت بهم الوقائع الغريبة على هوامش الأوطان الجديدة، بدون رحمة، ومزقتهم تمزيقا، أو دفعتهم إلى ارتكاب حماقات حطمت حياتهم وعطفت بالآمال المعلقة عليهم.

آخرون، كان وضعهم أشد مأساوية، حين اصطادتهم شباك التطرف، وجندتهم خفافيش الظلام، فجنوا على أنفسهم وعلى أوطانهم، وأصبح الشاب العربي في المهجر، إما خريج انحراف وسجون، أو معتنق أفكار تطرف، على أتم الاستعداد أن يتمنطق بحزام ناسف، ويفجر نفسه في أي مكان في العالم.

من تأثيرات هذه الصور النمطية، التي يستعرض فيها الإعلام اليميني المتطرف في ساحة مكشوفة مطارداته البائسة، أن العديد من الوظائف أصبحت في عداد "الممنوع" على أبناء الجاليات. وبدا أن هناك تمييزا، خفياً حينا، وعلنياً أحيانا، بضرورة الحذر من هؤلاء القادمين من ثقافات أخرى تدعو إلى العنف.

لتصويب الصورة، وكسب التأييد في معركة المساواة في المواطنة والحقوق، لا بد من خارطة طريق يشارك في بلورتها أبناء المغتربات العقلاء، تصحح المتهافت في عالم قائم على حروب الدعاية الهوجاء. كيف؟ ذاك هو السؤال؟


دلالات

المساهمون