"المقارنة"... القاتل الصامت لأبنائك

"المقارنة"... القاتل الصامت لأبنائك

18 مايو 2017
المقارنة بين الأشقاء خطأ تربوي شائع (Getty)
+ الخط -
بحسن نية وبدافع التشجيع، يستخدم كثير من الآباء المقارنة كحافز لتطوير أداء أبنائهم وتحسين سلوكياتهم في العديد من المواقف، ويظهر ذلك بشكل خاص في مواقف الدراسة وتحصيل الدرجات، فلا تفارق ألسنتهم عبارات مثل: "لماذا لا تحصل على درجات مرتفعة مثل أخيك، متى ستسمع كلامي مثل أختك، ما الذي يمنعك من أن تكون اجتماعيا مثل ابن عمك...إلخ".
وعلى عكس ما يعتقد كثير من الآباء، فإن مقارنة الطفل بغيره من الأخوة أو الأقران تكون بمثابة خنجر مسموم يطعنونه به دون قصد، فيشوهون به تكوينه النفسي ويهدمون شخصيته.


مخاطر المقارنة
ومن المخاطر التربوية التي قد يصاب بها الطفل نتيجة مقارنته بغيره.

1- إشعال نار الغيرة والحقد والكراهية تجاه الأخوة أو الأشخاص الذين يُقارن بهم.

2- تكوين اتجاهات سلبية نحو الآباء؛ لأن الإنسان يكره من ينتقص قدره ويقلل من شأنه.

3- تبني اتجاهات سلبية لدى الطفل نحو موضوع المقارنة، فمثلا لو كنت تقارنه بأخيه المتفوق دراسيا فهذا يبني لديه اتجاها رافضا وكارها للدراسة.


4- تخلق مقارنة الطفل بغيره شعورا بالدونية وفقدان تقديره لذاته، فيعاني نتيجة لذلك من عدم ثقته بنفسه، وهذا ينعكس بصورة سلبية على حياته وقراراته بشكل عام.

5- تجعله شخصا مشغولاً بالآخرين وبنظرتهم إليه أكثر من اهتمامه بنفسه وبقدراته.

6- تقتل طموحاته وترسخ لديه الشعور باللامبالاة، حيث يرى أنه لا فائدة من أي جهود يقوم بها، طالما أن والديه يريان دائما الآخرين أفضل منه.

7- في ظل الانشغال بمقارنته بغيره يغيب البحث عما يتمتع به من قدرات إمكانات، فتُقتل مواهبه وتدفن تحت ركام المقارنة بغيره.

8- قد يصاب ببعض الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر نتيجة المقارنة.

9- ربما تؤدي المقارنة إلى بعض الاضطرابات السلوكية كالعصيان والتمرد والانطواء والتأتأة واللجلجة في الكلام والسرقة والكذب، وقد تصل في مرحلة المراهقة إلى التدخين أو إدمان المخدرات أو التورط في أنشطة إجرامية.

10- قد تدفع الطفل الذي تكون المقارنة في صالحه إلى الشعور بالغرور والكبر.





كيف تحمي طفلك من المقارنة؟

1- ذكّر نفسك دائما بأن كل إنسان وهبه الله نقاط قوة وقدرات وإمكانات يتميز بها عن غيره، وأنه لا يوجد إنسان بلا قدرات خاصة، وكذلك لا يوجد إنسان دون جوانب ضعف وقصور.

2- لا تحصر قدرات طفلك في مجال واحد محدد كالدراسة مثلا، ولكن وسع أفقك وابحث عن تميزه في مجالات مختلفة، فربما يكون مميزا في ممارسة الألعاب الرياضية أو لديه قدرة على القيادة والتواصل الاجتماعي الفعال، أو مبدعاً في الرسم والتلوين والنحت أو يتمتع بقدرات
لغوية كالخطابة والشعر والنثر أو يجيد التمثيل واستخدام الجسم للتعبير عن أفكاره ومشاعره أو لديه صوت نادٍ وأذن موسيقية... إلخ.

3- احرص على اكتشاف جوانب القوة والتميز التي يتمتع بها طفلك، وهيئ له الفرص المناسبة لتنميتها وتطويرها.

4- خاطبه وتعامل معه على قدر ما يتمتع به من قدرات وإمكانات وليس على قدر طموحك أنت.

5- اختر المدخل المناسب لطفلك عند توجيهه، وراعِ الفروق الفردية بينهم، فلا تعامل العاطفي كالعقلاني، ولا تطلب من صاحب المستوى المتوسط دراسيا ما تطلبه من المتفوق... وهكذا.

6- ابحث عن الأسباب الحقيقية لتراجع مستواه في أداء بعض المهام الدراسية أو الاجتماعية أو غيرها، فإذا كان السبب يرجع إلى إهماله وليس إلى ضعف قدراته، فاعمل على تحفيزه ومساعدته ليحسن أداءه.

7- شجع طفلك على الشعور بالتفرد وأن يكون نفسه بكل إمكاناته وقدراته.

8- وإذا أبيت إلا أن تقارن طفلك، فالقدر المسموح به أن تقارنه بنفسه فقط في فترات سابقة، مع التركيز على إيجابياته وما كان يتمتع به.


المساهمون