أحوال اغترابية... عن مغاربيي فرنسا

أحوال اغترابية... عن مغاربيي فرنسا

01 يوليو 2017
+ الخط -


حين تسأل مغاربيّا في فرنسا عن بلده الأصلي، فغالباً ما يرفض، بلطف، الإجابة عن مثل هذا السؤال الذي لا يراه لائقاً. ويزداد هذا الشعور قوة، حين تتعرض الأمة الفرنسية لاعتداء إرهابي، أو حين تتعرض الجالية المغاربية لوصم أو اعتداء عنصري، وهنا يتكلم المغاربيون بلسان رجل واحد.

كما يعبرون عن هذا التضامن وهذا التماهي في ملاعب كرة القدم حين يتبارى فريق فرنسي مع آخر مغاربي فتجد كل المغاربيين خلف هذا الأخير. ويزداد هذا الشعور بالهوية الواحدة مع القضايا العربية، فقد تظاهر الجميع، بقوة، مع فلسطينيي غزة.


ولكن، من حين لآخر، تستورد الجاليةُ بعضَ هموم ومشاكل البلدان الأصلية، فتحدُث بعض المشاكل، وهو ما نراه مع الإرادة المتواصلة للسلطات المغربية والجزائرية في التحكم في مساجد فرنسا، من حيث تمويلها أو إرسال أئمة إلى فرنسا. وما يزال الصراع المغربي الجزائري في قضية الصحراء، التي لا تزال تنتظر الحلّ، يُسمّم الأجواء، من حين لآخر، وآخر الأمثلة من هذه الاحتقانات اضطرارُ لجنة الانتخابات في حركة الرئيس الفرنسي الجديد ماكرون (الجمهورية إلى الأمام)، استبدال مرشحة له، من أصل جزائري، ليلى عايشي، بسبب مواقفها المتضامنة مع جبهة البوليساريو، بمرشح من أصول مغربية، بعد حملة غاضبة من قبل محسوبين على المغرب في شبكات التواصل الاجتماعي. أصرّت عايشي على الترشح ولكن الحظ حَالَفَ مرشح ماكرون الرسمي.

والمراقب لما يحدث الآن، في فرنسا 2017، حيث شغلت فرنسية من أصول مغربية، نجاة فالو بلقاسم، منصبا وزاريا مهمّاً، كوزارة التربية الوطنية، وقبلها، شغلت فرنسية من أصول مغربية-جزائرية، رشيدة داتي، منصب وزارة العدل، قد لا يعرف شيئا عن نضالات كبيرة خاضتها مختلف الأجيال المغاربية حتى يتم الاعتراف بها، أخيرا، وتبدأ في الظهور الإعلامي والسياسي.
ولعل أهم هذه النضالات على الإطلاق هي "المسيرة الكبرى من أجل المساواة وضد العنصرية" التي جرت ما بين 15 شهر أكتوبر/تشرين الأول 1983 و3 ديسمبر/كانون الأول 1983، أي بعد وصول الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران للسلطة، والتي أعقبتها نضالات عديدة تطالب بالمواطنة الكاملة وبمكافحة الوصم والعنصرية التي لا تزال قوية، رغم كثير من القوانين الزجرية ورغم تأسيس كثير من المنظمات التي تكافح العنصرية والتمييز في فرنسا.