كيف ندعم التفكير العلمي لأطفالنا؟

كيف ندعم التفكير العلمي لأطفالنا؟

02 اغسطس 2017
تحتاج العلوم لأن تدمج مع الواقع الحياتي المعاش (Getty)
+ الخط -
سيسألك الطفل "لماذا السماء زرقاء"؟ "ما هي النار"؟ "لماذا نمشي على اثنتين والكلب على أربع"؟ "إلى أي حد بعيدة هي الشمس"؟ ... إلخ، الأطفال يتساءلون عن كل شيء بصدق تام ورغبة حقيقية في المعرفة، أسئلتهم دائمًا تندرج تحت قائمة "لماذا" وقائمة "كيف"، وهما السؤالان الأساسيان للعلم نفسه.

أحد أهم مزايا تقديم العلوم لأطفالنا والعمل على الاهتمام بها أثناء دراستهم لها، بجانب كونها قادرة على إجابة الكثير من الأسئلة، هو أنها شيء تمكن ممارسته بشكل عملي، التجارب البسيطة للأطفال تملأ اليوتيوب والإنترنت عمومًا وهي تجارب يمكن تنفيذها بأدوات منزلية بسيطة، سوف يفتح ذلك الباب لأطفالنا لتعلم الكثير من المهارات، كالدقة في إتمام التجارب بعد فشل بسبب خطأ بسيط، كذلك الحاجة إلى الصبر حتى نصل للنتائج، والتعلم كذلك عما يعنيه مفهوم السبب والنتيجة، فهو الآن يعرف أنه لنصل إلى النتيجة "ب" يجب أن نقوم بالخطوة "أ".





أنشطة بسيطة

كذلك يمكن أن يساهم الآباء في دعم التفكير العلمي لدى الأطفال، فمثلا يمكن أن تعلم ابنك جمع البيانات عبر مهام بسيطة مثل "سجل عدد اللوحات في المنزل" أو "ابحث لي عن شيء سائل، صلب، غازي في المنزل" أو "كم عدد الأشجار في الحديقة الصغيرة"، "وما هي
أنواعها".. لتكن مثلا " ثلاثة من الكافور، أربعة من الفيكاس... إلخ". تعلم عن أنواع الأشجار والورود وحدثه عنها واجعله يتعرف عليها بشكل عملي ثم ابدأ في شرح ما تعني الوردة بالنسبة له.

يمكن لك أيضًا أن تسأله دائمًا بالصيغة نفسها "لماذا"، شجعه على البحث عن إجابة – صنع فرضية – وناقشه فيها ثم اشرح له الإجابة الصحيحة. سلوك آخر مرتبط يمكن اتبّاعه مع الأطفال لتقوية قدراتهم العلمية وهو تحدّيهم دائمًا بأن تقول له "أثبت ذلك"، حينما يكون الإثبات غير ذي دلائل أكمل اللعبة معه بتوضيح أنه يحتاج لدليل، حتى نصل إلى حجة مكتملة، كذلك يمكن لك دفع الطفل بشكل دائم لحل المشكلات، الألغاز، وهي قادرة – ليس على جعله أذكى من أقرانه – لكن أكثر قدرة على معالجة المشكلات فيما بعد.

هناك العديد من المواد العلمية التي سيود الأطفال التعرف إليها وسوف تعطيهم في نفس الوقت أبعادا أخرى لتفكيرهم، الديناصورات مثلًا، كتب الديناصورات وبرامجها للأطفال على اليوتيوب ونماذجها البلاستيكية يمكن الحصول عليها بسهولة، فورًا سيبدأ الطفل في الاندهاش حينما يعرف أن تلك الكائنات عاشت قديمًا قبل الإنسان، كذلك سوف يندهش حينما يعرف أحجامها، هنا لا تُلق إلى الطفل بالمعلومة بل صورها له، فقل مثلًا إن هذا الديناصور، التيرانوصور مثلا، طوله 15 مترا وارتفاعة 4 أمتار، بل يضيف أن ذلك يعني أنه لو كان واقفًا على الأرض الآن لاستطاع رأسه كسر الشباك -لأنه أعرض منه- في شقتنا بالدور الثاني.





علم الفلك
كذلك علم الفلك هو هواية ممتعة يمكن تقديمها لطفلك عبر تلسكوب صغير يمكن له من خلاله مراقبة الفوهات القمرية، حلقات زحل، أو كوكب المشتري، تنتشر كتب وبرامج علم الفلك للأطفال على اليوتيوب، والتلسكوبات ذات أسعار مناسبة، يفتح علم الفلك مدارك الأطفال على
مستويات أكثر عمقًا وبساطة في نفس الوقت، خاصة حينما يبدأ في التعرف إلى النجوم وأنواعها.

يعطي العلم لأطفالنا درجة من التشكك، وتدفع ممارسته للمزيد من الدقة، تؤكد الدراسات أن الأطفال الذين يتعرفون إلى المنهج العلمي في التفكير – بشكل عملي – يعطون نتائج أفضل في المواد الأخرى، كذلك تحتاج العلوم دائمًا لأن تدمج مع الواقع، وهو دور مهم للأب والأم، فالمناهج ربما يتم الدفع بها للطفل ككبسولات يجب حفظها، لكن على الوالدين بذل بعض الجهد لتحويل ذلك كله إلى ممارسة عملية.





المساهمون