خمس قواعد للتخطيط لدراستك الجامعية بالخارج

خمس قواعد للتخطيط لدراستك الجامعية بالخارج

29 مارس 2017
يمكن الدراسة في الخارج مجاناً من خلال المنح الدراسية(Getty)
+ الخط -

مع تدهور التعليم الجامعي في غالبية البلدان العربية - حيث تخلو قوائم تصنيفات الجامعات عالميا من الجامعات العربية إلا بضعة جامعات تعد على الأصابع - أصبح الكثير من الطلاب وأولياء الأمور يحلمون بالحصول على شهادة دراسية جامعية من خارج المحيط العربي حيث التعليم ذا الجودة العالية والشهادة المعترف بها محليا ودوليا، مما يعني مستقبلا أفضل بالتأكيد.

إن فرص الدراسة بالخارج تتنوع وتتمايز بشكل كبير، فوفقاً لمنظمة اليونسكو هناك أكثر من 16 ألف جامعة حول العالم، توفر كل منها عشرات وأحياناً مئات البرامج الدراسية. لذا يظل السؤال المحير دوما كيف نختار الجامعة الملائمة للدراسة فيها؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه من خلال توفير خمس قواعد أساسية للتخطيط للدراسة بالخارج. 


1- البرنامج الدراسي
قبل الشروع في الأمر، يجب أن تحدد ما هو المجال الذي تود دراسته والتخصص فيه، إذ إنه وفقا لذلك ستتحدد الكثير من خياراتك. اختر مجالا دراسيا لديك شغف واهتمام كبيران به وترغب في تعلم الكثير من الأمور عنه والتعمق فيه. فمجال دراستك سيحدد وظيفتك المستقبلية بشكل كبير ومن ثم دخلك المادي ومكانتك الاجتماعية. لذا قم بالتفكير في الأمر جيدا ولا تنسَق وراء رغبات واختيارات الآخرين من محيط الأسرة والأصدقاء، فتلك هي حياتك أنت.

2- لغة الدراسة
بطبيعة الحال لا توجد جامعات يمكن الدراسة فيها باللغة العربية خارج وطننا العربي، لذا فإن دراستك بالخارج ستعتمد على مهاراتك باللغات الأخرى بشكل أساسي. تعد اللغة الإنكليزية هي لغة العلم والمعرفة في عصرنا الحالي، حيث تتوافر الكثير من البرامج الدراسية بتلك اللغة، سواء في البلدان الناطقة بها أو الدول الأخرى. بالإضافة إلى الإنكليزية تتوافر العديد من البرامج الدراسية القوية بلغات أخرى، على رأسها الفرنسية والألمانية وغيرهما.

3- مكان الدراسة
اختيار الدولة التي ستدرس بجامعتها أمر محوري للغاية، فقضاء فترة الدراسة ما بين عامين إلى خمسة أعوام في بلد ما ليس أمرا عبثيا. بداية فكر في البلد الذي تريد أن تقيم فيه، مدى قربه أو بعده عن وطنك الأم، ومدى تشابه واختلاف ثقافته عن ثقافتك، واللغات المنتشرة فيه، بجانب الطقس السائد في ذلك البلد، بالإضافة إلى النظام التعليمي الخاص بذلك البلد.

عادة ما يتجه الكثير من الطلاب العرب للدراسة بالمملكة المتحدة، بسبب اللغة وقرب المسافة رغم الكلفة المرتفعة للدراسة والمعيشة. ويتوجه العديدون أيضا للولايات المتحدة الأميركية، بسبب اللغة والتنوع الثقافي الهائل برغم بعد المسافة نسبيا. بينما نجد أن الدراسين في كندا وأستراليا ونيوزيلندا أقل قليلا بسبب بعد المسافة.

بالإضافة إلى ذلك، يتجه كثيرون إلى دول أوروبية غير ناطقة بالإنكليزية، في مقدمتها ألمانيا لدارسي العلوم والهندسة، وفرنسا لدارسي الإنسانيات. وأخيرا بدأ الاتجاه للدراسة في دول آسيوية، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتركيا، خاصة لسهولة القبول بجامعاتها نسبيا مع ارتفاع المستوى التعليمي.

4- كلفة الدراسة
إن الدراسة بالخارج مكلفة بالطبع، إذ تشمل المصاريف الدراسية إضافة إلى مصاريف أخرى للسكن والمعيشة والسفر، وهو ما ينبغي دراسته بعناية عند التخطيط للدراسة بالخارج. بصفة عامة، فإن الدراسة بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية هي الأعلى من حيث المصاريف الدراسية، تليهما أستراليا وكندا ونيوزيلندا، بينما تعد الدراسة الجامعية مجانية في ألمانيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى. وعادة ما يمكن معرفة المزيد عن كلفة الدراسة والمعيشة بجامعة ما من خلال المعلومات التي يوفرها موقع الإنترنت الخاص بتلك الجامعة.

لكن هل من الممكن أن ندرس بالخارج بدون كلفة؟ الإجابة هي بالطبع نعم، من خلال المنح الدراسية، حيث توفر العديد من الهيئات والحكومات والجامعات منحاً دراسية تتنوع في تغطيتها المالية لتكاليف الدراسة والمعيشة، إحداهما أو كلاهما. وبصفة عامة، فإن المنافسة على تلك المنح تكون شرسة للغاية، فهي تمنح لقلة منتقاة بعناية من الطلاب المتميزين.

5- الجامعة

بعد أخذ القواعد السابقة في الاعتبار يمكن اختيار الجامعة التي ترغب بالدراسة فيها. مبدئيا يجب البحث عن ترتيب تلك الجامعة في التصنيفات العالمية للجامعات عبر الإنترنت خاصة في المجال الذي ترغب بالدراسة فيها، الأمر الذي يوفر مؤشرا جيدا لقوة تلك الجامعة. تعرف على شروط القبول بتلك الجامعة من شهادات تعليمية ودرجات في اختبارات معينة ومتطلبات اللغة، لتتأكد من إمكانية قبولك بتلك الجامعة من عدمه.

فكر أيضا في الشهادة التعليمية التي ستحصل والاعتراف بها عالميا وفي وطنك، بجانب مستوى الوظائف التي يمكنك العمل بها من خلال تلك الشهادة. قم بإعداد قائمة من عدة جامعات للتقديم بها، إذ أن المنافسة عادة ما تكون شرسة للغاية للقبول بالجامعات خاصة تلك التي تقبع في قمة التصنيفات العالمية.

أخيرا، لا تتردد في طلب المشورة وسؤال الآخرين، ولا تمل من القراءة والبحث عن الموضوع عبر الإنترنت. فالتخطيط للدراسة بالخارج يتطلب مجهودا ووقتا كبيرين، لكن العائد من رحلة التعلم تلك لا يقدر بثمن.

المساهمون