كيف يتعلم الأطفال العربية في كندا؟

كيف يتعلم الأطفال العربية في كندا؟

30 ديسمبر 2017
تعليم اللغة العربية مسؤولية الأهل والمدرسة (غيتي)
+ الخط -
يواجه الجيل الثاني من أبناء المجتمع العربي في كندا صعوبات جمة في تعلم اللغة العربية، ويحتار الأهل بين تسجيل أطفالهم في المدارس العربية أو الاكتفاء بتدريسهم العربية في المنزل.

تقول شهيرة القاضي مديرة مدرسة النهضة للغة العربية في لندن أونتاريو بكندا، لـ"العربي الجديد" إن الأطفال الكنديين العرب يواجهون مصاعب كثيرة في تعلم اللغة العربية والسبب يعود إلى عدم الاهتمام الكافي من قبل الأهل في تشجيع وتوجيه أطفالهم إلى تعلم اللغة، إضافة إلى قلة فرص اجتماع أبناء الجالية العربية سوية وحتى إذا التقوا فهم يفضلون التحدث باللغة الإنكليزية على العربية لسهولة ذلك بالنسبة لهم.

لذا نجد أن الأطفال يواجهون صعوبة في التكلم وفهم اللغة العربية، إضافة إلى أن قلة المدارس العربية التي تقوم بتعليم الأطفال العربية ساهمت بشكل كبير في عدم تعلم أطفال الجاليات العربية لغتهم الأم.

مسؤولية من؟

وتبين القاضي أن المسؤولية الواقعة على كل من الأهل والمدارس العربية متساوية، إذ يجب التعاون المشترك لتذليل الصعوبات أمام الأطفال لتعلم اللغة.

وتضيف القاضي أنه ونظرا لإدراكنا لأهمية وجود المدرسة وعدم تفرغ الكثير من الأهل لتعليم أطفالهم دفعنا وبإشراف من الجمعية الكندية العربية في لندن أونتاريو إلى إطلاق مشروع مدرسة النهضة للغة العربية لأجل اعتماد مناهج متميزة وسهلة لمن يدرس اللغة العربية كلغة ثانية، حيث اعتمدنا منهجا خاصا بنا للقيام بمهمة تعليم اللغة.

وتوضح القاضي أن تعلم الطفل للحروف العربية والتحدث بها يعتمد على الجهد المبذول من قبل المدرسة والبيت معا في مساعدة الطفل على التعلم، فقد لاحظنا أن الأطفال بالمدرسة يبدأون في التحدث وصياغة الجمل باللغة العربية بعد شهر واحد من الالتحاق بها. ومن واجب الأسرة هنا أن تكمل دور المدرسة، لأن جهود المدرسة التي تقدم درسا واحدا أسبوعيا غير كافية لتعلم العربية فلا بد من الاستمرار خلال الأسبوع كله بمراجعة ما درسه الأطفال في المدرسة حتى تسهل مهمتهم في تعلم العربية.

 



نصائح للأسر

تختم القاضي حديثها بأنه على الأسرة العربية في كندا أن تولي اهتماما لكي يحافظ أطفالها على لغتهم العربية والتي تعني لهم هويتهم أيضا وأن يسعوا إلى تسجيلهم في مراكز ومدارس تعلم اللغة العربية في الصغر، لأن هذا الأمر يساعدهم كثيرا، ولا بد من تربية الأطفال على احترام لغتهم الأم والحرص على التحدث والكتابة بها.

 

وتقول نهى أحمد، لبنانية كندية (طالبة قسم تربية أطفال في مونتريال) لـ"العربي الجديد": "لا شك أن مهمة الأسرة العربية في الغرب صعبة جدا، خاصة فيما يتعلق بقضية تعليم الأطفال لغتهم الأم، كما أن دور الأسرة لا يكفي ولا غنى عن دور المدارس العربية في كندا، فهي تقوم بدور مهم ورئيسي للأطفال بالإضافة إلى تعليم اللغة، إذ إن الطفل يجد أطفالا بعمره يسعون للتحدث بنفس اللغة وهذا الأمر يشجعه كثيرا".

وترى أن على الأسرة أن تتيقن بأن تعليم الأطفال اللغة العربية ليس فقط لأنها لغتهم الأم وتساعد في الحفاظ على هويتهم، وبدونها لا يمكن لهم أن يقرأوا القرآن الكريم أو يتعلموه، وإنما أيضا لأنها تضيف إليهم قدرات وخبرات أخرى تنفعهم في المستقبل، كالحصول على وظائف سواء داخل كندا أو خارجها.

وتكشف نهى أحمد أنه بالرغم من كثرة مسؤولياتها كأم لطفلين ودراستها بالجامعة إلا أنها تسعى بجد إلى تعليم أطفالها ثلاث لغات (العربية والفرنسية إضافة للإنكليزية).

وتشدد على أن فكرة الهجرة والعيش بعيدا عن الدول العربية لا تعني تخلي الأسرة العربية عن تعليم أطفالها اللغة العربية فهذا خطأ كبير ترتكبه الأسر بحق أطفالها بحجة الانشغالات والمسؤوليات.

 

المساهمون