الانقسام بأبعاده الاجتماعية

الانقسام بأبعاده الاجتماعية

27 اغسطس 2017
وقفات احتجاجية في غزة لإنهاء الانقسام (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم يقتصر الانقسام الفلسطيني على الجوانب السياسية، بل تعدى ذلك ليطاول المجتمع والخصائص الاجتماعية التي كانت تميزه طوال السنوات الماضية.
الصدام المسلح والاقتتال والاحتكام للقوة العسكرية انتقل من الشارع إلى البيت الواحد وبين الأشقاء الذين اقتضت خصوصية الحالة الفلسطينية أن يكون كل شبابها مسييسين ومنتمين للفصائل الفلسطينية.
كانت السنوات الأولى للانقسام الأكثر تأثرا بالتبعات خاصة في الجانب الاجتماعي، وعندما مضت السنوات تطوى في الانقسام تبين للذين لا ناقة لهم ولا جمل في المعركة السياسية أنه يجب فصل الصراع السياسي عن العلاقات الاجتماعية والأسرية، وبالتالي بدأت عملية تجاوز الانحياز للرأي الواحد والموقف الواحد، بدأ نوع من الوعي يتشكل لدى الناس بأنه لا يمكن أن يمتد الاختلاف السياسي للتفاصيل العائلية ومكوناتها.

تجاوز الناس بعد سنوات التشدد والتشبث بالرأي الواحد وأن رأي الفصيل الذي انتمي إليه هو الرأي السديد، لكن التبعات تمددت في اتجاهات أخرى، حدث نوع من التصالح الاجتماعي وقبل الناس أن يكون هناك اختلاف بين فتح وحماس وأنه لا يمكن أن تقضي فتح على حماس أو العكس، تم تجاوز هذه العقبة.
لكن ما لم يتم تجاوزه إلى الآن هو أن الانقسام السياسي أفضى إلى مجموعة تحديات اقتصادية واجتماعية وتنموية، فالانقسام أدى إلى تعطيل آلاف الموظفين عن الذهاب لعملهم وبقاء هذا الجيش من الموظفين في بيوتهم أدى لتبعات نفسية واجتماعية وأسرية. آلاف العمال لم يعد بإمكانهم العمل، وبالتالي حدثت عملية دحرجة للفقر لدى هذه العائلات.
الصدام المسلح أسفر عن سقوط ضحايا من الجانبين، والمجتمع الغزيّ مجتمع عشائري، وبالتالي لم تسوَّ قضايا الدم والثأر إلى الآن، وهذه قنبلة اجتماعية.
خلاف فتح وحماس أدى إلى تفرد إسرائيل في القطاع بثلاث حروب خلال سبع سنوات، وكل حرب خلفت شهداء ومصابين، وبالتالي اتسعت دائرة اليتم، وإن كنا تجاوزنا تبعات الانقسام فإن تبعات الحرب ما زالت ماثلة وحاضرة.

المساهمون