استغلال استخباراتي غربي

استغلال استخباراتي غربي

07 أكتوبر 2018
استغلال استخباراتي لتوظيف مخبرين للتجسس على الجاليات(العربي الجديد)
+ الخط -


ليس غريبا لجوء الاستخبارات الغربية، ومنها أجهزة الأمن الفرنسية، إلى اختراق مواطنيها، من أصول عربية، للوصول إلى المعلومة. ولا يتردد بعض الساسة الفرنسيين، ومن بينهم إيريك سيوتّي، نائب مدينة نيس، وكريستان إيستروزي عمدتها، في استحضار النموذج الإسرائيلي، في التعامل مع الفلسطينيين والترويج له.

كل شيء جائز من أجل الحصول على المعلومة الاستخباراتية، وتحليلها، من أجل استخلاص الدروس، ومن ثمّ تنفيذ الضربات الاستباقية، والحؤول دون وقوع اعتداءات.

ولا يقتصر الأمر، فقط على قضايا الإرهاب، بل حتى قضايا تبتعد عنه، أحيانا، كقضية الإسلام في الغرب، الذي لا يزال يُنظَر إليه باعتباره ديناً أجنبياً. ولعل الجالية اليهودية في أوروبا تعرف بعض الشيء في هذا الصدد.

وعادة ما تلجأ قوات الأمن إلى عناصر يمكن، بسهولة، إقناعها واستمالتها، سواء كانت تعاني من هشاشة نفسية ما، أو أنها ضالعة في قضايا مع الشرطة ومع القضاء.
ولأن الإرهاب والجريمة يرتبطان، أحيانا، وبقوة، بعَالَم المخدّرات، فإنه غالبا ما يتم، مثلا، في فرنسا وهولندا وبلجيكا، الاستعانة بعناصر ضالعة في تسويق وبيع المخدرات، لاستخدامها، أحيانا بشكل قذر.

وليس الأمر مُثيراً للدهشة والاستغراب، حين نعلم أن القسم الأكبر من المخدرات، أي “الكيف”، كما يطلق عليه في المغرب، يأتي من المغرب، واستطاع جذب أعداد هائلة من الأوروبيين في تجارتها، سواء من كانوا من أصول مغاربيّة أو من أصول أوروبية عريقة.
تخشى السلطات الأوروبية ارتباطا وثيقا بين المخدرات والإرهاب، أي تمويل الإرهاب عبر المخدرات، ولكنها لا تكتفي بهذا الأمر، بل تريد معرفة أعمق بهذه الجاليات، التي تكابد، من عقود، للانصهار في بلدان الاستقبال.

المساهمون