خمس صفات للمعلم المؤثر

خمس صفات للمعلم المؤثر

05 يوليو 2017
أولى صفات المعلم المؤثر هي ثقته في طلبته (Getty)
+ الخط -





على الرغم من تدهور جودة التعليم بشكل عام في غالبية أوطاننا العربية، إلا أن ذلك لم يحل دون وجود معلمين ومعلمات مؤثرين وملهمين لأجيال وراء أجيال من الطلاب. وهنا يطرح سؤال نفسه، ما هي الصفات التي تميز أولئك المعلمين عن غيرهم؟ 

نجيب عن هذا السؤال من خلال مناقشة أدارها أحد المواقع المتخصصة في التربية والتعليم على الإنترنت. حيث شارك فيها أكثر من 700 شخص من المعلمين والطلبة وأولياء الأمور بخبراتهم في هذا الصدد. ومن خلال تلك المناقشة تم التوصل إلى خمس صفات هي التي تميز المعلم كي يكون مؤثرا وملهما.

1- يثق في طلبته

إن أولى صفات المعلم المُلهم أو المؤثر هي ثقته في طلبته وإيمانه بقدراتهم. حيث إنه يمتلك القدرة على اكتشاف القدرات الدفينة لدى طلابه، ويشجعهم على استخدام تلك القدرات والخروج بها إلى النور. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يمتد إلى أن يساعد طلبته على أن يثقوا في أنفسهم وقدراتهم تلك. فالعديد من الطلبة يشعرون على مدى سنوات الدراسة بانعدام الثقة والخوف من عواقب ما يقولونه أو يفعلونه، وذلك بسبب العديد من العوامل. لكن المعلم المؤثر يدرك كيفية التعامل مع تلك الزعزعة التي تنتاب طلبته، لكي يحول ذلك إلى ثقة بالنفس تساعدهم على مجابهة التحديات المختلفة خلال الدراسة وفي الحياة العملية في ما بعد من أجل بلوغ النجاح المنشود.

2- يمتلك الشغف

يعد الشغف بالتدريس وبالتربية والتعليم من أهم الصفات التي يتحلى بها المعلم المؤثر. فالشغف هو المحرك الأساسي للإتقان والإبداع والتميز في أداء المعلم لرسالته. فالمعلم الشغوف دائما ما يكون حريصا على أن يشرح لطلبته بمنتهى الأمانة والتفاني، ويتفنن في استخدام الوسائل المختلفة لضمان أن يفهم طلبته ما يقوم بشرحه على أكمل وجه. كما أن المعلم الشغوف يقوم بنقل شغفه بما يدرسه لطلبته، ما يحفز الطلبة بدورهم على أن يكونوا شغوفين بالمعرفة والتعلم وأن يقدروا ذلك طوال حياتهم، الأمر الذي من شأنه أن يحدث الفارق في حياتهم العملية في ما بعد.

3- الصبر

فضيلة الصبر هي من أهم مميزات المعلم المؤثر. فالمعلم ليس مسؤولا عن طالب واحد أو حتى فصل واحد فقط، بل هو مسئول عن العديد والعديد من الطلاب المتباينين في كل شيء. المعلم المؤثر يعرف كيف يتعامل مع هذا الأمر بصبر وأناة، فهو يعرف كيف يكون صبورا على أخطاء طلابه حرصا منه أن يتعلموا الصواب من خلالها. كما يعرف كيفية التعامل مع الاحتياجات العاطفية المختلفة والمتقلبة لطلابه بهدوء وتريث. فالمعلم المؤثر يدرك أن عملية التعليم تتطلب وقتا ومجهودا وصبرا لحصد النتائج المرجوة على المدى الطويل.

4- يعرف متى يكون حازما

الحزم في الوقت المناسب والموقف المناسب هو ما يميز المعلم المؤثر عن غيره. فعلى الرغم من الصبر الذي يتحلى به، إلا أنه لا يمنعه من إظهار الحزم مع الطلاب عندما يتطلب الأمر ذلك. خاصة إذا تجاوز بعض الطلبة حدودهم، إذ حق عليه أن يردهم إلى جادة الصواب فهذا هو دوره وتلك هي رسالته. ولا يتوقف حزم المعلم المؤثر عند تجاوز الطلبة لحدودهم فقط، بل يمتد إلى تحدي طلبته وتحفيزهم للوصول إلى أفضل ما لديهم. فهذا ما سيجعل طلبته يطورون من قدراتهم ويتقدمون إلى الأمام بخطى ثابتة.

5- يحب طلبته

وأخيرا فإن المعلم الملهم المؤثر يحب طلبته ويظهر لهم عاطفته نحوهم كأبنائه. تلك هي الصفة الأكثر تأثيرا للمعلم المؤثر، فحينما يشعر الطلبة بأنهم محبوبون من معلمهم وأنه يرغب في أن يكونوا بأفضل حال، يساعد ذلك على أن يتعلموا وأن يصبح لديهم طموح ورغبة في الإنجاز، حيث إن المعلم المحب يجعل من المدرسة بيئة آمنة للتعلم دون خوف أو وجل. وهذا ما تؤكده الأبحاث في مجال التربية، إذ إن الطلبة لا يمكنهم أن يتعلموا وهم خائفون أو قلقون أو في بيئة غير آمنة. والمعلم المحب وحده هو القادر على إزالة تلك الحواجز.




المساهمون